الارشيف / عرب وعالم

ما بين رفح ولبنان.. معضلة إسرائيلية في إطفاء جبهة وإشعال أخرى

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 03:03 مساءً - تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا عسكريًا زادت حدته خلال الأيام الماضية، عقب اغتيال الجيش الإسرائيلي قيادات بارزة في ميليشيا حزب الله، فيما تزداد فرص دخول الجانبين في مواجهة شاملة يمكن أن تؤدي لحرب إقليمية.

ويوم أمس الجمعة، قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن "التقديرات تشير إلى أن العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة ستنتهي بعد أسبوعين"، مبينة أن إسرائيل بحاجة لصفقة مع حركة حماس حتى توقف ميليشيا حزب الله هجماتها على الحدود الشمالية.

أخبار ذات صلة

الأكبر منذ 7 أكتوبر.. هجوم واسع من "حزب الله" على 9 مواقع إسرائيلية

مؤشرات قوية

ويرى الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "هناك مؤشرات قوية على إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الشمالية"، مبينًا أن ذلك سيدفع الجيش الإسرائيلي لتقليص عملياته في قطاع غزة.

وقال عريقات، لـ"الخليج الان"، إن "الجيش الإسرائيلي ليس لديه القدرة على فتح معارك واسعة النطاق في عدة جبهات، الأمر الذي قد يدفعه لإنهاء علمية رفح بأسرع من المتوقع، من أجل فتح جبهة جديدة مع حزب الله".

وأوضح أن "إسرائيل ستعمل على تكثيف ضرباتها الجوية وعملياتها العسكرية بمدينة رفح من أجل إنهاء العملية العسكرية بأسرع وقت ممكن، كما أنها من الراجح أن تقوم بسحب عدد من قواتها وألويتها من غزة للمناطق الشمالية استعدادًا للمواجهة مع حزب الله".

وأشار إلى أن "فتح مواجهة عسكرية مع لبنان يعني الدخول في حرب مفتوحة وطويلة الأمد، وقد تتحول لحرب إقليمية"، موضحًا أن هذا الأمر على عكس رغبة الولايات المتحدة التي تعمل من أجل ضمان الهدوء بين إسرائيل ولبنان.

وأضاف عريقات: "بتقديري المرحلة المقبلة ستشهد انسحابًا إسرائيليًا عسكريًا تدريجيًا من رفح، وإنهاء غير معلن للعملية العسكرية بالمدينة باستثناء محور فيلادلفيا ومعبر رفح، مقابل تعزيز القدرات العسكرية في الجبهة الشمالية".

ووفق الخبير العسكري، فإن "الحرب بين حزب الله وإسرائيل باتت أمرًا محسومًا إلا في حال التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة، وهو الأمر الوحيد الذي يمكن أن ينهي حالة التوتر على الجبهة الشمالية الإسرائيلية".

مدفعية إسرائيلية خلال قصف مواقع جنوب لبنانأ ف ب

سيناريو متوقع

من جانبه، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، أن "إسرائيل غير معنية بالدخول في مواجهة عسكرية مع لبنان حاليًا؛ إلا في حال فرضت عليها مثل هذه المواجهة"، مبينًا أنها تعطي فرصة للمساعي الأمريكية لوقف التصعيد على الجبهة الشمالية.

وقال غانم، لـ"الخليج الان"، إن "الجيش الإسرائيلي على الرغم من انشغاله بالحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أشهر، ومحاولته تجنب مواجهة مفتوحة مع لبنان؛ بيد أنه يواصل استعداداته لمثل هذا السيناريو المتوقع، ويدير معركته في غزة على هذا الأساس".

وأوضح أن "التحركات العسكرية الإسرائيلية الحذرة في رفح تشير إلى أن الجيش يمكنه أن يتخذ قرارًا بوقف عمليته العسكرية في أي لحظة"، لافتًا إلى أن ذلك سيكون مرهونًا بشكل أساسي بقرار شن حرب ضد ميليشيا حزب الله.

وأضاف غانم أن "التسريبات الإعلامية المتعلقة بموعد انتهاء الجيش الإسرائيلي من عمليته العسكرية في رفح، تمثل رسالة من إسرائيل للبنان وميليشيا حزب الله حول الاستعدادات المتعلقة بالدخول في حرب على الجبهة الشمالية".

وأشار إلى أن "مثل هذه الحرب ستؤدي إلى نزاع إقليمي طويل الأمد، ستكون بعض الجهات الدولية والإقليمية طرفًا فيه"، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي يبذل جهدًا من أجل الحيلولة دون اندلاع مثل هذه الحرب في الوقت الحالي.

Advertisements