الارشيف / عرب وعالم

"شافيز فرنسا".. من هو ميلانشون المرشح لرئاسة الوزراء؟

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 12:03 مساءً - تاريخ النشر: 

15 يونيو 2024, 8:48 ص

أعاده صعود اليمين المتطرف للواجهة بعدما كان ينوي اعتزال السياسية.. هو اليساري المؤرق بتصريحاته ومواقفه التي لا تشبه غيرها، يمشي عكس التيار وتُطلق عليه الصحافة الفرنسية لقب " شافيز فرنسا " و" الخطيب المفوه "

جان لوك ميلانشون .. زعيم حزب " فرنسا الأبية" الذي عادت لتدور حوله علامات استفهام كثيرة خاصة بعد تصريحه الجديد عن احتمالية وصوله لرئاسة الحكومة المقبلة..

بعدما قرر ماكرون حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، دخل المشهد السياسي الفرنسي في حالة تتطلب إعادة ترتيب وتنسيق بين التحالفات ، لكن اللافت في الموضوع هو أن أحزاب اليسار الأربعة الرئيسة في البلاد اتفقت تحت راية " الجبهة الشعبية " على قطع الطريق أمام تطلعات الأحزاب اليمينية مع إمكانية وصول اليمين المتطرف إلى الحكم للمرة الأولى منذ نشأة الجمهورية الخامسة عام 1958، ووسط تلك التغيرات والتقلبات دخل ميلانشون ساحة الأحداث المتسارعة بتصريح قال فيه " أشعر بأنني قادر على ذلك .. لن أقصي نفسي ولكن لن أفرضها "

فالسياسي الذي يتلقى المعارضة في كثير من الأحيان من قبل الأحزاب اليسارية القادم منها بسبب تصريحاته المثيرة للانقسام، وموقفه الرافض لحرب غزة إلى جانب تصريحاته التي تُوصف " بالملتبسة " حول معاداة السامية، يدعو إلى إدماج المهاجرين دون تبني الخطاب المعادي لهم، يطالب بالانسحاب من حلف الناتو، بل وانسحاب فرنسا من معاهدات الاتحاد الأوروبي التي لا تحقق شروطا يراها مناسبة لفرنسا، إضافة إلى أنه كان من أنصار احتجاجات " السترات الصفراء " ولطالما انتقد بشدة سياسات ماكرون الاقتصادية؛ ما جعل الصحف الفرنسية ترى في أفكارهه ما يشابه سياسة الرئيس الفنزويلي الراحل " هوغو شافيز"، حتى أن صحفا أخرى مثل ليبراسيون وصفته سابقا بالخطيب الأحمر ظنا منها أنه يسير على خطى بوتين وشافيز فيما يتعلق بالسياسية الخارجية ..

هو شخصية يتفق الفرنسيون على أنها " مثيرة للجدل " لكن وفي الوقت نفسه فلا يمكن إنكار حقيقة حصوله على أصوات ما يزيد على 7 ملايين ناخب عندما خاض غمار الاستحقاق الرئاسي عام 2022، إلا أن نجاحه آنذاك ظل منقوصًا لرفض مرشحي الأحزاب الأخرى الانسحاب لصالحه..

وبالعودة إلى ما يدور في ربوع باريس ووسط مشهد سياسي يسجل صعود التيارات المتشددة، ويبدو فيه اليمين في موقع أقوى، لا يتوقف ميلانشون عن السعي للوصول إلى هدفه .. فهل ستكتب الأيام القادمة في فرنسا تطورات تخدم أحلام " شافيز فرنسا" أم ستتحول تلك الأحلام إلى سراب يتحطم على صخرة السياسية الفرنسية وواقعها المتذبذب.

Advertisements