الارشيف / عرب وعالم

خبراء: مؤشرات "قوية" على دخول إسرائيل في حرب واسعة مع ميليشيا حزب الله

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 11:13 مساءً - يرى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد دراغمة، أن "هناك مؤشرات قوية حول إمكانية دخول إسرائيل في حرب واسعة مع عدوتها اللدود ميليشيا حزب الله"، مشيرًا إلى أن الهجمات الأخيرة تشير إلى تجاوز الطرفين الخطوط الحمراء.

ويثير التصعيد غير المسبوق بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل التساؤلات حول تخطي كلاهما الحدود التي تسمح بالعودة للهدوء الأمني، بعد أشهر من التوتر التي لم يؤدِّ حتى اللحظة لاندلاع الحرب بينهما بالرغم من المؤشرات القوية على ذلك.

وشنت ميليشيا حزب الله، الأربعاء، قصفًا هو الأعنف على إسرائيل منذ التوتر بين الطرفين في أكتوبر/تشرين أول الماضي، حيث أطلقت أكثر من 100 صاروخ من مناطق جنوبي لبنان نحو الجليل، وفق ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وحسب الإذاعة العبرية، فإن "الصواريخ التي أطلقتها ميليشيا حزب الله وصلت اليوم إلى مدينة طبريا، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن إطلاق الصواريخ من لبنان تسبب في اشتعال حرائق في مناطق عديدة، وأن القصف هو الأعنف".

بدورها، أكدت ميليشيا حزب الله، أن "إطلاق الصواريخ تم على مواقع عسكرية إسرائيلية ومصنع عسكري في شمال إسرائيل، وأن ذلك يأتي ردًّا على مقتل أحد كبار قادتها، وهو القيادي طالب سامي عبدالله، وذلك في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في بلدة جويا قضاء صور جنوبي لبنان".

عملية كبرى

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إنه "بالرغم من أن الجيش الإسرائيلي يعتبر عملية اغتيال طالب عبدالله الأبرز منذ السابع من أكتوبر الماضي؛ إلا أنه يؤكد عدم وصوله إلى نقطة اتخاذ القرار بتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله".

وأوضحت أن "الجيش لم يتخذ قرارًا بعد بشن عملية كبرى ضد ميليشيا الحزب اللبناني"، في إشارة إلى رغبة القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل بعدم توسيع دائرة المواجهة في الجبهة الشمالية.

وأشار التقرير العبري، إلى أن "التقديرات لدى قيادة الجيش الإسرائيلي أن الحزب اللبناني سيحافظ على معادلة جيش ضد جيش، وسيواصل تركيز هجماته ضد أهداف عسكرية وأمنية"؛ ما يعني استحالة اندلاع حرب بين الجانبين. 

بدورها، وصفت صحيفة "معاريف" العبرية، اغتيال القيادي بميليشا الحزب بـ"الاغتيال الاستراتيجي"، مشيرة إلى أن طالب عبدالله أكثر من مجرد قائد فرقة، وأن الميليشيا تحتاج لوقت من أجل إيجاد بديل له.

وأوضحت الصحيفة، أن "القائد الذي سيخلف طالب عبد الله بحاجة لسنوات من أجل إعادة بناء القوة التي كان عليها سلفه"، وذلك في إشارة إلى أن عملية الاغتيال ستربك حسابات حزب الله وتمنعه من اتخاذ أي قرار للدخول في تصعيد واسع النطاق وحرب مفتوحة. 

تجاوز الخطوط الحمراء

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد دراغمة، أن "هناك مؤشرات قوية حول إمكانية دخول حزب الله وإسرائيل في موجة تصعيد كبيرة لا يمكن السيطرة عليها"، مشيرًا إلى أن الهجمات الأخيرة تشير إلى تجاوز الطرفين الخطوط الحمراء.

وقال دراغمة، لـ"الخليج الان"، إن "استهداف الجيش الإسرائيلي للقائد العسكري في ميليشيا الحزب يمثل إنذارًا شديد اللهجة من تل أبيب حول الاستعدادات المتعلقة بشن حرب واسعة النطاق ضد لبنان، خاصة مع أهمية طالب عبدالله ودوره في الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل".

وأضاف: "يبدو أن دخول الحزب وإسرائيل في مواجهة واسعة أصبح أمرًا محسومًا بالوقت الراهن، وبتقديري سنشهد خلال الأيام المقبلة تصعيدًا أكبر بينهما سيكون مدخلًا للبدء في الحرب التي ستكون الأعنف في تاريخ الصراع بين الجانبين".

وبين أن "استهداف الحزب لمواقع عسكرية استراتيجية يمثل ضربة لإسرائيل لا يمكن السكوت عليها، وسيدفع القادة العسكريين لمطالبة القيادة السياسية بالموافقة على خطط عملياتية للرد عليها"، مبينًا أن ذلك في إطار رد الاعتبار لإسرائيل وهيبتها العسكرية.

وتابع: "أرجح أن يتجه الجيش الإسرائيلي لتوسيع دائرة الاستهداف سواء من الناحية الجغرافية بالعمق اللبناني، أو فيما يتعلق بطبيعة الأهداف والأشخاص الذين يمكن أن تتم المصادقة على اغتيالهم"، مؤكدًا أن إسرائيل وميليشيا الحزب ستعيشان حالة من الحرب المفتوحة. 

فرص التصعيد

في المقابل، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "إسرائيل وحزب الله غير معنيين بالتوجه نحو تصعيد عسكري يؤدي لاندلاع حرب ضخمة بين الجانبين"، مبينًا أن زيادة وتيرة الهجمات تأتي في الإطار الذي يمكن السيطرة عليه.

وقال صباغ، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "الطرفين يدركان خطورة اندلاع الحرب بينهما، كما أن الحزب غير مؤهل داخليًّا لاتخاذ قرار الحرب مع إسرائيل منفردًا كما كان يحدث في السنوات الماضية، وإسرائيل تتجنب خيار الحرب".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة أيضًا بدورها معنية بأن يكون التصعيد في الإطار الذي يمكن السيطرة عليه، وبالتالي فإنها تضغط على الطرفين اللبناني بشكل غير مباشر، والإسرائيلي بشكل مباشر لعدم اندلاع الحرب".

وأضاف: "بتقديري كل ما يحدث في الوقت الراهن هو في إطار المعادلة العسكرية التي فرضها التصعيد على الجبهة الشمالية لإسرائيل منذ أكتوبر الماضي، وأن القصف العنيف من ميليشيا حزب الله لإسرائيل يأتي في سياق الرد الطبيعي على اغتيال قيادي بارز لديها".

وبيّن أن "القيادة الأمنية والعسكرية في إسرائيل ستعمل على استيعاب الضربة العنيفة التي وجهها الحزب، خاصة وأنها وجهت نحو أهداف عسكرية، الأمر الذي لن يؤدي لأي ضغط من قبل السكان الإسرائيليين".

وتابع: "فرص التصعيد ضعيفة وبتقديري سيكون هناك اتفاق سياسي غير معلن يعيد الهدوء على الحدود بين لبنان وإسرائيل بضمانات أمريكية"، مشددًا على أن ذلك يمكن أن يكون بالتزامن مع التوافق على التهدئة في غزة.

Advertisements