الارشيف / عرب وعالم

كيف تهدد الجماعات التشادية المسلحة أمن دول الجوار؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 03:03 مساءً - حذّر تقرير لمعهد الولايات المتحدة للسلام، من أن انتشار الجماعات المسلحة في تشاد بات يهدد أمن دول الجوار في منطقة الساحل الأفريقي المشتعلة أصلًا، وهو ما يوجه الأنظار نحو الجنرال محمد إدريس ديبي إنتو، الذي فاز أخيرًا في الانتخابات الرئاسية، في إمكانية فرض السلام والاستقرار.

وهناك كثير من الجماعات المسلحة في تشاد، التي استغلت سوء إدارة عائدات النفط على مدى السنوات الماضية وتفشي الفقر، لتصبح عنصرًا فاعلًا في المشهد يحاول فرض نفوذه بقوة السلاح.

ومن بين أبرز تلك الجماعات نجد "جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد" المعروفة اختصارًا بـ "فاكت" وهي جماعة أسسها ضباط منشقون عن الجيش التشادي في العام 2016 بهدف الإطاحة بحكومة الرئيس إدريس ديبي وتعد معظم عناصرها من قبيلة التبو واسعة الانتشار في المنطقة.

ويعد اتحاد قوى المقاومة أحد أبرز الجماعات المسلحة في البلاد، وهي مجموعة تأسست بعد الحرب الأهلية التشادية، التي دارت رحاها بين 2005 و2009.

وأبرز الجماعات وأخطرها تلك التي تنشط على الحدود مع ليبيا والنيجر والسودان، ومن أهمها "مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية التشادية" الذي تأسس عام 2016 ويسعى إلى إسقاط الحكومة التشادية.

كذلك تنشط على الحدود جماعات غير مسلحة وهي توفر أساسًا مرتزقة تُستخدم في حروب في دول الجوار مثل النيجر وبوركينافاسو ومالي وليبيا، وتوفر هذه الجماعات لعناصرها المنخرطة في هذه الحروب إمكانية العودة مع ما اغتنمته خلال المعارك بحسب المعهد.

وفي العام 2021، أطلقت جماعات مسلحة هجومًا على العاصمة التشادية، إنجامينا، من الجنوب الليبي حيث كانت تنشط، ما أدى إلى مقتل الرئيس الراحل إدريس ديبي، الذي خلفه نجله في الحكم.

هشاشة أمنية

وقال الخبير العسكري المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي عمرو ديالو، إن: "الجماعات المسلحة في تشاد انخرطت بشكل واسع في السنوات الماضية في أنشطة غير مشروعة تشمل تهريب المخدرات والأسلحة والسيارات والإتجار بالبشر وهو أمر دون أدنى شك يضر بالأمن في منطقة مضطربة أصلًا".

وبين لـ"الخليج الان" أن "العديد من المرتزقة التشاديين انضموا لأطراف القتال مثلًا في ليبيا رغم نفي هذه الأطراف ذلك، ناهيك عن أن ضعف الأجهزة الأمنية في تشاد يسمح بتسرب تلك العناصر إلى دول أخرى مثل مالي وبوركينافاسو".

ولفت ديالو إلى أن "هناك هشاشة أمنية غير مسبوقة تمكن هؤلاء من مكاسب حقيقية تعود بالفائدة على مؤجريهم وعلى الجماعات التي ينتمون إليها التي أصبح لها موارد خاصة".

الحرب السودانية مثلًا من أبرز الصراعات التي استفادت منها الجماعات التشادية المسلحة غير المسيسة

عمرو ديالو

ونوه إلى أن "الحرب السودانية مثلًا من أبرز الصراعات التي استفادت منها الجماعات التشادية المسلحة غير المسيسة، لأن المسيسة تركز على هدف وحيد وهو إسقاط النظام في إنجامينا، أما المرتزقة فهمهم الوحيد جمع الأموال بطريقة غير مشروعة".

وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت سابق أنه ألقى القبض على مرتزقة من تشاد وجنوب السودان ما سلط الضوء مجددًا على المرتزقة التشاديين.

Advertisements