الارشيف / عرب وعالم

بعد تهديده واشنطن وحلفاءها.. هل يضغط بوتين على "الزر النووي"؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 08:17 مساءً - تاريخ النشر: 

06 يونيو 2024, 4:58 م

هو تصعيد لا تحمد عقباه، وإن تطبيقه يمثل خطوة فارقة في ساحة الصراع الروسي الأمريكي، بوتين يهدد بنشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات لموسكو بأسلحة غربية بعيدة المدى.

تصعيد حمّال وجه واحد، ولا يمكن له إلا أن يجر معه توسعا لرقعة الصراع، فهو في تعريف الحروب زج علني لأمريكا في التنازع الدائر عسكريا، لكن من بوابة أمريكا نفسها، حيث إن الصواريخ وإن وضعت بحسب الكلام الروسي على مسافة قريبة من واشنطن، فإن استخدامها قد يكون واردا إذا ما ضربت الأسلحة الغربية العمق الروسي، أما وفيما يلي فإن حربا عالمية قد تشتعل.

ألمانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة وغيرها، دول كانت قد سمحت لكييف باستخدام أسلحة غربية على المناطق الحدودية الروسية للدفاع عن خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، ليأتي كلام بوتين على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي واضحا فيما يتعلق بإمكانية استخدام النووي عند الشعور بالخطر ويدحض أهمية ما يُشاع عن مؤتمرات سلام قريبة ستخفف وطأة الحرب، كمؤتمر سويسرا وغيره، فأي سلام هذا والعقيدة النووية حاضرة ومعها تحضيرات كييف لضرب العمق الروسي؟ مع تأكيدات روسية بأن تدمير العلاقات بين موسكو وبرلين قد يحدث في اللحظة التي تقرر فيها الأخيرة السماح لكييف بضرب منشآت روسية بأسلحة ألمانية.

إن حصول روسيا على بيانات موثوقة تؤكد عزم جهة ما إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها، أو تعرضها لهجوم بأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل أو سلاح غير تقليدي، أو حتى وإن كان تقليدا لكنه يهدد وجود الدولة، إضافة لحال تعرض مواقعها الحكومية أو العسكرية الحساسة لهجوم ما، كل ما سبق شروط إن تحققت، فإن استخدام النووي مشروع وفق العقيدة الروسية النووية، لتبقى حقيبة بوتين السوداء خطرا مغلقا، ستغير خريطة العالم إن فُتحت.

Advertisements