الارشيف / عرب وعالم

الجزائر.. التحالفات تتسيد الموقف في الانتخابات الرئاسية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 12:03 صباحاً - تُجرى لعبة التحالفات في الانتخابات الرئاسية في الجزائر على قدم وساق، مذكّرة بعودة التكتلات الداعمة للرئيس السابق، في وقت اختارت كبرى الأحزاب المعارضة استعراض شعبيتها بتقديم مرشحيها، ما يقدم الملامح الأولى للخارطة السياسية للمرحلة المقبلة.

وتشارك أحزاب المعارضة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، المقرر إجراؤها في الـ7 من أيلول/سبتمبر المُقبل، بصفوف متفرقة. في المقابل، تشكّل التيارات ذات التوجهات الإسلامية والوطنية جبهة موحدة حول الرئيس المنتهية ولايته عبدالمجيد تبون.

لكن بداية غير موفقة رافقت شخصيات وقادة أحزاب سياسية في مشوار السباق نحو قصر المرادية، تُنبئ بإدارة هذا الأخير ظهره للتحالفات الحزبية بعدما عبّر عن غضبه من "مظاهر التزلف نحوه" فأصدر تعليمات بوقفها.

ومن العادات السيئة التي لا تزال متجذرة بعمق، تلك التي تعود إلى حقبة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، وتتمثل في تمجيده وتكريمه من دون مراعاة للمكان أو الشكل المناسبين.

أخبار ذات صلة

خبراء: نزول تبون إلى الميدان حملة استباقية قبل الترشح للرئاسة

ففي أحد التجمعات لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب الأغلبية الرئاسية، تم رفع "تيفو" عملاق يحمل صورته، في المهرجان الذي أعلنت فيه هذه التشكيلة السياسية دعم الرئيس تبون للترشح لعهدة رئاسية ثانية.

وخرج الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، للتنصل من رفع "التيفو" في تجمع شعبي، معتبرًا أنها "خطوة عفوية قام بها مناضلو الحزب".

بدوره، علق شريكه في التحالف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، على الأمر، منتقدًا "المزايدات التي لا تصنع شيئا".

وظهر الخلاف الثاني إلى العلن رسميا داخل ائتلاف أحزاب الأغلبية البرلمانية المساند لترشح تبون بعد اجتماع (حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل)، الاثنين، في مقر جبهة التحرير الوطني، من دون حضور حركة البناء الوطني التي يقودها عبد القادر بن قرينة.

وكان بن قرينة قد انفرد بإعلان دعم تبون، بعد أيام من قرار إنشاء الائتلاف، وهو ما اعتبر تصرفا يخرق قاعدة العمل الجماعي التي أسس عليها هذا التكتل.

أخبار ذات صلة

سابقة في الجزائر.. 3 سيدات يترشحن لـ"كرسي الرئاسة" (صور)

وفي تصريحه، قال عبد الكريم بن مبارك إن حركة البناء الوطني جمدت عضويتها في الائتلاف، ولم ندفعها نحن لذلك، في المقابل، ينشط بن قرينة بكثافة في سبيل دعم ترشيح تبون، إذ كان قبل أيام وراء مبادرة إطلاق تكتل من عشرة أحزاب يدعم هذا الخيار.

وفي وقت لم يعلن تبون رغبته بعد في الترشح، بدأت عدة شخصيات سياسية جمع التوقيعات، منذ الأحد الماضي، وهم: رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية والمعارضة، عبدالعالي حساني، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، التي تخوض السباق الرئاسي للمرة الرابعة بعد مشاركتها في رئاسيات 2004 و2009 و2014، إلى جانب رئيس حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، الذي أعلن ترشحه مدعوما بتحالف يضم 7 أحزاب فتية، وكان قد أخفق في ذلك في انتخابات عام 2019.

وفي تحول جذري في مواقف الحزب، رشّح المؤتمر الوطني الاستثنائي لجبهة القوى الاشتراكية الأمين الوطني الأول للحزب، يوسف أوشيش، للانتخابات القادمة، الذي انتقل من مقاطعة الانتخابات إلى المشاركة فيها، إلى جانب المحامية زبيدة عسول، وسيدة الأعمال سعيدة نغزة.

أخبار ذات صلة

الجزائر.. لماذا أبقى تبون "الغموض" على ترشحه للانتخابات الرئاسية؟

ويبقى إكمال مرحلة جمع التواقيع بنجاح أبرز مرحلة يدركها جميع المترشحين من الصف الثاني أو الثالث، وفق تجارب سابقة لعدد من الساسة الذين لا يملكون حضورا في المجالس البرلمانية والبلدية، ويتخوفون من سيناريو إقصائهم من المنافسة الانتخابية مبكرا. ومن خلال هذه الفرضية، يمكن أن يفكروا في دعم مرشح آخر.

وسيكون على كل مرشح للرئاسة جمع 50 ألف توقيع من الناخبين، ويتعين أن تكون موزعة على 29 ولاية كحد أدنى من مجموع 58 ولاية، وبحد أدنى لا يقل عن 1200 توقيع من كل ولاية، في حين يمكن للمرشحين تقديم 500 توقيع فقط من المنتخبين الأعضاء في البرلمان والمجالس المحلية والولائية.

ووفقاً للمدد القانونية، التي يحددها قانون الانتخابات، فإن آخر أجل لإيداع ملفات المرشحين سيكون في 17 تموز/يوليو المقبل، على أن تبدأ الحملة الانتخابية لمدة 23 يوماً من 14 آب/أغسطس حتى 3 أيلول/سبتمبر المقبل.

ولتجاوز عقبة التواقيع، يستفيد المرشح الإسلامي رئيس حركة مجتمع السلم من دعم حركة النهضة، لا سيما أن اتهامه من طرف بعض أتباع الحركة بقيادة انقلاب أبيض داخل الحركة للترشح، قد يؤثر على نواياه الانتخابية، فقد فاجأ الجميع بسحب البساط من تحت أقدام ابن بلدته والرئيس السابق للحزب عبدالرزاق مقري، فقطع الطريق عليه بإعلان الترشح للانتخابات الرئاسية.

Advertisements