الارشيف / عرب وعالم

كيف ينظر المهاجرون إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 04:06 مساءً - رأى مهاجرون عرب في دول أوروبية، أن صعود اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبية، يمثل خطرا جسيما على المهاجرين لا سيما المسلمين في القارة العجوز.

وقال الأمين العام للمجلس التنسيقي الأوروبي لتحالف المساجد والهيئات والقيادات الإسلامية، فريد حناش، إن "صعود اليمين المتطرف يشكل تهديدا للمسلمين والعرب، مع تصاعد الإسلاموفوبيا والعنصرية التي يروج لها هذا التيار".

وأضاف حناش في تصريح أدلى به لـ"الخليج الان" :"صعود اليمين يهدد أوروبا أولًا. هذا ما يجب عليّ أن آخذه بعين الاعتبار أولًا، باعتباري مواطنًا أوروبيًّا، فرنسيًّا ومسلمًا".

وحذر حناش من أن "الدعاية الإسلاموفوبية والعنصرية ضد العرب التي يروجها اليمين المتطرف، تجعل تهديد هذه الشعبوية الحقودة أكبر وأخطر ضد المسلمين، سواء كانوا مواطنين أو مهاجرين، وضد الحريات والحقوق التي يتمتعون بها، وضد وجودهم ذاته في القارة الأوروبية".

وأضاف " لكننا نحن المسلمين، بدلا من تهربنا وتغطية رؤوسنا في المظلومية وخطاب الضحية، أو حتى نظريات المؤامرة، يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا".

وأوضح أنه "بداية، الامتناع عن التصويت، فالمسلمون هم الفئة الأولى من المواطنين الذين لا يشاركون في الانتخابات، وهم الغائبون أو المغيبون، أي المستبعدون من الحياة السياسية والفكرية والإعلامية".

وتابع :"ثانيًّا، التمثيل المفرط للمسلمين، أو الأشخاص من أصل عربي، في الجرائم التي تصدم الرأي العام بشكل متزايد وتدفعه إلى أن يصبح عنصريًا كرد فعل للبقاء على قيد الحياة، على سبيل المثال، 70% من نزلاء السجون في فرنسا هم من المسلمين، ومعظم أباطرة وموظفي تجارة المخدرات من المسلمين".

وزاد "ثالثًا وأخيرًا، تعمل القنوات الإعلامية العنصرية بشكل منهجي لضمان بقاء الإسلام ممثلا بدعاة عنيفين، أو جمعيات تمارس تسييس الإسلام"، مشيرًا إلى أنه نتيجة لذلك فيجب على المسلمين التحرك القوي والرد بالعمل الذكي، بدءًا بالتصويت والمشاركة في الانتخابات".

ودعا حناش إلى "ضرورة تنظيف الجالية العربية والمسلمة من المجرمين ومن المتطرفين، ورفع تحديات المواطنة، والاستثمار في العلاقات الاجتماعية وخوض المعركة النخبوية، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة ضد المسلمين في أوروبا، بل وحتى ضد الدول الإسلامية والعربية".

وفاز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بأكثر من ثلث المقاعد المخصصة لفرنسا في البرلمان الأوروبي، إذ حصل الحزب على مليونين ونصف المليون صوت أكثر مما حصل عليه في عام 2019.

كما تقدم اليمين المتطرف بشكل خاص في إيطاليا، إذ حصل حزب رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني على 24 مقعدا في البرلمان الأوروبي، وفي ألمانيا، حصل حزب البديل على خمسة عشر مقعدًا.

التهديدات تتزايد

من جانبها، قالت ميرال أمجد، التي تدير متجرا في باريس: "من المحزن للغاية أن نرى أوروبا بأكملها تنزلق بهذه الطريقة نحو اليمين المتطرف".

أما حسناء صادق، وهي طالبة من أصل عربي، فقالت: " أعيش في فرنسا منذ طفولتي وأخشى أن يتم طردي من البلاد بعد صعود اليمين المتطرف، فقط لأنني من أصول عربية، حتى لو لم أقترف أي خطأ".

من جانبه، يعتقد الشاب الفرنسي من أصل جزائري، فيصل بورنان، أن "التهديدات ستتزايد وسنصبح في مرمى قوات الأمن حال تولي اليمين المتطرف السلطة، إن لم يطردونا سيهينوننا في فرنسا".

وعلى الصعيد السياسي، أعلنت أربعة أحزاب يسارية، في فرنسا رغبتها في الانضمام إلى اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو ما يشكل صدمة سياسية ويعزز من المخاوف.

وأعرب طاهر شوان ديلا الناشط الفرنسي المهاجر، عن الخوف اليومي الذي لا يزال يتزايد، خاصة بعد الكشف عن اجتماع سري لليمين المتطرف منذ بضعة أشهر، لمناقشة خطة لطرد ملايين الأشخاص من أصل أجنبي.

Advertisements