الارشيف / عرب وعالم

تحذيرات من "خديعة البرهان".. سودانيون يشككون بجدية المفاوضات

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 11:09 صباحاً - شكك سياسيون سودانيون بجدّية المفاوضات، التي يجري الحديث عنها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، محذرين من "خديعة" يسعى لها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وأوضح السياسيون أن البرهان يسعى إلى استغلال ورقة التفاوض لتحقيق أهداف مصلحية، في ظل الخسائر العسكرية التي لحقت به.

وكانت ترددت أنباء عن إبلاغ مسؤول أمريكي رفيع، مجموعة من السودانيين من بينهم قيادات بارزة في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، أن مفاوضات غير مباشرة تُجرى بين الجيش وقوات الدعم السريع عبر اتصالات أجراها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو، مع كبار المسؤولين من الطرفين .

وأوضح سياسيون سودانيون، في تصريحات خاصة لـ"الخليج الان"، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، دائمًا ما كان يمتنع هو وحلفاؤه عن المفاوضات، مشيرين إلى أنها تأتي حاليًا في وقت يخسر فيه الجيش "الفاشر".

وأكدوا أن هذا الأمر يدفعه إلى محاولة الحفاظ على ما في حوزته من أراضٍ، وأن يدخل في "هدنة" يكون هدفها إعادة ترتيب أوراقه الإقليمية والدولية، وإعادة تنظيم قواته والبحث عن تحالفات جديدة من موقع الأراضي التي سيحتفظ بها، الأمر الذي قالوا إنه يهدد وحدة السودان.

مصادر سياسية في الدعم السريع، رفضت الكشف عن هويتها، قالت في تصريحات لـ"الخليج الان"، إن وجود قنوات أمريكية للسير في محادثات غير مباشرة تقود إلى مفاوضات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لم تتوقف من جانب واشنطن.

"تعنت وتسويف"

واستدركت المصادر بالقول إن هذه المفاوضات لم تُحدث أي تحسن في ظل "تعنت" البرهان وحلفائه، مشيرة إلى أن أي تحول منتظر في موقف البرهان من السير في مفاوضات، يكون الهدف منها "التسويف".

وأكدت المصادر أن البرهان يحاول إعادة ترتيب أوراقه الاقليمية والدولية، وأيضًا إعادة تنظيم قواته، أملاً في استعادة بعض المناطق التي فقدها، وأن يذهب إلى إعلان دولة من جانبه على أراضي السودان، ليكون ذلك "طريقًا جديدًا لتقسيم البلاد".

ومن جهتها قالت مصادر قيادية في "تقدم"، إن البرهان يواجه أزمة عسكرية كبرى، وإن فقدانه المتكرر لمواقع ومناطق مهمة على يد "الدعم السريع"، يدفعه إلى القبول بمفاوضات من خلال الوسيط الأمريكي.

وأوضحت هذه المصادر أن البرهان يبحث عن ضمان تواجده السياسي والعسكري أمام المجتمع الدولي من خلال أكبر دولة في العالم، التي بموجب إتمام أي مفاوضات، ستجعله طرفًا سياسيًا قائمًا.

واعتبرت المصادر القيادية في "تقدم"، أن البرهان وحلفاءه يتمسكون بأن يكونوا جزءًا من الأزمة في السودان، وأن يكون هناك نظام حكم من خلالهم بأي شكل أو صيغة، حتى لو باعتراف بعض الدول، على أراضٍ لا تتعدى مساحتها 15% من السودان، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم السودان.

أي تغير في مواقف الجيش يكون مرتبطًا بالمصالح الخاصة فقط.

مسعود بلة، عضو المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم"

ويرى عضو المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم"، مسعود بلة، أن مجريات الأمور على الأرض في "الفاشر" عبر ما تحققه "الدعم السريع"، قد تغير الكثير من المجريات.

وأوضح أن "الدعم السريع" دائمًا ما كانت متمسكة بالتفاوض في حين أن الطرف الآخر "الجيش" كان متعنتًا، ولذلك فإن أي تغير في المواقف يكون مرتبطًا بالمصالح الخاصة فقط.

واستكمل بلة تصريحاته لـ"الخليج الان" بالقول إن كل المعطيات على الأرض في ظل توجه "الدعم السريع" لحسم أمر مدينة "الفاشر"، تستبعد فرضية التفاوض، لاسيما أنه لم يصدر أي إعلان من "تقدم" أو "الدعم السريع" عن أي محادثات مع الجيش.

ولفت إلى أنه بعد سقوط "الفاشر" وما يترتب عن ذلك من تغيرات ميدانية، ستفرض هذه التطورات واقعًا جديدًا.

وفسّر بلة ذلك بالحديث عن أن الواقع الجديد المنتظر المتعلق بما تحققه "الدعم السريع" من انتصارات ومكاسب على الأرض، سيجعل "التفاوض" بمثابة استسلام من جانب الجيش وحلفائه، وهو ما قال إنه سيظهر خلال الفترة المقبلة.

Advertisements