الارشيف / عرب وعالم

"تقدم" تبدأ تحركات عملية لوقف الحرب في السودان

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

محمد الرخا - دبي - الاثنين 3 يونيو 2024 11:13 مساءً - بدأت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تحركات عملية لتنفيذ رؤيتها الداعية لوقف الحرب في السودان، وسط توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة عودة طرفي الصراع لمنبر جدة لاستئناف المفاوضات.

وكانت "تقدم" اعتمدت خلال مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد مؤخراً في العاصمة الإثيوبية، رؤية سياسية لوقف الحرب في السودان، وعودة مسار الحكم الانتقالي المدني.

واليوم الإثنين، بحث وفد من "تقدم" مع الآلية الثلاثية الرفيعة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، سبل وقف الحرب بالسودان.

وترأس وفد "تقدم" نائب الرئيس الدكتور الهادي إدريس، إضافة إلى عضوية هيام بشري الصديق الصادق المهدي، وأسماء محمود محمد طه، وبكري الجاك، بينما ترأس وفد الآلية الثلاثية السفير محمد شمباس وسيمبوسا وواندير.

دخان يتصاعد بسبب الحرب في السودانمتداولة

خطاب التخوين

واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، أن الرؤية التي قدمتها "تقدم" تُعد واحدة من المخرجات الجيدة، لأنها تبنت وقف الحرب، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتم عبر مسارين، هما التحشيد الدولي والإقليمي للاستماع لرؤية وقف الحرب والضغط على طرفيها لأجل العودة إلى طاولة التفاوض، والعمل الجماهيري عبر التوعية والتحشيد لصالح وقف الحرب.

وقال برغوث، لـ"الخليج الان"، إن على "تقدم" أن تبدأ من الآن عملية التحشيد الجماهيري لتشكيل أكبر كتلة جماهيرية للضغط على الأطراف المتصارعة لوقف الحرب.

وأكد أن مسار التحشيد الجماهيري لصالح رؤية وقف الحرب يعد الخيار الحاسم في فرض رؤية "تقدم"، بيد أنه من غير الممكن تنفيذ ذلك داخل السودان حاليًا، بسبب ارتفاع حدة التخوين لدى أنصار الجيش ضد كل من يدعو لوقف الحرب.

وأشار إلى أن خطاب التخوين ضد من يرفضون الحرب، تصاحبه اعتقالات ومضايقات وتصفيات بعد اتهامات بالانتماء لقوات الدعم السريع، موضحا أن ذلك "قد لا يساعد على التحشيد الجماهيري لصالح وقف الحرب، لكن يجب أن يبدأ التحشيد في المنافي بين اللاجئين، على أن يأتي لاحقًا دور من في الداخل".

وأكد برغوث أن المجتمع الدولي والإقليمي يستمع لـ "تقدم" بصورة جيدة، إذ يجد خطابها الداعي لوقف الحرب آذانًا صاغية لدى الفاعلين الدوليين، وهو ما يساعدها في فرض رؤيتها، وفق قوله.

ونوه إلى أن الوضع معقد، وأن السودان يتجه نحو خيارات صعبة، بيد أن رؤية "تقدم" تعتبر بارقة أمل، وقد تنجح بالتعاون مع أطراف أخرى في وقف الحرب، والعودة لمسار الانتقال الديمقراطي عبر طاولة التفاوض، وعودة الجماهير مجددًا لطرح القضايا الأكثر تعقيدًا التي قادت لهذه الحرب، وفق قوله.

عناصر من قوات الدعم السريع

عناصر من قوات الدعم السريعأ ف ب

آليات غائبة

ومن جهته، يقول المحلل السياسي، علي الدالي، إن "كل التوصيات التي خرج بها مؤتمر "تقدم" التأسيسي ممتازة ومطلوبة لوقف الحرب، لكن تظل الآليات الغائبة عقبة أمام تنفيذ المخرجات والرؤى المطروحة".

وأضاف الدالي، لـ"الخليج الان"، أن "تقدم" لا تمتلك حاليًا أي آليات لفرض رؤيتها على أرض الواقع المأزوم، ما لم تجد مساعدة من المجتمع الدولي والإقليمي، في الضغط لوقف الحرب.

وأشار إلى أن "تقدم" كانت تمتلك آلية تحريك الشارع للضغط على الأطراف التي تعترض أجندتها، بيد أن الشارع الآن موزع بين النزوح واللجوء، ومنهك في توفير احتياجاته الحياتية.

