محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 04:14 مساءً - للمرة الأولى في تاريخها الحربي تتعرض طائرة الجيل الخامس الروسية "سو -57" للاستهداف، لكن ليست وهي في الجو، بل على الأرض.
فقد تم استهداف الطائرة خلال وقوفها في ساحة مطار أختوبينسك في مقاطعة أستراخان التي تبعد عن خط الجبهة 600 كيلومتر تقريبًا بواسطة بضع مسيّرات، بحسب ما أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
ورغم ذلك لم تؤكد السلطات الروسية الحادث، إلا أن مواقع روسية مقربة من الجيش الروسي نشرت صورًا قالت إنها لإصابة الطائرة بأضرار.
ويرى خبراء روس حاورتهم "الخليج الان"، أن الضربة التي نفذتها أوكرانيا لا تعتبر إصابة للطائرة بل للمطار، لأن الطائرة التي أصيبت كانت واقفة في ساحة المطار وهي ليست مجهزة بمضاد أرضي.
وأشاروا إلى أن "أوكرانيا تروج للحادث وكأنها أسقطت الطائرة ولم تستهدفها ومحركاتها بوضعية خمول".
ويقول الباحث في الصناعات العسكرية الروسية ديمتري ييجوف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إنه "عندما نتحدث عن إصابة مقاتلة يجب أن نحدد أنها كانت بالجو، لكن المقاتلات العسكرية وهي على المدرجات أو في مواقفها فهي تشبه بهذه الحالة الطائرات المدنية".
الخلل الموجود هو عدم القدرة على إسقاط هذه المسيرات
ديمتري ييجوف، باحث في الصناعات العسكرية
وأكد: "لا يعتبر هذا الحادث إنجازًا عسكريًّا ضد هذا النوع من المقاتلات، بل إنه هدف أرضي وصلت إليه مسيرات أوكرانية".
وتابع ييجوف أن "الخلل الموجود هو عدم القدرة على إسقاط هذه المسيرات، وهذا أمر مرتبط بالدفاعات الجوية. وبغض النظر عن أنواع هذه الدفاعات، فإن التعامل مع المسيرات حتى اليوم هو أمر معقد لكل المجمعات الصناعية العسكرية في العالم".
وأشار الباحث إلى أن مقاتلة "سو -57" ما زالت "عصية على كل المقاتلات الأخرى ولو كانت في الجو لما استطاع أي صاروخ أو مسيرة أوكرانية أن تقترب منها، فهي طائرة حديثة جدًّا وتملك تقنيات عالية للدفاع عن نفسها والهروب من الاستهداف والمناورة".
وقال الخبير في الشؤون العسكرية سيرغي ماميتشيف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "أوكرانيا تحاول الترويج بأنها قامت بإنجاز عسكري لا مثيل له ضد أحدث مقاتلة روسية، وهي تحاول أن توصل فكرة أنها وجهت صفعة للصناعة العسكرية الروسية".
وأضاف: "يجب أن تؤخذ الأمور كما جرت، فعندما تكون الطائرة في وضعية الوقوف تتحول إلى كتلة معدنية لا أكثر، لذلك فإن ما تم لا يعتبر إنجازًا".
دعاية إعلامية لتضخيم الحادث وتحويله إلى حدث كبير
سيرغي ماميتشيف، خبير عسكري
وأشار إلى أن "على أوكرانيا أن تعمل على إسقاط هذه المقاتلة وهي في الجو لكي تقول إنها قامت بتحقيق اختراق عسكري ودمرت أسطورة الصناعة العسكرية الروسية، وإلا فكل ما يقال هو دعاية إعلامية لتضخيم الحادث وتحويله إلى حدث كبير، تسلط وسائل الإعلام الدولية الضوء عليه".
وبحسب ماميتشيف، فإن "الإعلام الغربي سيروج لهذا وكأن الطائرة أسقطت وهي فوق سماء أوكرانيا، وهذا مجرد حشو وهراء إعلامي"، وفق تعبيره.
وأكد أن "الإنجاز الحقيقي يجب أن يكون على الجبهة، وعلى كييف أن تبحث عن إنجاز عسكري حقيقي لتفتخر به أمام شعبها".
يذكر أن المقاتلة الحديثة دخلت الخدمة في الجيش الروسي عام 2020، وتعتبر الأحدث في الأسطول الجوي الحربي الروسي، وتم تصميمها لتدمير جميع الأهداف الجوية والبحرية والبرية، ولديها قدرة مميزة في التغلب على أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والرادارات وتحمل داخلها أكثر المعدات تقدمًا في عالم التكنولوجيا العسكرية، وتستطيع الطيران بسهولة بحمولة تصل إلى 10 أطنان.