محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 02:21 مساءً - يبقى الجانب الفلسطيني من معبر رفح بلا سيناريو واضح لإدارته، بعد نحو شهر من اجتياح الجيش الإسرائيلي له، بالتزامن مع إعادة احتلال كامل لمحور فيلادلفيا على الشريط الحدودي مع مصر، والبدء ببناء منطقة عازلة في عمق مدينة رفح.
ووفق التقارير الإسرائيلية، يرفض مجلس الحرب الإسرائيلي رفضًا قاطعًا عودة حركة حماس لإدارة المعبر الحدودي وكذلك يرفض عودة السلطة الفلسطينية لاستلام الإدارة بحسب ما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة صحفية.
الخبير في الشأن السياسي الدولي الدكتور رائد نجم، قال إن نتنياهو يعد أن سيطرته على معبر رفح البري هي إحدى أبرز الأوراق التي بات يضغط بها تجاه حركة حماس سواء أكان عسكريًّا على الأرض أم سياسيًّا في جولات المفاوضات.
وأضاف نجم لـ"الخليج الان"، أن المعبر يشكل أحد رموز السيادة بالنسبة لحكم حركة حماس، وهو ما يفسر الإصرار على عودة معبر رفح لإدارته السابقة، ومن ثم التوافق على وضع ترتيب معين بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.
وتابع: "تقوم الولايات المتحدة بزيادة الضغط على إسرائيل من أجل القبول بإعادة تسليم المعبر للسلطة الفلسطينية ولكن مع الرفض التام، جرى التوصل إلى حل وهو الانسحاب من المعبر وتسليمه إلى جهة فلسطينية ليس لها أي علاقة في حركة حماس أو الجماعات المسلحة وكذلك بالنسبة للسلطة الفلسطينية".
أخبار ذات صلة
هل توافق إسرائيل على وجود السلطة الفلسطينية في رفح؟
وأوضح الخبير السياسي أن اسرائيل تحاول أن تتنصل من أي اتفاق أو أي استحقاق سياسي قد يكبلها مستقبلًا، ويمنعها من فرض سيطرتها العسكرية والأمنية على معبر رفح.
ولفت إلى أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على معبر رفح البري وعلى محور فيلادلفيا المحاذي له والذي يصل طوله لـ14 كيلو مترًا، تشير إلى أن اسرائيل تعد ذلك تحقيقًا لأحد أهداف الحرب، وهو إنهاء حكم حركة حماس في غزة، وأي تساهل في ذلك سيكون فشلًا ذريعًا للحرب.
ومن جهته قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن احتلال معبر رفح البري إلى جانب محور فيلادلفيا تسبب بإحداث شرخ كبير مع الجانب المصري الرافض لاحتلال معبر رفح وكذلك الرافض للتعامل مع الجيش الإسرائيلي داخل المعبر.
وتابع، أن عمليات تبادل إطلاق النار بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي من داخل معبر رفح بجانبيه الفلسطيني والمصري تؤكد حالة الاحتقان غير المسبوقة بين الجانبين إلى الحد الذي جرى فيه وضع معاهدة "كامب ديفيد" على الطاولة.
أخبار ذات صلة
الجيش المصري يحقق في مقتل أحد جنوده برفح
وأشار الباحث السياسي إلى أن حركة حماس باتت تدرك نية الإسرائيلي في إنهاء حكمها تمامًا في القطاع، ولذلك وللوصول إلى حلول وسط يستطيع الوسطاء من خلالها مساعدتها في تحقيق هذه الحلول عدم ممانعتها لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح وفق اتفاق 2005 مع الجانب المصري وبرعاية أمريكية.
وأوضح، أن السلطة الفلسطينية أيضًا لا تسارع لتحمل المسؤولية عن القطاع، خصوصًا ببنية تظهرها خاضعة لتعليمات الجيش الإسرائيلي ودون أدوات سيطرة وإدارة مناسبة ترسخ سيطرتها.
ووضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس شرطًا رئيسًا لاستعداده لإدارة غزة، وبحسبه يجب أن تكون هذه الخطوة ضمن صفقة سياسية واسعة تضمن الحل السياسي للقضية الفلسطينية.
أخبار ذات صلة
عباس: الوضع في رفح خطير وإسرائيل تفرض التهجير القسري