الارشيف / عرب وعالم

هل تستطيع المعارضة الإسرائيلية بناء تحالف يسقط نتنياهو؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 05:17 مساءً - تثير استقالة زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس من منصبه كوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، تساؤلات حول قدرة المعارضة على التخلي عن خلافاتها لبناء تحالف يمكنها من إسقاط الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو.

وكان غانتس، أرفق إعلان استقالته من مجلس الحرب، بدعوة نتنياهو إلى الموافقة على إجراء انتخابات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهي خطوة يأمل من خلالها أن يُسقط ائتلاف نتنياهو ويوحد أحزاب المعارضة لتحقيق ذلك.

انتقادات لغانتس

وذكر موقع "واللا" العبري، أن "استقالة غانتس لم تؤدِ لإحداث التغيير المطلوب، خاصة وأنه لم يستغل الوقت الذي قضاه في مجلس الحرب وارتفاع أسهمه باستطلاعات الرأي لخلق بديل سياسي لنتنياهو، أو تجنيد متمردين من حزب الليكود لإسقاط الائتلاف الحكومي".

وقال الموقع، في تقرير، إن "معارضي ائتلاف نتنياهو انتظروا أشهراً ليقدم غانتس استقالته من مجلس الحرب ويعطيهم الإشارة لاستئناف المظاهرات ضد الحكومة"، مبيناً أن خطابه، ورغم أنه تضمن انتقادات حادة لنتنياهو إلا أنه لم يكن حاداً.

وأوضح التقرير الإسرائيلي، أن "ائتلاف نتنياهو بدأ بمواجهة أكبر تهديد لمستقبله وذلك بسبب قانون منع تجنيد اليهود المتشددين دينياً (الحريديم)"، وهو القانون الذي يحظى برفض من المعارضة الإسرائيلية وأعضاء بالائتلاف الحكومي.

وأوضح أن "ذلك يثير القلق بما يكفي لدى معارضي ائتلاف نتنياهو، وسيزيد من الرافضين والمتمردين في حزب الليكود أيضاً، ومن الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما سيضعه بموقف صعب أمام شركائه اليمينيين".

مشاورات مكثفة

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "استقالة غانتس ستفتح الباب أمام مشاورات مكثفة بين أحزاب المعارضة من أجل بناء تحالف يمكن من إسقاط ائتلاف نتنياهو"، لافتاً إلى أن ذلك سيدفع زعيم المعارضة يائير لابيد لتقديم تنازلات كبيرة لغانتس.

وقال صباغ، لـ"الخليج الان"، إن "هذا التحالف سيؤثر على نتنياهو وائتلافه الحكومي إلا أنه لن يؤدي لإسقاطه والذهاب لانتخابات مبكرة"، مشيراً أن انهيار ائتلاف نتنياهو بحاجة لمتمردين من داخله سواء من حزب الليكود أو الأحزاب اليمينية.

وبين أنه "من الصعب أن تنجح المعارضة الإسرائيلية بإسقاط نتنياهو وائتلافه الحكومي إلا في حال قبول عدد من أعضاء الائتلاف بالانشقاق عن نتنياهو والانضمام لصفوف المعارضة"، مشدداً على أن مثل هذه الخطوة خطيرة للغاية.

وأشار إلى أن "نقطة القوة التي يمتلكها نتنياهو هي وجود قادة للمعارضة أضعف منه سياسياً، حيث إن نتنياهو من أقدم السياسيين، وخاض معارك سياسية أقوى من الدائرة حالياً، وهو ما يمكنه من تجاوز أي أزمة يمكن خلقها من قبل أحزاب المعارضة".

وبحسب المحلل السياسي، فإن "نتنياهو سيعزز تحالفه من خلال مباحثات مع بعض أحزاب اليمين من خارج ائتلافه الحكومي، خاصة أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر"، مؤكداً أن انضمام أحدهما لائتلافه سيفشل أي مخططات لإسقاطه.

مهمة صعبة

ويرى المحلل السياسي، والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، إمطانس شحادة، أن "الائتلاف الحكومي الحالي وعلى الرغم من هشاشته؛ إلا أنه أقوى ائتلاف يميني شهدته الساحة السياسية منذ سنوات"، مؤكداً أن مهمة إسقاطه صعبة للغاية.

وقال شحادة، لـ"الخليج الان"، إن "المعارضة الإسرائيلية ستكثف مساعيها من أجل إسقاط ائتلاف نتنياهو وتشكيل تحالف قوي بالكنيست يمكنهم من إجراء انتخابات مبكرة"، لافتاً إلى أن ذلك سيحظى بدعم من الإدارة الأمريكية.

وأوضح أن "صعوبة مثل هذه المهمة تكمن في رغبة جميع الأحزاب اليمينية بإبقاء الائتلاف الحكومي والحفاظ على مناصبهم، على اعتبار أن وصولهم للحكم فرصة تاريخية لا يمكن أن تتكرر، بالرغم من التهديدات والانتقادات الدائمة لنتنياهو وسياساته".

وأشار إلى أن "نتنياهو والذي يعتبر الشخصية الأقوى في إسرائيل لا يمكن إنهاء حياته السياسية إلا من خلال خيارين اثنين فقط، الأول قانونياً عبر توجيه لائحة اتهام له سواء بقضايا الفساد أو بالإخفاقات التي أدت لأحداث أكتوبر".

وتابع قائلا: "الخيار الثاني يتمثل في تشكيل تحالف قوي داخل حزب الليكود يزيح نتنياهو عن زعامته، وهو الأمر الذي بدأت بوادره بالظهور مؤخراً، خاصة في ظل تزايد حظوظ وزير الدفاع يوآف غالانت بإمكانية المنافسة على زعامة الحزب".

Advertisements