الارشيف / عرب وعالم

إعدام أحد الوجهاء يسقط خطة إسرائيل لتسليح عشائر غزة

محمد الرخا - دبي - الأحد 2 يونيو 2024 04:10 مساءً - تخلّت إسرائيل عن خطة تسليح العشائر الفلسطينية في قطاع غزة، لاغية من أجندتها فكرة إمكانية أن تحل تلك العشائر مكان حركة حماس، سواء لتولي ملف توزيع المساعدات الإنسانية أو السلطة في اليوم الذي سيلي الحرب.

وبحسب قناة "الآن الـ14" العبرية، اليوم الأحد، فقد تواصلت إسرائيل بالفعل مع عشيرة درمش، ضمن خطتها السرية لإقناع العشائر الفلسطينية بتولي السلطة في غزة عقب سقوط حركة حماس.

سقوط الخطة

غير أن مصدر استخباري إسرائيلي، فضَّل عدم كشف هويته، أخبر القناة أن تلك الخطة أزيلت من جدول الأعمال، في أعقاب قيام الحركة، بإعدام أحد وجهاء عائلة درمش، وبعدها أعلنت جميع العاشر الغزّية أنها تدعم الحركة.

خطة تسليح العشائر في غزة كانت تقضي بمنحها سلطة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية التي ستدخل برًّا وبحرًا بعد إخضاعها للفحص الأمني الإسرائيلي، ونقلها إلى مخازن كبرى وسط القطاع، ومن ثم سيمكن لهذه العشائر تولي السلطة بعد الحرب.

تلك الخطة كانت من بين البدائل التي طرحتها إسرائيل على واشنطن، في ظل الضغوط التي تمارسها الأخيرة على تل أبيب لوضع خطة لإدارة القطاع مستقبلًا.

وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على نظيره الأمريكي لويد أوستن تلك الخطة، خلال زيارته إلى واشنطن في مارس/آذار الماضي. وعوَّلت تل أبيب على موافقة الأمريكيين على إدخال أسلحة خفيفة لتلك العشائر تمكنها من الدفاع عن نفسها.

لماذا درمش؟

مصدر استخباري إسرائيلي قال للقناة، الأحد، إن حماس أعدمت أحد وجهاء عائلة درمش بقطع رأسه، ومن ثم توقفت إسرائيل عن محاولات التواصل مع العشائر. وتبحث إسرائيل حاليًّا عن شخصيات معتدلة في الضفة الغربية يمكن جلبها إلى غزة لإدارة القطاع عقب الحرب، وفق القناة.

وذكر المصدر أن الخطة الإسرائيلية استقرت على عائلة درمش بوصفها الأقوى، ولكن الخطة فشلت بعد قتل كبيرها وكذلك حلفاء له بالقطاع.

وحاولت إسرائيل طوال أشهر إقناع تلك العائلة بتولي السلطة بعد الحرب، إلا أن حركة حماس دخلت في منطقة تقع تحت نفوذها وقطعت رأس قائدها وآخرين، وبعدها أعلنت جميع العشائر الأخرى تأييدها للحركة.

وتقول القناة إن عشيرة درمش، وأصلها تركي، تتواجد عند الحدود بين رفح الفلسطينية ومصر، وإن الأمر كان سيمكنها من السيطرة على عمليات التهريب عبر الأنفاق، وفق رونين سولومون، المحلل الأمني الإسرائيلي، والباحث في ملف العشائر منذ اختطاف الجندي جلعاد شاليط عام 2005.

وأخبر الباحث القناة أنه لا يوجد أي مصدر آخر قوي في رفح أو في جنوب قطاع غزة إجمالًا سوى عائلة درمش.

عدو عدوي

المصدر الاستخباري أشار إلى أن عشائر غزة لديها تأثير كبير على القطاع، كما إن بينها صراعات عميقة، وتحافظ غالبيتها على علاقات جيدة مع حماس.

وأردف أن إسرائيل نظرت إلى عائلة درمش كخيار عملي لاسقاط حركة حماس، من منطلق المثل الشعبي أن "عدو عدوي هو صديقي".

كانت قناة "كان 11"، قالت في مارس/ آذار الماضي، إنه بعد أن اقترحت إسرائيل تولي عشائر من غزة إدارة ملف المساعدات، وصلت تهديدات من حماس لقادة تلك العشائر؛ ما دفع إسرائيل للتفكير في منحها أسلحة شخصية.

وبالتزامن، كانت الحركة أصدرت بيانًا أشادت خلاله بما قالت إنه "الموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة ورفضها التجاوب مع المخططات الإسرائيلية الخبيثة".

ولم تحظَ خطة تسليح عشائر غزة بإجماع داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ شن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، هجومًا على المؤسسة العسكرية، عقب تسريب الخطة.

 وقال بن غفير إنها "ترتكب خطأ جديدًا وتريد أن تُسلّح الغزّيين، ولم تتعلم من دروس الـ 7 من أكتوبر".

Advertisements