الارشيف / عرب وعالم

جثث بالشوارع وقصف لكل متحرك.. شهادات قاسية لفلسطينيين فروا من رفح

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الأحد 9 يونيو 2024 04:06 مساءً - روى فلسطينيون فروا من العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، شهادات قاسية لِما شاهدوه وتعرضوا له خلال تواجدهم داخل المدينة، مؤكدين أن رفح تحولت لمدينة أشباح والدمار بها كبير جدً~ا.

وبحسب شهادات الفلسطينيين، لـ"الخليج الان"، فإن جثث النازحين ملقاة في شوارع المدينة، وأن العشرات لقوا مصرعهم بسبب عدم وصول فرق الإغاثة الطبية والدفاع المدني إليهم، مؤكدين أن القصف الإسرائيلي يستهدف كل متحرك.

نجاة من الموت

وقال خالد زعرب، أحد النازحين من رفح إلى منطقة المواصي، إنه "نجا من الموت بأعجوبة خلال الأيام الماضية، واضطر للهرب من رفح إلى منطقة المواصي إثر القصف الإسرائيلي المكثف لجميع مناطق المدينة".

وأوضح زعرب، لـ"الخليج الان"، أنه "رفض في بداية الأمر النزوح من غربي رفح، خاصة أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر أوامر إخلاء للمنطقة التي يسكن بها"، مبينًا أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى المنطقة دون سابق إنذار.

وبين أنه حوصر وعائلته لساعات داخل المنزل، وأن انسحابًا جزئيًًا للجيش الإسرائيلي من المنطقة كان سبب نجاتهم، لافتًا إلى أنه عندما خرج برفقة عائلته من المنطقة باتجاه المواصي شاهدوا جثثًا ملقاة في الشوارع، ومصابين يلفظون أنفاسهم الأخيرة بسبب عدم وصول سيارات الإسعاف إليهم.

وأشار زعرب إلى أن معظم الضحايا في شوارع رفح تبدو عليهم علامات القتل برصاص قناص إسرائيلي أو إطلاق نار من طائرات الكواد كابتر التي تجوب جميع شوارع المدينة، قائلًا: "هربنا بأعجوبة من المدينة.. ولا أصدق أنني لا زلت على قيد الحياة".

وأكد أن القصف الإسرائيلي استهدف معظم المباني السكنية في المدينة، وأن رفح باتت مدينة أشباح، فمعظم منازلها مدمرة بشكل كلي أو جزئي، وأن السكان سيصابون بصدمة من حجم الدمار بالمدينة حال العودة إليها.

وحسب زعرب، فإن "الأوضاع في المدينة كارثية للغاية، وأن الجيش الإسرائيلي إما يدمر المباني وإما يحرقها"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي ملامح للحياة في المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون ونصف المليون إنسان قبل أسابيع.

الفلسطينيون ينتقلون إلى مناطق أكثر أماناً بعد عمليات القوات الإسرائيلية أ ف ب

جثث في الشوارع

وفي رواية أخرى، قال عامر الطويل، إنه "شاهد مئات الجثث في شوارع رفح خلال نزوحه إلى وسط قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف كل ما هو متحرك بالمدينة، ويتعمد تدميرها كليًّا.

وأوضح الطويل، لـ"الخليج الان"، أنه "عاش أوقاتًا صعبة مع عائلته وعدد من النازحين الذين كانوا بمنزلهم، وذلك عقب تمركز الآليات العسكرية الإسرائيلية قرب الحي الذي يسكنون فيه"، لافتًا إلى أن تلك الآليات كانت تقصف المنازل بشكل عشوائي.

وأضاف: "بسبب القصف المتواصل قتل خمسة من النازحين الذين لجؤوا لمنزلي، ونجا آخرون بأعجوبة بالغة، كما إننا عشنا ليلة دامية قبل خروجنا من المنطقة في ساعات الصباح الباكر"، مبينًا أن الاحتلال دمر أكثر من نصف المنازل بالمنطقة.

وتابع: "الرصاص كان يتطاير في كل مكان، والقذائف لم تتوقف ولو لدقيقة واحدة، ولم نتوقع للحظة واحدة أن نخرج أحياء"، لافتًا إلى أنهم استغلوا فرصة توقف القصف الإسرائيلي للهروب من المنطقة نحو وسط القطاع.

وأشار الطويل إلى أن "وصول سيارات إسعاف بالصدفة للمكان كانت سببًا في نجاة عائلته والنازحين بمنزله، فيما لم يتمكنوا من إجلاء الضحايا الخمسة وتركوهم في المنزل"، مبينًا أنه بسبب القصف المستمر لم يتمكنوا من دفنهم أيضًا.

أخبار ذات صلة

انتحار جندي إسرائيلي دُعي للعودة إلى رفح

توقف الخدمات الطبية

من جانبه، أكد مدير مستشفى أبو يوسف النجار، مروان الهمص، صعوبة الوصول إلى الضحايا والمصابين بمدينة رفح بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني عرضة للاستهداف حال أقدمت على ذلك.

وقال الهمص، لـ"الخليج الان"، إن "المدينة مخلاة بالكامل من الطواقم الطبية والدفاع المدني، والخدمة الطبية متوقفة تمامًا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بالمدينة"، لافتًا إلى أن هناك المئات من المصابين والضحايا بشوارع رفح.

وأشار إلى أن "المطلوب العمل بشكل حثيث من أجل السماح للطواقم الطبية بالعمل في المدينة، خاصة أن توقف الخدمات الطبية سيكون له تداعيات كارثية للغاية"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يواصل بشكل متعمد استهداف الطواقم الطبية والإغاثية.

Advertisements