محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 01:10 مساءً - مع تزايد التصعيد على الحدود مع إسرائيل، تسود حالة من القلق في لبنان، من انفلات قد يحوّل الاشتباكات المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى حرب مفتوحة بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، بحسب محللين.
أخبار ذات صلة
وزير خارجية إيران بالوكالة في أول جولة تقوده إلى لبنان وسوريا
القرار في طهران
وقال المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري لـ"الخليج الان"، إن "جميع المساعي الدولية التي تحركت نحو لبنان لضبط النفس، باءت بالفشل؛ لأن القرار ليس في بيروت بل في طهران".
ويرى العاقوري أن مساعي الهدنة في غزة "ليست على صلة بالواقع اللبناني على الأقل من جانب إسرائيل، رغم تمنيات حزب الله بتوقف الحرب وعدم الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة".
وأشار إلى أن "حزب الله تدخل في الحرب تحت شعار إسناد غزة، ولم يتم حماية القطاع أو إشغال إسرائيل وردعها عن الاعتداء على لبنان".
وأكد أن "المطلوب من قبل حزب الله ومن ورائه المحرك الأساسي إيران، عدم الانجرار نحو حرب مفتوحة في المنطقة، في ظل سعي إسرائيل إلى ضمان أمن المستوطنات الحدودية الشمالية، التي أضحت تحت تهديد نيران حزب الله".
أخبار ذات صلة
إسرائيل: سننسخ حرب غزة في لبنان إذا صعّد حزب الله
تصعيد مؤقت
ومن جهته، رجح السياسي اللبناني، عدنان الحكيم، أن " تحمل المرحلة القادمة ملامح تصعيد مؤقت، يتحول إلى ثبات وهدنة والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على مختلف الجبهات، في ظل الضغوط التي يمارسها الغرب".
وقال الحكيم، لـ"الخليج الان"، إن "الغرب سيمنع إسرائيل من فتح جبهة جديدة مع حزب الله، بعد تأزم الأوضاع في قطاع غزة؛ ما يمهد الطريق نحو قبول اقتراح الهدنة الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن".
وبدوره، يتوقع المحلل السياسي، إبراهيم ريحان، أن تنعكس أي هدنة مقبلة في قطاع غزة على لبنان، لكنه لم يستبعد احتمال توسع المواجهة في حال استمرار الحرب مع بدء العام الدراسي في إسرائيل، واقتراب موعد الانتخابات الأمريكية.
وأشار ريحان، في حديث لـ"الخليج الان"، إلى "وجود حالة تخبط في الداخل الإسرائيلي، بعد أن طالب الوزير بيني غانتس بإعادة الاستقرار إلى الشمال عسكريا أو دبلوماسيا، وما رشح من تسريبات عن عدم رغبة الجيش بخوض حرب مع حزب الله".
أخبار ذات صلة
استعداداً لـ"حرب واسعة".. إسرائيل تعتزم نشر 50 ألف جندي على حدود لبنان
إسرائيل جهزت الخطة
وفي السياق ذاته أفاد الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني، العميد الركن هشام جابر، بأن إسرائيل جهزت خطة للقيام بعملية عسكرية واسعة على جنوبي لبنان.
وأوضح جابر لـ"إرم"، أن فتح الجبهة الواسعة على لبنان من جانب إسرائيل عبر المواجهة مع ميليشيا "حزب الله"، تعد عملية خطيرة جدا، يتحمل مسؤوليتها الذي سينزع فتيلها.
ولفت إلى أن ميليشيا "حزب الله" لا يمكن أن تكون صاحب البداية، تحسبا من تحمل مسؤولية خراب لبنان أمام الداخل، وإذا قام الجانب الإسرائيلي بهذه المغامرة، فسيتحمل مسؤولية الدمار الذي من المتوقع أن يلحق بإسرائيل في الداخل، وهو يدرك ذلك.
وأكد جابر أن المشكلة الأكبر تتعلق بأنه في حال نشوب هذه الحرب، ستتوسع لتصبح حربًا إقليمية خلال أسبوع واحد، وذلك في حال إغلاق منتظر في هذا التوقيت من جانب ميليشيا "الحوثيين" لمضيق "باب المندب"؛ ما سينتج عنه تدخل أمريكي وتورط إيراني.
وتابع، أن "الحرب الإقليمية لا تريدها أمريكا أو إيران، ولكنها مثل كرة الثلج تتدحرج".
وشدد جابر على أنه في حال عدم توسعة إسرائيل للجبهة مع جنوبي لبنان، سيكون ذلك مرتبطا بعدم جر ميليشيا "حزب الله" إلى أي مواجهة، ينتج عنها استهداف "حيفا أو "تل ابيب"، كونهما بمثابة خطوط حمراء لإسرائيل.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا كبيرا بين الميليشيا والجيش الإسرائيلي، وتبادلا للقصف أسفر عن سقوط قتلى في لبنان، واشتعال حرائق واسعة في شمالي إسرائيل جراء سقوط قذائف.