محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 4 يونيو 2024 07:14 مساءً - يرى محللون سياسيون أن تمسك الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، باستمرار الحرب كإستراتيجية أساسية لاستعادة المحتجزين من قطاع غزة، يأتي بهدف الحفاظ على الائتلاف الحكومي وتحقيق مكاسب في أي انتخابات مقبلة.
وتضغط الأحزاب اليمينية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرفض المقترح الأمريكي بشأن التهدئة في غزة، وتهدد بتفكيك الائتلاف في حال تم التوصل لاتفاق مع حماس، مطالبين بمواصلة الضغط العسكري على الحركة لاستعادة المحتجزين.
وهدد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بحل الحكومة في حال دفع نتنياهو باتجاه إبرام صفقة مع حماس، وهو ذات الموقف الذي اتخذه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
أهداف انتخابية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أيمن يوسف، أن "اليمين الإسرائيلي لا يولي أي أهمية لملف المحتجزين في غزة، والهدف الأساسي بالنسبة له استمرار الحرب، خاصة وأنه يدرك إمكانية خسارته للحكم في حال تم التوصل لصفقة تبادل أسرى".
وقال يوسف، لـ"الخليج الان"، إن "تهديدات اليمين تأتي في إطار سعيه لضمان استمراره بالحكم وإنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، علاوة على رغبته في إطالة أمد الحرب بما يضمن لقادته تحقيق أهدافهم المرتبطة بغزة والضفة الغربية".
وأضاف: "الضغط العسكري على حماس يضمن لأحزاب اليمين البدء بمخططات تتعلق بضم الضفة الغربية، ويمكن أن يؤدي لعودة المستوطنات للقطاع، علاوة على أنه يحول دون إمكانية مطالبة الفلسطينيين بإعلان دولتهم".
وأشار إلى أن "ذلك يأتي في إطار الدعاية السياسية لتلك الأحزاب، من أجل ضمان نجاحها في أي انتخابات مرتقبة للكنيست، سواء كانت مبكرة أو في موعدها الطبيعي"، مبيناً أن تلك الأحزاب ستكون بحاجة للتصريحات والمواقف لكسب تأييد الجمهور الإسرائيلي.
وبين أن "مواصلة القتال في غزة تمكن اليمين من تأجيل الخلافات العميقة مع قادة الجيش وأحزاب المعارضة، خاصة ما يتعلق بتجنيد الحريديم (اليهود المتشددين)"، لافتاً إلى أن احتلال غزة وعدم الانسحاب منها هدف إستراتيجي لتلك الأحزاب.
ثلاثة أهداف
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "اليمين الإسرائيلي لا يعطي أولوية لملف المحتجزين بغزة، ويعتبر عودته في إطار اتفاق مع حماس هزيمة كبيرة ستحول دون استمرار حكم ائتلاف نتنياهو".
وأوضح شلحت، في حديث لـ"الخليج الان"، أن "الأحزاب اليمينية تسعى من خلال الضغط العسكري لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة"، مبيناً أن استمرار الحرب بغزة لسنوات سيحقق لائتلاف نتنياهو مكاسب سياسية كبيرة.
وقال شلحت، إن "الهدف الأول هو إطالة أمد الحرب، وإعادة احتلال كامل القطاع بما يضمن تمرير مخططات مصادرة الأراضي بالضفة وغزة"، مبينا أن أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين منحت اليمين فرصة استثنائية لتمرير تلك المخططات.
وأشار إلى أن "الهدف الثاني يتمثل في القضاء على حكم حماس، وبالتالي تعزيز نفوذ اليمين بالشارع الإسرائيلي، وكسب المزيد من الأصوات بما يضمن لقادته مستقبلهم السياسي، ويطيل أمد سيطرتهم على الحكم".
أما الهدف الثالث بحسب شلحت، "هزيمة أحزاب المعارضة التي تطالب بإسقاط الائتلاف الحكومي، خاصة وأن تلك الأحزاب هي التي دعمت المظاهرات المناهضة للحكومة"، مبينا أن اليمين الإسرائيلي في حال استمرار الحرب سينجح في فرض سياساته على إسرائيل.
ووفق المحلل السياسي، فإن "إسرائيل أمام أكبر مأزق سياسي في تاريخها، وأن مخططات اليمين ستكون سبباً في عزلتها الدولية"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ستضغط من أجل منع استمرار الحرب وإسقاط الائتلاف الحالي.