الارشيف / عرب وعالم

"صانعة الملوك".. ما سرُّ نفوذ "ميلوني" في البرلمان الأوروبي؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 07:10 مساءً - تاريخ النشر: 

06 يونيو 2024, 3:46 م

عندما أصبحت جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا، في أكتوبر 2022، بدت كأنها كابوس على الاتحاد الأوروبي.

كانت ميلوني زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" ذي الجذور الفاشية، تنتقد الاتحاد الأوروبي بقوة، حتى أنها العام 2019 خلال مؤتمر للمحافظين في الولايات المتحدة هتفت: "أسقطوا هذا الاتحاد الأوروبي".

لكن المفاجأة جاءت بعد تولّيها المنصب إذ أثبتت ميلوني، على الأقل ظاهريًا، أنها أوروبية بنَّاءة وفق ما يرى المراقبون، الذين يقولون إن ذلك يعود جزئيًا إلى حاجة إيطاليا للمليارات في مرحلة ما بعد التعافي من كوفيد-19، وأيضًا ربما لأن ميلوني تلعب لعبة طويلة الأمد.

نفوذ "ميلوني" قد يتعزز بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي قد تشهد صعود المزيد من القوميين والمحافظين واليمينيين المتطرفين إلى البرلمان.

و بعد مغازلة "ميلوني" من قِبل اليمين المتشدد المنقسم بعمق ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، برزت ميلوني كصانعة ملوك محتملة يمكن أن تؤثر على اتجاهات الاتحاد الأوروبي في قضايا رئيسة عدة.

حتى خصوم ميلوني يعترفون أنها تعاملت بذكاء.. أول زيارة خارجية لها كانت إلى بروكسل، حيث أظهرت إيجابية، وبدأت تلعب دورًا أساسًا في تأمين اتفاق طال انتظاره بشأن مسألة اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي رافقت فون دير لاين في 3 زيارات إلى شمال أفريقيا، ووقعت اتفاقات مع مصر، وتونس، للمساعدة في إبطاء تدفق المهاجرين.

دعمها القوي لأوكرانيا، على عكس شخصيات يمينية أخرى كمارين لوبان، جذب انتقادات روسية وجعلها تبدو مختلفة عن بقية اليمين المتطرف.. حتى أنها ساعدت في إقناع هنغاريا بالسير في ركب الاتحاد، حتى صارت تُعرف بـ"الهامسة في أذن أوربان".

ميلوني لعبت دورًا ملموسًا في مسرح الاتحاد الأوروبي، بينما تواصل حروبها الثقافية في الداخل ضد الصحافة المستقلة، وزواج المثليين وحقوقهم.. ورغم دعوات من شخصيات مثل لوبان وأوربان لتوحيد جهود القوميين الأوروبيين واليمين المتطرف، فإن الانقسامات خاصة حول أوكرانيا تجعل ذلك غير مرجح.

إذا نجحت ميلوني في بناء جسر بين محافظي أوروبا وجزء من يمينها المتشدد، فإنها قد تؤثر في تغيير اتجاه الاتحاد الأوروبي في كثير من القضايا الحيوية.

Advertisements