الارشيف / عرب وعالم

بعد "الضربة الانتخابية".. الغموض يكتنف زيارة ماكرون إلى المغرب

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 10:10 صباحاً - ذهب محللون إلى أن التطورات السياسية التي تشهدها فرنسا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الأوروبية، من شأنها أن تربك زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المرتقبة إلى المغرب.

وأدت نتيجة التصويت الأوروبي إلى وصول حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى مستويات لم يصل إليها من قبل، حيث حصل على ثلث الأصوات المدلى بها، بالمقابل، سجل حزب "النهضة" الرئاسي انتكاسة انتخابية كونه لم يحصل إلا على نحو 15% من الأصوات.

وأعلن ماكرون الأحد عن حل الجمعية الوطنية (مجلس النواب) وتنظيم انتخابات برلمانية في 30 يونيو/حزيران، و7 يوليو/تموز.

كانت تقارير إعلامية فرنسية، تحدثت عن الزيارة المرتقبة، مشيرة إلى أنها تدخل في إطار المبادرات الفرنسية التي تهدف إلى إصلاح شامل للعلاقات مع الرباط.

وكشف مصدر حكومي مغربي لـ"الخليج الان"، أن زيارة ماكرون إلى المغرب ما زالت متوقعة.

وأضاف المصدر، الذي فضّل الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، غابرييل أتال، إلى المغرب -والمقررة خلال شهر يوليو/ تموز المقبل لتمهيد زيارة ماكرون- قد تتأجل، بسبب نتائج الانتخابات الأوروبية.

وقبل أسابيع، أكدت صحيفة "لاتريبين" الفرنسية، أن أتال سيقوم بزيارة رسمية إلى المغرب، في الفترة من 3 إلى 5 يوليو المقبل، لـ"إعادة الدفء للروابط بين باريس والرباط، بعد عامين من العلاقات الدبلوماسية شديدة البرودة".

مصير مجهول

ورأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب تبقى مجهولة المصير في ظل نتائج الانتخابات الأوروبية والتي أحدثت زلزالاً سياسياً لم تشهده فرنسا منذ عقدين من الزمن.

وأضاف الحسيني ضمن تصريح لـ"الخليج الان"، أن معالم هذه الزيارة قد تظهر بعد الـ7 من يوليو/ تموز المقبل، موعد الانتخابات البرلمانية في فرنسا.

وأشار المتحدث إلى أن الزيارة تبقى مرتبطة بما إذا كان الرئيس الفرنسي يريد تحقيق نوع من السبق في إعادة التوازن إلى نصابه أم أنه سيكون مضطرا - وهذا هو الافتراض الأكثر توقعا – لنهج سلوك التعايش مع اليمين المتطرف للمرة الأولى في تاريخ فرنسا.

ورأى أستاذ العلاقات الدولية، أن هناك تطورًا إيجابياً في العلاقات المغربية الفرنسية دشنه رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال وحوالي 6 وزراء تعاقبوا على زيارة المملكة، ووقعوا عدة اتفاقيات مهمة بالنسبة لمستقبل التعاون الثنائي.

وقال: "الجميع ينتظر بمن فيهم الفرنسيون لحظة زيارة ماكرون إلى المغرب، بل إن بعضا يعد أن الزيارة ستكون لحظة فاصلة في التوصل إلى اعتراف رسمي من طرف فرنسا بمغربية الصحراء".

وأضاف الحسيني أنه إذا ما تغيرت الأوضاع في فرنسا وأخذ اليمين المتطرف إدارة الحكومة فستصبح الدولة الفرنسية برأسين.

وتابع: "باعتقادي لا اليمين المتطرف ولا حزب ماكرون سيكونان في وضعية نزاع فيما يتعلق بموقفهما من قضية الصحراء المغربية، لذلك قد يحاولان المزايدة على بعضهما بعضا في التقرب من المغرب أكثر، وهذا سيكون لصالح المملكة".

وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن أوروبا عرفت ما يشبه "التسونامي" في ظل صعود اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق. مشددًا على أن هذا الأمر له دلالات كبيرة وسيكون له ما بعده.

تغيير في قواعد اللعبة

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن نتائج الانتخابات الأوروبية قلبت جميع الموازين ولخبطت أوراق قصر الإليزيه، مشيراً إلى أن أجندة الرئيس الفرنسي قد تشهد بعض التغييرات ومن ضمنها زيارته إلى المغرب والتي راجت بعض المعلومات في وقت سابق أنها مُبرمجة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأوضح مكاوي في تصريح لـ"الخليج الان"، أنه في حال وصول اليمين المتطرف إلى الحكومة الفرنسية؛ فإن ذلك سيفضي إلى تغيير قواعد اللعبة، كما من المرتقب أن تتغير السياسة الخارجية لفرنسا مع الدول المغاربية والأفريقية بل وحتى مع دول الشرق الأوسط.

واستطرد: "الكل يتجند خاصة اليسار واليمين المعتدل في فرنسا لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف لمنعه من الوصول إلى السلطة".

ورأى أن تألق اليمين المتطرف وبروز الأحزاب المتطرفة في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص جاء نتيجة الانسداد السياسي وحدوث انكماش اقتصادي وتدهور الأوضاع الاجتماعية، لافتاً إلى أن هذه العناصر لها قواسم مشتركة تشبه إلى حد ما وضع ما قبل الحرب العالمية الثانية.

ويعتقد مكاوي أن الرئيس الفرنسي سينشغل خلال المرحلة القادمة بالتحضير والمساعدة على إنجاح الانتخابات التشريعية في بلاده، ولهذا من المرتقب أن يزور الرئيس الفرنسي المملكة بعد انتهاء هذه الاستحقاقات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا