الارشيف / عرب وعالم

هل تقبل حماس شروط إسرائيل مقابل استمرارها في حكم غزة؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 08:13 مساءً - يثير شرط حماس المتعلق بالسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم، التساؤلات حول إمكانية قبولها بشروط إسرائيل للتهدئة في قطاع غزة، مقابل ضمان استمرارها في حكم القطاع.

وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في تصريحات صحفية، إن "حماس بحاجة لموقف واضح من إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة والسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار".

ويشير تصريح القيادي بالحركة، إلى حاجة حماس لموقف واضح من إسرائيل والولايات المتحدة يضمن استمرار حكمها للقطاع، وعدم وجود أي خطط أو محاولات لاستبدالها سواء بالسلطة الفلسطينية أو أي جهة أخرى، وفق ما أكد محللون سياسيون.

وقال المحلل السياسي، محمد هواش، إن "حماس يمكن أن تقبل بأي صفقة مع إسرائيل تضمن لها بقاء حكمها للقطاع"، لافتًا إلى أن تصريحات الحركة بهذا الشأن تمثل إشارة إلى حصولها على معلومات تتعلق بإنهاء حكمها لغزة.

وأوضح هواش لـ"الخليج الان"، أن "الحركة متمسكة بالحكم، وأن بقاء سيطرتها على غزة هدف استراتيجي بالنسبة لها، لا يمكن أن تقبل بالتخلي عنه"، مبينًا أن التخلي عن بعض شروطها لاستمرار الحكم أمر مقبول بالنسبة لقيادة حماس بالداخل والخارج.

وأشار إلى أن "ذلك يتقاطع مع المخططات الإسرائيلية المتعلقة بحكم القطاع، خاصة وأن تل أبيب وواشنطن تريدان حاكمًا لغزة يحافظ على الهدوء مع إسرائيل، ويمنع أي هجوم عسكري ضدها مماثل لما حدث في السابع من أكتوبر".

وأضاف: "بتقديري أي اتفاق يضمن لحماس بقاءها بالحكم سيكون محط قبول لدى قيادتها، بالرغم من المواقف المتباينة لدى القيادة بالداخل والخارج"، مؤكدًا أن إسرائيل في حال الضغط بهذا الجانب ستتمكن من فرض شروطها.

وحسب المحلل السياسي، "بات من الواضح أن حماس ترفض وقف الحرب والتعاطي بإيجابية عالية مع أي من مقترحات التهدئة لأنها لا تضمن لها بقاءها بالحكم"، مشيرًا إلى أن حماس ترفض مشاركة أي جهة بحكم القطاع بالرغم من الآثار الكارثية للحرب.

ضمانات حكم القطاع

ويرى المحلل السياسي، باسم الزبيدي، "أن أي اتفاق بين حماس وإسرائيل بوساطة إقليمية وأمريكية لا يمكن أن يتم بدون حصول حماس على ضمانات تتعلق باستمرار حكمها للقطاع"، لافتًا إلى أن خسارة الحركة للحكم يعني انهيارها.

وقال الزبيدي، لـ"الخليج الان"، إن "الحركة رفضت لسنوات طويلة التخلي عن حكم غزة وعطلت العشرات من اتفاقيات المصالحة مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وبالتالي فإنها على استعداد لمواصلة القتال ضد إسرائيل لعدم خسارة السيطرة على القطاع".

وأضاف: "بتقديري الأمر مرتبط بالسياسات والأيديولوجيات الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر بمثابة الحاضنة الرئيسة لحماس"، مشددًا على أن خسارة حكم غزة سيمثل خسارة لمشروع كبير خططت له جماعة الإخوان منذ عقود طويلة.

وبيّن أن "إسرائيل مستعدة لقبول استمرار حكم حماس على الرغم من أن القضاء عليها أحد أهداف الحرب؛ لكن ذلك يمكن في حال قبلت الحركة بجميع شروط الحكومة الإسرائيلية، وأصبحت جهة تحافظ على الهدوء بالجبهة الجنوبية".

ووفق المحلل السياسي، فإن "مثل هذا البند سيدفع حماس لتقديم تنازلات غير مسبوقة والقبول بأي اشتراطات من إسرائيل والولايات المتحدة"، مرجحًا أن يتم التوصل لاتفاق من هذا النوع خلال الفترة المقبلة.

وختم: "الحرب في غزة لن تنتهي إلا في حال قضاء إسرائيل على حماس أو التوصل لاتفاق يضمن للحركة بقاءها بالحكم مقابل تنازلات محددة"، مبينًا أن القضاء على حماس صعب للغاية ويحتاج لتدمير قطاع غزة بالكامل.

Advertisements