محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 12:03 صباحاً - يثير قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التهدئة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، التساؤلات بشأن إمكانية تنفيذه من إسرائيل وحركة حماس، بعد عدم الالتزام بقرار سابق.
وتبنى مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي الذي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق غير مشروط لمقترح الرئيس جو بايدن، بأغلبية 14 عضوا، في حين امتنعت روسيا عن التصويت.
ورحّبت حماس، في بيان صدر عنها، بقرار مجلس الأمن الدولي، وأبدت استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة لتطبيقه.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن "أحدث اقتراح بخصوص الوضع في غزة سيسمح لإسرائيل بتحقيق جميع أهدافها قبل إنهاء الحرب".
وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن أهداف إسرائيل تتمثل في "تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس، وإنهاء حكمها، إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل في المستقبل".
مؤشرات إيجابية
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، "مؤشرات إيجابية من حماس وإسرائيل تفيد بأن الطرفين لديهما استعداد لتنفيذ القرار الأممي للتهدئة"، مستدركا: "إلا أن الأمر مرهون بالأفعال وليس التصريحات الإعلامية".
وقال عوكل، لـ"الخليج الان": "طرفا القتال في غزة غير معنيين بتحدي الولايات المتحدة وقرار مجلس الأمن، ويرغبان في اتفاق للتهدئة، يمكّنهما من الظهور بشكل المنتصر"، مبيناً أن مشروع القرار يمكّن الطرفين من تحقيق بعض النقاط.
وأوضح أن "حماس ستتعاون بشكل غير مسبوق مع القرار، وستروج لبنوده على أساس أنه انتصار لها ورضوخ من قبل حكومة بنيامين نتنياهو لمطالب جناحها المسلح"، مستبعدا أن يتم رفضه من قيادة الحركة داخل غزة.
وعلى الرغم من الخلافات الواضحة بين قادة حماس في الداخل والخارج، بحسب المحلل السياسي، فإن هناك توافقا بينهم على ضرورة وقف الحرب، وإنهاء جولة القتال الحالية مع إسرائيل باتفاق يؤدي لصفقة تبادل كبيرة مع إسرائيل، وتهدئة طويلة الأمد".
ويعتقد المحلل السياسي أن "الأزمة السياسية التي يواجهها نتنياهو بعد استقالة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس ستدفعه للقبول بالمقترح، قبل أن يكون مجبرا على تفعيل دور الوزراء اليمنيين بحكومته في اتخاذ القرارات المصيرية".
بارقة أمل
من جهته، قال المحلل السياسي، أيمن يوسف، إن "قرار مجلس الأمن الدولي يمثل بارقة أمل لوقف الحرب في غزة"، لافتاً إلى أن حماس وإسرائيل ستبديان تعاونا غير مسبوق من أجل البدء في تنفيذه بأسرع وقت ممكن.
وقال يوسف، لـ"الخليج الان"، إن "القرار سيدفع الطرفين لتقديم تنازلات تمكّن من التوصل لصفقة شاملة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار"، مؤكدا أن تلك الصفقة ستكون على مراحل، وبضمانات إقليمية ودولية، ورعاية الولايات المتحدة.
وبيّن أن "الأوضاع الداخلية لكل من إسرائيل وحماس، والتغييرات الإقليمية والدولية، جميعها تدفع نحو التوصل لاتفاق، ووقف القتال الذي استمر لعدة أشهر".
وأضاف: "الحل الوحيد لنتنياهو لهزيمة خصومه السياسيين، وكبح جماح شركائه بالائتلاف الحكومي، هو التوصل لاتفاق سيؤدي لرفع شعبيته السياسية في الشارع الإسرائيلي، ويحافظ على بقاء ائتلافه، على الرغم من تهديدات وزراء اليمين بالانسحاب".
وتوقع المحلل السياسي أيمن يوسف أن يتعرض الطرف الذي يرفض الاتفاق لعقوبات دولية كبيرة.