الارشيف / عرب وعالم

وسط فوضى التسليح.. "المقاومة الشعبية" تتمرد على الجيش السوداني

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 06:03 مساءً - اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وحليفته ميليشيا "المقاومة الشعبية"، أمس الأربعاء، في منطقة "الباوقة" بولاية نهر النيل، اضطُر الجيش على إثرها للانسحاب من المنطقة، وقال خبراء لـ"الخليج الان" إن ما حدث في ولاية نهر النيل هو مؤشر تمرد على قرارات الجيش السوداني، ما يعرقل أي جهود مرتقبة لوقف إطلاق النار عبر طاولة التفاوض.

وقالت مصادر محلية، إن قائد المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع الجيش السوداني هو أحد القادة الميدانيين لميليشيا "المقاومة الشعبية"، حيث انضم لها منذ بداية تشكيلها، لكنه أعلن رفضه لسيطرة حزب المؤتمر الوطني المحلول على القرار داخل المقاومة الشعبية.

وأشارت المصادر إلى أن المجموعة المسلحة سبق أن اشتبكت مع قوات تتبع للشرطة السودانية، ثم أعلن قائدها عدة قرارات، من بينها إغلاق منطقة "الباوقة"، وإقامة بوابات دخول وخروج تحرسها قواته بينما يمنع دخول بقية الأطراف العسكرية.

وقال القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، إن ما حدث في منطقة "الباوقة" في محلية العبيدية بولاية نهر النيل، هو من نتائج مظاهر التسليح خارج سلطة الدولة.

أخبار ذات صلة

برنامج الغذاء العالمي لـ"الخليج الان": 18 مليون شخص يعانون الجوع "الحاد" في السودان

استخدام السلاح خارج سلطة الدولة

وأكد أن "ما حدث كان متوقعًا، حيث إن تمرد الجماعات التي تُسلحها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بعد تحقيق الهدف الرئيس الذي أنشئت من أجله أمر وارد وواقعي وموضوعي".

وشدد، في تصريح لـ"الخليج الان"، على أن "تمرد هذه الميليشيات هو نتيجة حتمية لعدة عوامل مختلفة، منها استمراء استخدام السلاح خارج سلطة الدولة ومنها ما يمكن أن يكون ناتجًا عن عدم الرضا عن الأحوال السياسة الحالية، وكذلك ما هو ناتج عن تفشي الفساد داخل النظام وهياكله السلطوية".

وقال إنه "منذ أن تم تخليق هذه الكتائب والميليشيات في أطوارها السرية والعلنية تم إسناد الأمر للجان غلب على تكوينها الطابع المدني والتمثيل الصارخ لعناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول".

وحول خطورة هذه الميليشيات على أي اتفاق لوقف إطلاق النار أوضح أن "هذا الأمر يشكل تهديدًا كبيرًا لأي اتفاقيات أو صلح أو وقف إطلاق النار أو معاهدات السلام المتوقعة، لأن هؤلاء لن يسمحوا بحدوث هدنة أو تهدئة كما فعلوا في كل المرات السابقة، ولن يسمحوا بحدوث استقرار سياسي وأمني لأن أهداف الحرب لم تتحقق بعد بالسيطرة على السلطة".

وتوقع الصادق أن تنهار اتفاقيات السلام المقبلة بسبب هذه المجموعات المسلحة، كما توقع تأزم الأوضاع باستمرار امتلاك الميليشيات للسلاح خارج سلطة الدولة، مما سيؤدي إلى استئناف الجرائم والانتهاكات واستمرار النزاعات والصراعات.

موالون للمقاومة الشعبيةأ ف ب

امتداد للتسليح القبلي

من جهته، يرى الكاتب الصحفي أبو عبيدة برغوث أن ما جرى في منطقة "الباوقة" بنهر النيل، امتداد للتكوين والتسليح القبلي والعشائري الذي اتبعته قيادات الجيش السوداني خلال الفترة الماضية.

وقال لـ"الخليج الان" إن هنالك ميليشيات متعددة تم تسليحها منها ما هو قبلي وأخرى متطرفة تعيش كجزر معزولة ليس بينها رابط في وقت ليس فيه للجيش السوداني سيطرة على هذه الميليشيات.

وأشار إلى أن صناعة هذه الميليشيات المتعددة تم من قبل تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، تحت مسميات مختلفة منها "مقاومة شعبية وكتائب خاصة وأخرى قبلية" وهي ميليشيات متطرفة، وفق قوله.

وأكد أنه "كل ما استمرت الحرب سيواجه السودانيون ميليشيات جديدة عشائرية ومتطرفة ودواعش، مما يشكل خطرًا على استقرار السودان".

وأضاف أن "الجيش السوداني سيواجه مشكلة كبيرة في السيطرة على هذه الميليشيات حال وقع اتفاقًا مع قوات الدعم السريع على وقف الحرب، ولم يلبِّ رغبات هذه المجموعات".

وحذّر من أن تودي فوضى التسليح بحياة المئات من المدنيين، وأن تتحول هذه الميليشيات إلى ممارسة جرائم القتل والنهب والتصفيات على أساس جهوي وقبلي.

أخبار ذات صلة

"المقاومة الشعبية"...آخر "أوراق" البرهان لتأجيج حريق السودان

Advertisements