محمد الرخا - دبي - الأربعاء 5 يونيو 2024 02:35 مساءً - تعيش المحافظة الوسطى في قطاع غزة "دير البلح"، ظمًأ غير مسبوق مع شح المياه بسبب تضاعف أعداد النازحين إليها والقصف الإسرائيلي لموارد المياه الرئيسة فيها.
وبحسب مسؤولين محليين، فإن أزمة نقص المياه الشديدة بنوعيها الصالحة للشرب، والمستخدمة للأغراض الأخرى تعود لأسباب أهمها تدمير عدد من مصادر المياه في تلك المحافظة بفعل القصف الإسرائيلي المستمر بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من النازحين الذين لجأوا إليها؛ بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في المحافظات الأخرى.
رئيس بلدية النصيرات في المحافظة الوسطى إياد المغاري أكد أن المحافظة تعيش أزمة مياه غير مسبوقة جرّاء قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف محطات الآبار في المحافظة بالإضافة إلى توقف بعضها عن العمل بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.
وأضاف المغاري في حديث لـ"الخليج الان"، أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مصادر المياه الرئيسية للمحافظة، ونزوح قرابة نصف مليون مواطن إلى المحافظة، ولا سيما بعد الإعلان عن عملية عسكرية في رفح، كانت أبرز أسباب شح المياه في المحافظة.
السير لعدة كيلو مترات
وتابع، يضطر المواطنون الآن إلى السير عدة كيلو مترات للحصول على غالون مياه سواء صالح للشرب أم غير صالح، وبأضعاف ثمنه الأصلي إلى جانب عدم مقدرتهم أحيانًا على توفيره.
وأوضح رئيس البلدية أن الطواقم الفنية المختصة في قسم توفير المياه تعاني من ضغط هائل بسبب قلة الإمكانيات المتوفرة وكذلك الموارد المتاحة مقارنة بحجم الطلب الضخم والاحتياج الكبير للمواطنين ولا سيما مع ازدياد عددهم بشكل لا يتناسب مع هذه الإمكانيات.
ولفت: "اضطرت الطواقم العاملة قدر الإمكان إلى تنظيم جدول، إذ تقوم البلدية بتوفير خط مياه لكل منطقة أسبوعيًا، إذ تحصل كل منطقة من المحافظة على المياه مرة واحدة في الأسبوع لعدة ساعات فقط وهذا غير كافٍ نهائيًا بالنسبة لهم".
وأشار المغاري خلال حديثه، إلى أن القصف الإسرائيلي طال عدة محطات مياه من بينها محطات تحلية ودمرها بشكل كامل في تعمد واضح لحرمان الغزيين من أبسط حقوقهم في الحصول على المياه، كما أنه أوقف إدخال الوقود اللازم لإعادة تشغيل عدد من المحطات بهدف تخفيف الأزمة مما فاقم حجم الكارثة بشكل لا يمكن وصفه.
أزمة مياه خانقة
ووفق مسؤول البلدية؛ فإن طواقم البلدية غير قادرة على إعادة إصلاح بعض مما دمره القصف الإسرائيلي، بسبب استهداف الطائرات الإسرائيلية لهذه الطواقم كما حصل في عدة مناسبات؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم في أثناء تأديتهم مهام رسمية.
من جهته، قال محمد اللوح وهو صاحب شاحنة توزيع مياه خاصة أن المحافظة تعيش أزمة مياه خانقة وغير مسبوقة، أثرت على القطاع الخاص بشكل كبير.
وأضاف اللوح لـ"الخليج الان"، لم يعد بالإمكان توفير المياه للمواطنين كالسابق إذ كنت أبيع في اليوم الواحد قبل الحرب الإسرائيلية حمولة 10 شاحنات يوميًا، واليوم أنا بالكاد أستطيع توفير شاحنتين.
وتابع: "لا يمكن وصف حجم ندرة المياه بالمحافظة، الذي انخفض إلى ما نسبته 30٪ مما كان عليه قبل الحرب، أضف إلى ذلك عدد النازحين الهائل للمحافظة وازدياد الطلب بأكثر من 10 أضعاف".
وأشار اللوح خلال حديثه إلى أن كوب الماء الواحد غير الصالح للشرب والمستخدم في الأعمال المنزلية أصبح 5 أضعاف ثمنه في السابق؛ مما زاد من حجم الضغط علينا، لا سيما مع الزبائن الذين اعتادوا على سعر معين في الأوقات السابقة.
وأوضح، كنّا في السابق نقوم بتعبئة المياه من عدة محطات مختلفة ولكن الآن هناك محطتين فقط في أنحاء المحافظة جميعها، تتعرضان إلى ضغط هائل بسبب كثرة أعداد الشاحنات ما يسمح لك بنقل شاحنتين أو ثلاث يوميًا على أعلى تقدير.