الارشيف / عرب وعالم

خبراء: إسرائيل تخترق الدوائر الأمنية الضيقة لـ"حزب الله"

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 11:09 صباحاً - أرجع محللون سياسيون وخبراء إستراتيجيون قيام إسرائيل بتصفية قيادات ميدانية في ميليشيا حزب الله عبر الاستهداف في الداخل اللبناني، إلى اختراقها للدوائر الأمنية الضيقة في الميليشيا.

وطالت الاغتيالات قادة وعناصر بارزين في ميليشيا حزب الله، في صدارتهم طالب سامي عبد الله، ووسام الطويل، وحسين مكي، ومحمد حسين مصطفى شحوري، وحسن محمود صالح، وعلي حسين برجي، ومنهم من سقط عبر استهداف جوي إسرائيلي، ومنهم من قتِل من خلال عمليات غامضة.

يقول المحلل السياسي اللبناني، علي حمادة، إن الاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية منذ السابع من أكتوبر، كشفت حجم الاختراق للدوائر الأمنية لميليشيا حزب الله وتصاعد احتمالية الاختراق لدوائر ضيقة، من داخل الحزب.

وذكر حمادة في تصريحات لـ"الخليج الان"، أن أزمة اغتيالات القادة الميدانيين تمنع ميليشيا حزب الله من التحرك بحرية داخل بيئتها؛ ما يجعل "حرب الاستنزاف" التي تخوضها ضد إسرائيل صعبة للغاية، لا سيما على الأرض.

وحدد حمادة بضع رسائل تريد إسرائيل إيصالها في ما يخص هذه الاغتيالات، في صدارتها أن قدراتها الاستخباراتية فائقة وأنها قادرة على الوصول إلى كافة القادة الميدانيين ومن ثم السياسيين فيما بعد إذا اتخذ القرار بتصفيتهم .

الاغتيالات تؤكد وجود اختراق من الداخل.

ميشال طوني، باحث سياسي

ومن جهته يؤكد الباحث السياسي ميشال طوني، أن إسرائيل تخترق ميليشيا حزب الله على عدة مستويات، وهذا أمر واضح منذ 7 أكتوبر 2023، من خلال حصول إسرائيل على معلومات تتعلق بقادة وعناصر مهمين، بما لا يعتمد على التقنيات فقط  بقدر أن هناك "جواسيس" أو من استطاعت إسرائيل السيطرة عليهم للعمل لحسابها.

ولفت طوني في تصريحات لـ"الخليج الان"، إلى أن رصد تحركات هؤلاء القادة وأماكنهم من الممكن أن يكون متعلقا بشكل كبير بتفوق تقني استعلامي يعتمد على الأجهزة الحديثة لصالح إسرائيل.

وأضاف أن الكشف عن هؤلاء القادة والعناصر والإفصاح عن أدوارهم وأهميتهم ومن ثم استهدافهم، هو أمر يؤكد أن هناك "اختراقا من الداخل".

واستكمل: "من المؤكد أن الحزب يرى مدى الاختراق، وهو ما لن يكون عليه صمت بعد أن استفحل الأمر وبات مؤثرا بالنيل من قيادات وعناصر ميدانيين هم بالفعل قيادات صف أول، ولهم أهمية أكثر من قيادات سياسية في ميليشيا حزب الله".

وقال إن هؤلاء هم "المستقبل العسكري للحزب، لأنهم لا يمتلكون خبرات عسكرية وقتالية فقط على أكثر من مستوى، بل إن هناك قيادات معنية بعمليات التدريب والتأهيل للعناصر القتالية المتجددة للحزب".

"السمة الأبرز"

ويوضح الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد الركن خالد حمادة، أن استهداف إسرائيل للشخصيات والكوادر المهمة في ميليشيا حزب الله بات السمة الأبرز والأهم للحرب الناشبة حاليا بين الجانبين.

وقال إنه لا يمكن أن يقرأ النجاح الإسرائيلي في الاستهداف المتكرر لقادة من ميليشيا حزب الله، والذي وصل إلى ذروته مؤخرا، إلا من قبيل التفوق الاستعلامي الذي تتمتع به تل أبيب في ظل عدم مفارقة الطيران المسير الإسرائيلي للأجواء اللبنانية.

وأشار إلى القدرة الإسرائيلية في متابعة وملاحقة كافة الاتصالات الخاصة بميليشيا حزب الله، في ظل وجود تعاون غربي من بريطانيا وأمريكا لدعم إسرائيل في تأمين كافة المعطيات الاستعلامية للنجاح في مهامها.

وذهب حمادة في تصريحاته لـ"الخليج الان"، إلى احتمالية وجود عملاء في بيئة ميليشيا حزب الله، يزودون الجانب الإسرائيلي بالمعلومات اللازمة التي تؤدي إلى الكشف عن تقاطعات توضح نشاط هؤلاء القادة، وبالتالي يصبح الاستهداف مسألة "تقنية" أكثر من أن تكون عسكرية.

وتطرق حمادة إلى أن تصاعد قوة إسرائيل في استهداف قادة وعناصر مهمين في ميليشيا حزب الله، يحمل مقارنة إمكانيات لصالح تل أبيب في عناصر "الاستعلام العسكري".

وأشار إلى استخدام إسرائيل نقاط قوة منها في مجال الاتصالات وتتبعها بتقنيات حديثة ومتطورة وكشف للأجواء مع اكتشاف مدى محدودية أداء ميليشيا حزب الله في تلك المجالات، وعدم امتلاكها إمكانيات قوية تتعلق بالتصوير الجوي واعتراض شفرات لكشف الاتصالات الداخلية، فضلا عن عدم امتلاك المعلومات أو القدرة التي تؤهلها لضرب أهداف مهمة في الداخل الإسرائيلي.

وأكد أن الميليشيا غير قادرة، رغم كل ما اتخذته من تدابير، على الحد من تتبع إسرائيل للاتصالات والتحركات الخاصة بها أو تعطيل عمل كافة أجهزة تحديد المواقع، ليكون هناك نجاح للجهد الاستعلامي الإسرائيلي.

ومع ذلك استبعد حمادة أن تؤدي اغتيالات القادة البارزين من ميليشيا حزب الله إلى حرب شاملة، لا سيما أن ذلك يتطلب قرارا أمريكيا غير متوفر في الوقت الحالي، بحسب قوله.

وقال إن "الحال نفسها من جانب إيران"، معتبرا أن الرد من ميليشيا حزب الله سيظل أسير "المحدودية" الإيرانية و"كلاسيكيا" مثلما تكرر في مواقف عدة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا