الارشيف / عرب وعالم

خبراء: استقالة غانتس وآيزنكوت تضع نتنياهو في مواجهة داخلية وخارجية

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 02:13 مساءً - وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه من جديد في مواجهة داخلية وخارجية بعد استقالة الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وعدم وجود بديل لهما من خارج الائتلاف الحكومي اليميني الضيق.

واعتبر محللون أن استقالة غانتس نزعت الشرعية الوطنية عن حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي ضمت أقطابًا وكفاءات من غير الأحزاب اليمينية المتحالفة مع نتنياهو، والتي تتبنى خطابات شعبوية ودينية تسببت بأزمات لإسرائيل داخليًّا، ومع عدد من دول العالم أبرزها واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل.

ومن شأن استقالة غانتس وآيزنكوت أن تعيد النصاب في اتخاذ القرارات الحاسمة إلى الحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذا ما فشل نتنياهو في ضم جدعون ساعر أو أفيغدور ليبرمان، وهما المرشحان للانضمام لمجلس الحرب، وإن كانت فرص قبولهما بأي عرض من هذا القبيل منخفضة جدًا.

وفي حال أصبحت القرارات الحاسمة بيد الأحزاب اليمينية الإسرائيلية فإن ذلك سيجعل نتنياهو وحيدًا في مواجهة العالم، خاصة أن الوزراء اليمينيين يطالبونه باتخاذ قرارات خطيرة للغاية بشأن قطاع غزة والضفة الغربية.

من احتجاجات الإسرائيليين ضد نتنياهوأ ف ب

ومن شأن تلك القرارات خاصة المتعلقة بالحرب في غزة أن تثير غضب الولايات المتحدة والعالم، علاوة على أنها ستزيد من حدة الانتقادات الداخلية الموجهة ضد نتنياهو، ومن حجم الاحتجاجات المناهضة لائتلافه الحكومي.

وهذا الخيار غير مفضل بالنسبة لنتنياهو شخصيًّا، الذي سعى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى إبعاد شركائه اليمينيين عن أي قرار متعلق بالحرب، علاوة على أنه سيعرقل الجهود الأمريكية للتهدئة مع حركة حماس.

ويرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي في أن يضم شخصيات سياسية وعسكرية غير مؤثرة تمكنه من المضي منفردًا باتخاذ مختلف القرارات، وهو الأمر الذي اتبعه نتنياهو مع جميع شركائه سواء في الائتلاف الحكومي أو مجلس الحرب.

استقالة غانتس نزعت الشرعية عن حكومة الطوارئ

أنطوان شلحت، خبير في الشأن الإسرائيلي

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "استقالة غانتس نزعت الشرعية عن حكومة الطوارئ، وستدفع نتنياهو لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة وتقديم تنازلات من أجل ضم حلفاء آخرين لمجلس الحرب".

وقال شلحت، لـ"الخليج الان"، إن "الوزراء المستقيلين من حكومة الطوارئ يتمتعون بشعبية كبيرة، تمكنهم من تحريك الشارع الإسرائيلي ودفعه للتظاهر ضد ائتلاف نتنياهو، وهو الأمر الذي سعى رئيس الوزراء للحد منه خلال أشهر الحرب".

وأوضح أن "الاستقالات ستتسبب لنتنياهو بأزمات داخلية وخارجية، إذ إن تل أبيب ستشهد تظاهرات عارمة ضد ائتلافه خلال الفترة المقبلة، وستزيد حدة الغضب الإسرائيلي من سياسات ائتلافه ما سيؤدي لتراجع شعبية الائتلاف الانتخابية".

وأشار إلى أن "نتنياهو سيكون بسبب تلك الاستقالات أمام أزمات مع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة التي ترفض التعامل مع وزراء حكومته اليمينيين، كما أنها تعمل على استبدال ائتلافه الحكومي ودعم خصومه السياسيين".

وبين المحلل السياسي أن "نتنياهو سيكون مضطرًا لتقديم تنازلات لأقطاب سياسية مختلفة من أجل ضمان عدم تدخل شركائه اليمينيين في القرارات المصيرية والحاسمة"، مبينًا أنه دون ذلك سينهار ائتلافه الحكومي.

نتنياهو لا يرغب بأي دور لشركائه اليمينيين في الحرب على غزة

أحمد عوض، أستاذ علوم سياسية

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "نتنياهو أمام خيارات محدودة للغاية، أبرزها الاتفاق مع ساعر وليبرمان، وهي الطريق الأسهل بالنسبة له ولكن تحتاج منه لتقديم تنازلات كبيرة للزعيمين، ومنحهما صلاحيات استثنائية.

وقال عوض، لـ"الخليج الان"، إن "الخيار الثاني أمام نتنياهو هو إجراء مباحثات مع زعيم المعارضة يائير لابيد لضمه لحكومة الطوارئ"، لافتًا إلى أنه بالرغم من صعوبة ذلك إلا أنه بالإمكان التوصل لاتفاق مع لابيد.

وأشار إلى أن "ذلك قد يتم في حال أبدى نتنياهو مرونة بشأن المقترح الأمريكي للتهدئة واستعان بإدارة الرئيس جو بايدن من أجل التوصل لاتفاق مع زعيم المعارضة"، مبينًا أن اتفاقًا من هذا النوع سيؤدي لضم لابيد لحكومة الحرب.

وأضاف: "هذا الخيار هو الأنسب بالنسبة لنتنياهو، الذي لا يرغب بأي دور لشركائه اليمينيين في الحرب على غزة، خاصة أن ذلك سيؤدي إلى حالة من الغضب الإسرائيلي والدولي على إثر القرارات المتشددة منهم".

وختم: "بتقديري، نتنياهو قادر على الخروج من المأزق الحالي بأقل الخسائر الممكنة؛ ولكن مع تنازلات غير مسبوقة بالنسبة له ولحزبه"، مشيرًا إلى أن الخيار الأخير هو مضي نتنياهو منفردًا بالقرارات العسكرية والسياسية.

أخبار ذات صلة

"الاستقالات" تضع نتنياهو تحت "سطوة" سموتريتش وبن غفير

Advertisements