رغم ظروف الحرب في غزة ونقص الجنود وضغوط الشارع الإسرائيلي، لم تنجح أي من هذه العوامل في تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي.. فيما صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون استمرار إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية بأغلبية 63 صوتاً، ما أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الإسرائيلية بين مؤيد و رافض للقانون ..

لكن من هم الحريديم ولماذا يرفضون التجنيد الإجباري؟

اليهود الأرثوذكس المتشددون أو يهود الحريديم، تيار ديني متشدد جداً، حيث تعني كلمة "الحريدي" التقيّ.

يعيش هؤلاء اليهود حياة مكرسة للإيمان، متقيدين بالتوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة، وهم ينتمون إلى مجتمعات مختلفة تتمحور حول حاخام معين، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة بالعبادة والطقوس واللباس والحياة اليومية.

يشكل الحريديم حوالي 13% من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19% بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.

يرفض الحريديم التجنيد الإجباري و يطالبون بحقهم في الدراسة في المعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة العسكرية.. يعتقد قادة الحريديم أن مهمتهم الأساسية هي دراسة التوراة، وأن التفرغ لهذه الدراسة لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

يرى الحريديم أن أسلوب حياتهم المتدين يتعارض مع الأعراف العسكرية، ويعبرون عن معارضتهم الآيديولوجية للدولة الليبرالية.. كما يتحججون بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش، حيث يلتزمون بنصوص توراتية تمنع الاختلاط والعلاقات بين الجنسين.

بإصرارهم على نمط حياتهم التقليدي، يرفض الحريديم الانفتاح على الثقافة الغربية وقيم العلمانية ، مما يعمق الفجوة بينهم وبين باقي المجتمع الإسرائيلي.