الارشيف / عرب وعالم

صبحي توفيق يروي لـ"الخليج الان" كواليس وفاة عازف من فرقته

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الاثنين 3 يونيو 2024 09:03 مساءً - فاجعة كبيرة ضجّ بها الوسط الفني اللبناني بوفاة عازف الإيقاع نديم فرح على المسرح في حفل غنائي لمواطنه المطرب صبحي توفيق في "البترون".

وتواصل "الخليج الان" مع صبحي توفيق للتعرف على كواليس ما جرى، وقد تصادف الأمر مع سفره إلى بلغاريا من أجل تجديد إقامته حيث أجرى حديثه مع الموقع من هناك.

ولم يستطع توفيق حضور مراسم الدفن والعزاء بزميله الراحل، وكلف شقيقه ومدير أعماله وآخرين بالحضور بدلا عنه.

وتحدث توفيق عن الكثير من التفاصيل الخاصة حول كواليس ما جرى على المسرح، والاستمرار في الغناء دون العلم بوفاة العازف، وعلاقته الإنسانية به وكواليس هذه الفاجعة والموقف الصادم.

صبحي توفيق والعازف الراحل نديم فرحمتداولة

وقال توفيق: مرت حوالي 45 دقيقة من الصعود للغناء على المسرح وكانت حفلة كبيرة للغاية موجود بها 1000 شخص، كانت عيوني وأحاسيسي مع الجمهور الذي جاء لحضور الحفل، وفجأة وجدت الفرقة توقفت عن العزف ومن ثم قمت بالالتفات لهم للتعرف على أسباب التوقف، ونظرت لنديم ولاحظت أنه متكئ أو مُستلقٍ على الكرسي الذي يجلس عليه، في مشهد صعب للغاية.

كنت أحسب أنه غاب عن الوعي أو لم يتناول الطعام، ولم يخطر في بالي إطلاقا أنها قد تكون جلطة.

صبحي توفيق

وأضاف: كنت أحسب أنه غاب عن الوعي أو لم يتناول الطعام، ولم يخطر في بالي إطلاقا أنها قد تكون جلطة. كانت معي زجاجة ماء وبدأت أسكب عليه بعض القطرات كي يستفيق ولم يحصل ذلك. وطلبت من الحاضرين إذا كان بينهم أطباء وعلى وجه السرعة ركض طبيبان لفحص نديم على المسرح.

وأضاف: لم يقل الطبيبان أي شيء، وكان بينهما حديث بهمسات وصوت غير مسموع. سألت أحدهما للاطمئنان على نديم فأجابني بأنه ما زال يتنفس، ثم طلب الصليب الأحمر من أجل نقله إلى المستشفى، ولم أكن أتخيل أنه قد توفي وهو على المسرح لأن الأطباء لم يقولوا لنا ذلك.

ونوه إلى أنه واصل الغناء على المسرح بعد التساؤل عن حالة نديم الصحية، وقال: "أجابوني بأنه يعاني من مرض السكري، لذا اعتقدت أنها غيبوبة أو نوبة سكري تعرض لها".

وواصل: لم أطل كثيرا في الغناء على المسرح لأنني كنت مصدوما رغم أنني قبل السهرة كنت أتواصل مع منظمي الحفل بشأن تفاصيل الوقت وعدد الساعات التي سأكون حاضرا خلالها للغناء على المسرح خصوصا أنني أول مطرب يتم استدعاؤه للغناء في هذا المهرجان مرتين على التوالي، حيث إنه كل عام يتم تقديم فنان ومطرب آخر".

وتابع: "كان هناك حضور كبير وكنا نتحدث عن إطالة الحضور على المسرح حيث كان مقررا لي أن أغني ساعتين ونصف الساعة ومن حبي لهذا الحفل والمهرجان قلت لهم إنني مستعد للغناء لثلاث ساعات، لكن بعدما وقع هذا الموقف واصلت السهرة لكن تفكيري وعقلي كانا يدوران بفلك آخر وهو ما حدث مع نديم".

