الارشيف / عرب وعالم

"مخاوف متجددة".. ليبيا قد تتحول إلى "ملاذ آمن" للفارين من حروب أفريقيا

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 08:21 مساءً - يثير استمرار تدفق اللاجئين الفارين من الحروب من دول السودان والنيجر وتشاد وغيرها إلى ليبيا مخاوف متجددة من تحول البلاد الغارقة في أزمة سياسية إلى ملاذ آمن لهؤلاء.

وتعرف ليبيا إلى جانب تونس والجزائر تدفقًا غير مسبوق للاجئين والمهاجرين الفارين من الحروب في دول الطوق ممثلة في النيجر وتشاد والسودان ما يثير تساؤلات عن التداعيات المحتملة لذلك.

ولا توجد إحصاءات دقيقة حول أعداد اللاجئين والفارين من دول تشهد حروبًا، كالسودان، في ليبيا.

ومضى أكثر من سنة على الحرب في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش.

وقال الناشط الحقوقي والمحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي، "إن هناك مخاوف مشروعة من أعداد المهاجرين واللاجئين والفارين من الحروب في ليبيا خاصة من جمهورية السودان حيث تعد أقرب مدينة ليبية إلى السودان هي مدينة الكفرة التي يوجد فيها حوالي 60 ألف نسمة من بينهم 20 ألف نازح من السودان الذين أصبحوا يمثلون ثلث سكان المدينة".

وأضاف العبدلي لـ "الخليج الان"، "إن هناك بالتوازي تدفقًا غير مسبوق من المهاجرين من دول أفريقية وهم مهاجرون لا يحظون بمتابعة صحية وسط حديث عن إصابة كثيرين منهم ببعض الأمراض ما يثير مشاكل حقيقية تتعلق بفحصهم قبل دخول المدن، لذلك أعتقد أن المخاوف الموجودة مشروعة".

وتابع: "تم تقديم عدة عيادات متنقلة من قبل اليونسيف وغيرها لذلك يرى هؤلاء أن ليبيا ملاذ آمن لهم في ظل اشتداد الحرب في السودان ودول أخرى، وبعد قطع الآلاف منهم مسافات طويلة من أجل الوصول إلى العاصمة طرابلس وغير ذلك أصبح لزامًا على السلطات الليبية إيجاد مكان آمن لهم".

وأنهى العبدلي حديثه بالقول، "إن المشاكل التي أصبحت تعانيها ليبيا بسبب تدفق الآلاف لا تقتصر على السودان أو النيجر بل أيضًا من بوركينافاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وهي دول تأتي منها الآلاف من المهاجرين والمشكلة الآن تكمن في شيء مهم جدًا وهو إن لم يكن هناك إحصاءات دقيقة ووضع فكرة معينة مع دولهم لإرجاعهم، فإن الأعداد ستتزايد وهو أمر يهدد بتغيير ديموغرافي حقيقي".

ومن جانبه، قال النائب البرلماني عبد المنعم العرفي، "إن هناك استمرارًا بالفعل لتدفق الفارين من الحروب واللاجئين من دول مثل السودان والنيجر نحو ليبيا، لكن هناك علاقات تاريخية بين ليبيا ودول الجوار سواء النيجر أو تشاد أو السودان وامتداد للقبائل سواء الطوارق أو التبو أو أولاد سليمان لذلك الهجرة موجودة منذ زمن إلى أن تستقر الأمور".

وبين العرفي لـ "الخليج الان"، "أن الأمر الذي يبدد المخاوف هو غياب وجود تهديدات إرهابية أو أمنية في تدفق المهاجرين واللاجئين، ذلك أنه لم يتم رصد عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أو غير ذلك".

وختم النائب البرلماني، "أنه مع ذلك يجب أن يتم ضبط الحدود حتى لا يموت الناس في الصحراء أو غير ذلك".

Advertisements