الارشيف / عرب وعالم

تحدت الفوضى والانقسامات.. عائلة فنان ليبي تحوّل منزلها متحفاً (صور)

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 07:11 مساءً - للوهلة الأولى، تبدو فيلا الفنان الليبي الراحل علي قانة في ضواحي العاصمة طرابلس دارةً عادية، لكنّها في الواقع زاخرة بأعماله التي تتوزع في أرجاء المنزل، إذ إن عائلته حولّته متحفاً فريداً من نوعه.

ففي الدولة الإفريقية الشمالية التي لا تزال إلى اليوم تعاني الانقسامات والصراعات، "يأتي الفن في المرتبة الأخيرة"، على قول هادية قانة، أصغر أبناء الفنان الأربعة.

ووفق وكالة "فرانس برس"، عملت ابنة الفنان طوال نحو عشر سنوات بمساعدة أصدقاء ومتطوعين على تحويل منزل العائلة، الذي صممه وبناه والدها قبل وفاته في 2006 عن 70 عاماً، إلى "المتحف الأول والوحيد للفن المعاصر في ليبيا".

هادية قانةأ ف ب

ويهدف مشروع "بيت علي قانة"، الذي افتُتِح أخيراً هذه السنة بعد طول انتظار ويعبق بالذكريات، إلى أن يكون عنواناً للأمل في بلد معرّض باستمرار للعنف وعدم الاستقرار، وتعاني فيه الفنون والثقافة إهمالاً كبيراً.

و"يُنظر إلى هذا الأمر على أنه غير ضروري"، بحسب هادية قانة التي لاحظت أن المعارض الفنية في بلدها غالبًا ما تركّز فقط على بيع الأعمال بدلاً من جعل الفن في متناول الجميع.

ويعبر زوار المتحف حديقة خضراء مزهرة ليصلوا إلى المعرض الدائم لنتاج علي قانة، من لوحات ومنحوتات ورسوم تخطيطية، في حين خُصِصَت الغرف الأخرى لإقامة معارض لفنانين آخرين وندوات وورش عمل.

وأشارت هادية قانة إلى أن حاوية شحن قديمة جُهِّزَت لاحتضان فنانين زوار و"منظمي معارض وعلماء متاحف"، يندر في ليبيا أولئك الذين يتمتعون بمهاراتهم.

ومع أن "بيت علي قانة" يبدو غير مرتبط بزمن، وشاءته عائلته واحةً مسالمة للفكر والروح، وضعت هنا وهناك تذكيراً بآلام الحرب.

الأحفاد في المنزل

الأحفاد في المنزلأ ف ب

وتتدلى مثلاً لافتة مرورية أحدث فيها الرصاص ثقوباً من البوابة التي تفصل المتحف عن المسكن الخاص.

وتتوزع قذائف هاون مقلوبة رأساً على عقب بين أزهار الحديقة، تُقدّم عليها للزوار المشروبات الباردة وقهوة الإسبريسو الإيطالية، إذ أقامت هادية في المكان نسخة طبق الأصل عن مقهى جدها سعيد في المدينة القديمة بطرابلس.

وقالت ابنة الفنان إن المنزل تحول تدريجياً إلى مركز ثقافي يجسّد ما نادى به علي قانة وهو "التعليم والتربية من خلال الفن".

وأوضحت أنه "ليس ضريحاً" لذكرى الفنان، بل مركزا للإبداع والتعليم.

وفي محفوظات الفنان الراحل أيضاً توثيق للحِرَف والمهن التقليدية التي اندثر بعضها بالكامل في الوقت الراهن.

Advertisements