ودعا الدالي إلى "تفعيل آلية الشارع من خلال خطاب إعلامي واسع لبث روح الثورة من جديد داخل الشارع السوداني ورفض الحرب"، مشيرًا إلى أن ذلك يحتاج إلى جهد كبير، لكنه مطلوب.

وأكد أن على تقدم أيضًا أن توسع قاعدة التحالف ليضم أكبر قوى سياسية من المناهضين للحرب، عدا حزب المؤتمر الوطني المنحل، ودعاة الحرب، لأنهم يتبنون رؤية مناهضة لما تتبناه "تقدم"، وفق تعبيره.

وأضاف أن "وقف الحرب أخطر من تجربة إسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويحتاج إلى عمل كبير لإقناع الطرفين بالذهاب إلى التفاوض عبر الضغط الدولي والإقليمي وعبر حراك الشارع".

وأوضح الدالي أن أبرز التحديات التي تواجه فرض رؤية "تقدم" تتمثل في دعاة الحرب داخل الجيش السوداني وعناصر النظام السابق، مشيرًا إلى بروز لوردات وأمراء حرب يشعلون نيرانها ويرفضون أي توجه لوقفها.

سودانيون ينزحون من ويلات الحرب

سودانيون ينزحون من ويلات الحربرويترز

حوار سوداني

وأعلن الاتحاد الأفريقي، اليوم الإثنين، أنه بصدد التحضير لحوار شامل بين السودانيين خلال الأسابيع المقبلة، بهدف التوصل لتوافقات لإنهاء الحرب، واستئناف عملية الانتقال السياسي.

جاء ذلك عقب لقاء وفد من "تقدم" مع الآلية الثلاثية الرفيعة للاتحاد الأفريقي برئاسة السفير محمد شمباس وسيمبوسا وواندير، بالعاصمة الإثيوبية.

وقالت التنسيقية، في تصريح صحفي، إن وفد الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي أبلغ وفد "تقدم" بالجهود المبذولة للوصول لتفاهمات لإيقاف الحرب، عبر حل سياسي شامل متفاوض عليه بواسطة السودانيين أنفسهم.

وذكرت أن الاتحاد الأفريقي يعمل على توحيد الجهود الساعية للسلام ضمن منبر واحد، مؤكدًا أن "منبر جدة"، هو الوحيد والفاعل حاليًا من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار".

وأوضحت أن "وفد الآلية الرفيعة أكد أن الاتحاد الأفريقي على وشك إقامة حوار شامل بين السودانيين في الأسابيع القادمة".

أخبار ذات صلة

الجيش السوداني يعرقل سفر مشاركين في مؤتمر "تقدم" بإثيوبيا

وقدم وفد "تقدم" تصورًا شاملًا للآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي عن الأوضاع المأساوية لأحوال السودانيين في مناطق الحرب والنزوح واللجوء، خصوصًا اتساع رقعة الحرب، وخطر المجاعة الذي أصبح أمرًا واقعًا وحقيقيًا.

كما قدم الوفد شرحًا مفصلًا للرؤية السياسية لـ"تقدم"، وعن خطط الدعوة لمؤتمر المائدة المستديرة للقوى الرافضة للحرب والداعمة للانتقال المدني الديمقراطي، للوصول إلى رؤية حول إيقاف الحرب قبل الذهاب إلى عملية سياسية ترتب أوضاع البلاد بالتزامن مع وقف إطلاق النار.

وكانت تنسيقية "تقدم" عقدت خلال الفترة من 26 – 30 مايو/أيار الماضي مؤتمرها التأسيسي بالعاصمة الإثيوبية، بمشاركة نحو 600 مشارك من مختلف التنظيمات السياسية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني.

وأجاز مؤتمر "تقدم" رؤية سياسية لإيقاف الحرب وتأسيس الدولة واستكمال الثورة، ترتكز على أسس وقف الحرب وإعادة الأمن والاستقرار وعودة النازحين، ووحدة السودان، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع.

وأقر المؤتمر أيضًا تأسيس وبناء جيش قومي مهني واحد لا يتدخل في السياسة والاقتصاد، لوقف الحروب وإغلاق طرق الانقلابات العسكرية.

وقرر المؤتمر البدء بالتحضير لمائدة مستديرة للسودانيين من قوى الثورة والتغيير، والقوى الرافضة للحرب والمؤمنة بالتحول الديمقراطي، عدا المؤتمر الوطني المنحل ووجهاته.

Advertisements