الارشيف / عرب وعالم

خبراء: واشنطن تورط أوروبا بحرب اقتصادية "مستعرة" مع موسكو

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 05:13 مساءً - قال خبراء روس، إن واشنطن تورط أوروبا بحرب اقتصادية مستعرة مع موسكو، ستكون نتائجها خطيرة على جميع الأطراف، وذلك وسط ترقب روسي حذر لما قد ينتج عن اجتماع زعماء مجموعة السبع في إيطاليا، فيما يتعلق بأصولها المجمدة، مشيرين إلى أن "واشنطن لم تعد قادرة على تأمين أي مبالغ إضافية لكييف عن ما قدمته في السابق".

ولم يكتفِ الغرب بقراره السابق باستخدام عوائد الأصول المجمدة الروسية لمدة عام، والتي سيتم منحها لأوكرانيا، بل تريد واشنطن أن تقفز عشر خطوات عن الاتحاد الأوروبي، بإعطاء قرض لكييف بقيمة 50 مليار دولار أمريكي، بحيث يتم سداده من العوائد.

أخبار ذات صلة

مدفيديف يدعو للرد على عقوبات الغرب بمبدأ "العين بالعين"

حرب اقتصادية مفتوحة

ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية، سيرغي كوزمينك، إن "واشنطن تريد الأموال بسرعة، فهي لم تعد قادرة على تأمين أي مبالغ إضافية لكييف عن ما قدمته في السابق".

وتوقع كوزمينك، في تصريح لـ"الخليج الان"، أن يدخل ملف القروض غير مضمونة السداد الإدارة الأمريكية باستحقاقات قادمة؛ لذلك رأت أن المخرج يتمثل في قرض سريع بقيمة 50 مليار دولار بضمان سداد من العوائد الروسية.

واستطرد بالقول: "لكن هذا يعني أن العوائد الروسية القادمة من الأصول المجمدة، ستكون ضمان سداد هذا القرض، أي أن العوائد ستذهب على مدار 16 عامًا تقريبًا لسداد القرض، إذا افترضنا أن العوائد سنويًّا تساوي تقريبًا 3 مليارات دولار سنويًّا".

ويشير كوزمينك إلى أن "هذه خطوة تنهي أي اتفاق سياسي بين روسيا والغرب مستقبلًا"، متسائلًا: "لو تم توقيع اتفاق سلام.. كيف سيتم سداد القرض إذا رفع الحظر عن الأصول الروسية؟".

ويرى كوزمينك أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد توريط أوروبا لعقود بنزاع حقيقي مع روسيا، اقتصادي وقانوني، ولا أحد يعرف كيف يمكن إصلاح هذا الأمر مستقبلًا".

ويؤكد أن "العديد من الدول الأوروبية سترفض هذا التوجه، لكن لا نعلم ماذا سيدور في اجتماع مجموعة السبع، وما هي الضغوط التي ستفرضها واشنطن للخروج بهكذا قرار".

وخلص كوزمينك إلى القول: "ما سيتم ربما سيمهد الطريق لاستخدام الأصول ذاتها مستقبلًا، وبهذا يكون الغرب قد حرق كل المراكب خلفه، ويخاطر بالتوازن الاقتصادي العالمي ككل".

الدولار الأمريكي والروبل الروسي واليورومتداولة

تبعات على الاقتصاد العالمي

من جانبه، يقول الخبير في الشؤون الدولية وأستاذ الاقتصاد السياسي، إلفير كوشاونوف، إنه "لا شك في أن روسيا سترد على هذه الإجراءات عبر طريقتين، الأولى ستكون سريعة ضمن التعامل بالمثل، حيث ستكون الأصول الغربية في روسيا ضمن دائرة الإجراءات، أما الثانية فهي تحتاج لعمل مكثف أكثر، وتتمثل في الاستغناء عن التعامل بالدولار واليورو بالمعاملات التجارية الروسية مع دول العالم، والإجراء الغربي سيدفع روسيا لتسريع هذا الأمر".

ويضيف كوشاونوف، في تصريح لـ"الخليج الان"، أن "الأخطر من ذلك كله ومن الرد الروسي أيضًا، هو الخلل الذي سيشكله هذا الإجراء على المفاهيم الاقتصادية العالمية السائدة، فلم تعد الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة مكانًا آمنًا اقتصاديًّا بالنسبة لدول العالم".

ويقول إن "عددًا من زعماء العالم خارج النطاق الأوروبي والأمريكي، بدؤوا بالحديث علانية حول ضرورة إيجاد بديل عن النظام المالي العالمي الذي تتحكم به واشنطن".

ويلفت إلى "مجموعات اقتصادية، كـ"بريكس" مثلًا، بدأت بالحديث عن نظام بديل لـ"سويفت"، وأمور أخرى تشير إلى وجود رغبة بالإبتعاد عن المخاطر الغربية التي قد تفرض على أي دولة بأي لحظة موقفًا سياسيًّا معينًا".

وبالرجوع إلى الصراع الاقتصادي بين روسيا والغرب، يشير كوشاونوف إلى أن "واشنطن ستنهي بهذه الخطوة أي فرصة سلام مع روسيا"، متسائلًا: "كيف سيتم تعويض موسكو عن هذه الأموال التي ذهبت لأوكرانيا، إذا اتفقت موسكو والغرب يومًا ما وانتهى الصراع وعادت العلاقات؟".

وأكد أن "هذه معضلة بحد ذاتها؛ لذلك اختارت أوروبا أن تكون الاستفادة من العوائد سنوية، فيما تريد واشنطن عكس ذلك".

أخبار ذات صلة

عقوبات أمريكية "واسعة" ضد روسيا.. وموسكو تتعهد بالرد

ضمانات دولية

وتساءل كوشاونوف: "كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع هذه المعضلة في حال خسر جو بايدن الانتخابات؟.. وفي حال تمخضت الجهود لاتفاق سلام، كيف سيتم سداد القرض؟ هل سيتم توريط كييف به؟ أم أن من فرضه هو من سيقوم بعملية السداد؟".

ويتابع: "هذه أسئلة جوهرية يجب أن يطرحها قادة الغرب على واشنطن، ويجب أن تعطي الولايات المتحدة ضمانات لهذه الدول بتحمل المسؤولية إذا ما حصل أي اتفاق مع روسيا".

وخلص الخبير في الشؤون الدولية وأستاذ الاقتصاد السياسي إلى القول، إن "تبعات هذا الأمر خطيرة على الجميع، وسيكون لها ارتدادات في العالم كله، والقرار الذي سيتخذه قادة مجموعة السبع سيوضح إذا كان الغرب خرج عن المنطق والعقلانية، أم أنه أصبح رهينة بيد واشنطن التي تريد إدخال العالم كله بنفق لا يمكن الخروج منه قبل عقود".

Advertisements

قد تقرأ أيضا