وأوضح قائلاً: انتهت السهرة وأخبروني بوفاة نديم. ذهبت للمستشفى وعرفت أنه قد توفي من قبل وصوله إلى المستشفى. أدعو له بالرحمة ولعائلته بالصبر، حيث إن لديه ثلاثة أبناء، ووفاته فاجعة كبيرة للغاية.

لو عرفنا بخبر وفاته لما أكملنا الحفل.

صبحي توفيق

وبسؤال توفيق عن خليط المشاعر الذي صاحبه ما بين ارتقاب نجاح حفلته وفاجعة وفاة عازف موسيقي من فرقته على المسرح، قال: كنت أشعر بسعادة كبيرة منذ اللحظة الأولى التي صعدت فيها على المسرح ووجدت عددا كبيرا من الجمهور الحاضر، خصوصا في اللون الذي أغنيه والشعور بأن هؤلاء الحاضرين جاؤوا لكي يستمعوا إلى اللون الموسيقي الذي أحبه وأفضله وأقوم بغنائه".

وتابع: "بدأت الأجواء مميزة للغاية مع حماسي من أجل الجمهور الحاضر لأن هذا التزام وواجب بالنسبة لي، لكن ما حدث غير هذا الشعور بالسعادة حتى قبل معرفتي بالوفاة كنت أشعر بالارتباك وعدم التركيز على المسرح مع الجمهور.

وأضاف: واصلت الغناء ولم أكن أعرف بوفاته.. صدقني لو عرفنا بخبر وفاته لما أكملنا الحفل بدافع مني ومن الجمهور بنفسه ومن الجميع كذلك، ولم تكن الأمور هكذا لأنه لم يكن لدينا خبر بأنه توفي.

وبالحديث عن علاقته الإنسانية مع العازف نديم فرح كعضو عامل بفرقته الموسيقية، وعما إذا كانت أحاديث أخيرة دارت بينهما قال: لم تنشأ بيني وبين نديم علاقة إنسانية بكل صدق، رغم أنه صار له أكثر من عام ونصف، لأنك لن تصدق أنني أصل إلى الحفل قبله بقليل وأصعد على المسرح وينتهي الحفل وأغادر".

واستطرد: "كنا نتحادث وأطمئن عليه وعلى عائلته كما أحادث الجميع في الفرقة وأقوم بتحيتهم. لم تكن هناك علاقة شخصية قوية بيننا، ولم أكن أرى نديم إلا على المسرح لأنه كان يسكن في منطقة بعيدة للغاية، وكل حفل يكون له ظروفه، لكن نديم من الأساسيين في فرقتي الموسيقية منذ حوالي عام ونصف".

وفي نهاية الحديث سألنا توفيق عن تقديم المساعدات للعازف الراحل وأسرته من جانب نقابة الموسيقيين فقال: "لا أحب أن أحكي عن هذا الموضوع. لدينا أكثر من نقابة في لبنان، وأنا تابع لنقابة الفنانين المحترفين، ونديم تابع لنقابة الموسيقيين. حقيقة لا أعرف ماذا فعلت النقابة مع نديم وأسرته من تقديم مساعدات، لكن أعتقد أن نقابة الموسيقيين قامت بواجباتها ونحن كذلك.. الله يرحمه مهما فعلنا سنكون مقصرين لأن من فقدوه حقيقة أسرته وعائلته وأدعو الله بالصبر والرحمة لنديم".

وختم: "لكن أقول إن نديم مثله مثل كل الناس الذين يركضون من أجل العمل وتحمل مسؤوليات الأسرة، لم أكن أعرف بوضعه الاجتماعي سواء كان متزوجا أم لا لكن بعد ذلك عرفت أن لديه ثلاثة أبناء".

Advertisements