الارشيف / عرب وعالم

مصادر لـ"الخليج الان": حزب الله "يبتز" الغرب بإسقاط "مارونية" رئيس الجمهورية

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 10:06 صباحاً - قال مصدر دبلوماسي لبناني رفيع المستوى إن ميليشيا حزب الله تبتز الغرب بهدف إسقاط أحد أهم الثوابت المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية، وهي أن يكون مسيحيًا من الطائفة المارونية.

وأكد المصدر لـ"الخليج الان" أن الملف الرئاسي بهذا الطرح "الغريب" قُدم من جانب قيادات سياسية في ميليشيا حزب الله خلال لقائهم الوفد المرافق للمبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي، وتم تقديم هذا الطرح بغلاف "الديمقراطية"، حيث اقترحوا أن ينتخب اللبنانيون من عدة مرشحين دون شرط التقيد بطائفة أو دين المرشح.

هدف هذا الطرف

ولفت المصدر إلى أن الهدف الحالي من هذا الطرح هو أن يكون هناك ما وصف بـ"ثمن" يسدد من جانب الغرب، بالموافقة في وصول مرشح "حزب الله" للرئاسة سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وهو المرشح الذي ترفضه معظم التيارات السياسية اللبنانية.

وأوضح أن هذا الطرح، "لن يكون ابتزازا من جانب الحزب، يتلاعب به عند الحاجة فقط، بل سيكون طرحا يريد من خلاله، تغيير ما سار عليه لبنان من وقت الاستقلال، حول نظام انتخاب رئيس الجمهورية".

مضيفاً: "في حين أن الطبيعة السكانية الحالية التي وصل إليها لبنان، تجعل حزب الله وحلفاءه، قادرين على توجيه كتلة من اللبنانيين، باختيار مرشح ليس من الطائفة المارونية وأن يكون من البيئة السياسية والدينية لحزب الله".

وقال: "حزب الله يريد أن يسير بلبنان إلى نظام يكون بمثابة ورقة متينة يحقق بها مكاسب تذهب به يوما تلو الآخر إلى تحقيق حلم حكم نظام (ولاية الفقيه) في لبنان، شكلا وفعلا وتأثيرا، أي أن يتم تصدير نظام الحكم الإيراني إلى لبنان"، وفق المصدر ذاته.

ميثاق العيش المشترك

وبحسب الدستور اللبناني، ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي، فيما حدد ما يعرف بميثاق "العيش المشترك"، وهو بمثابة عرف متفق عليه بين جميع الطوائف بعد الاستقلال، بأن يتم هذا الانتخاب في البرلمان، لمرشح مسيحي من الطائفة المارونية.

فيما أوضحت مصادر سياسية مطلعة، أن أكثر ما ترغب فيه ميليشيا حزب الله من خلال هذا الطرح الذي يعتبر "تهديدا مستقبليا" لمنصب سياسي مهم لدى الغرب في الشرق الأوسط، الحصول على حوافز يستطيع من خلالها فرض مرشحه الحالي على المنصب الرئاسي "الماروني" سليمان فرنجية.

وفسرت المصادر رغبة حزب الله في التحول إلى مسار حاول الرهان عليه بشكل غير رسمي، بتحويل "المناصفة" إلى "مثالثة" ، مبينة أن المناصب السياسية بحسب ميثاق "العيش المشترك" تتوزع مناصفة في لبنان على المسيحيين والمسلمين ، أما ما يذهب إليه حزب الله من خلال هذا الأمر، باقة من الأهداف، عبر "المثالثة" بتقسيم المناصب إلى ثلث للمسيحيين وثلث للمسلمين السنة ، وثلث للمسلمين الشيعة.

 وتابعت المصادر: "حزب يحاول الضغط لتمرير مرشحه الحالي، ثم فرض مستقبلي من جانبه، حتى يكون الرئيس من بيئته سياسيا ودينيا، بدلا من أن يكون حليفا له أو محسوبا على سياسته مثل المرشح فرنجية".

Advertisements