محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 06:07 مساءً - لا يُفاجأ السوريون بالارتفاع اليومي لأسعار الأضاحي، كلما اقتربوا أكثر من العيد، لكن الصدمة تحدث، عندما يصل سعر خروف الأضحية من وزن 55 كيلوغرامًا، إلى نحو 6 ملايين ليرة "400 دولار"، بناء على أسعار جمعية اللحامين.
ويرجح المتابعون، أن يرتفع سعر الأضحية لأكثر من 6 ملايين ليرة، كلما اقتربنا من العيد أكثر، إلى درجة سيكون معها شراء الخروف صعبًا، على الشريحة الكبرى من الناس محدودي الدخل، الذين لا تكفي رواتبهم الشهرية سوى لشراء كيلو ونصف لحمة.
يقول رئيس جمعية اللحامين محمد الخن، في لقاء مع التلفزيون الرسمي، إن هذا المبلغ ليس نهائيًّا، فستضاف إليه تكاليف "رسم وثيقة الذبح، وأجرة اليد العاملة، والمنظفات والأكياس".
ومقارنة مع العام الماضي، فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 100%، حيث كان سعر الأضحية وزن 55 كيلوغراماً عام 2023، بحدود 3 ملايين ليرة، أما اليوم فوصل إلى 6 ملايين.
هل المشكلة بسبب التصدير أم تدني القدرة الشرائية؟
وخلال العام الماضي، وصل عدد أضاحي الغنم في دمشق إلى حوالي 500 رأس، لكن مع تضاعف السعر هذا العام، تتوقع جمعية اللحامين أن ينخفض بشكل كبير.
وتعزو جمعية اللحامين، ارتفاع أسعار الأضاحي، إلى التصدير، وإحجام المربين عن البيع حاليًّا بانتظار ارتفاع الأسعار أكثر في العيد. ويضيف رئيس الجمعية: "لا نستطيع توقع كم ستبلغ أسعار الأضاحي لاحقًا. فهذا مرتبط بالعرض والطلب، وكذلك بالحوّالات الخارجية التي يرسلها الأبناء لأهاليهم قبل العيد".
ويرد الباحث الاقتصادي عامر شهدا، ويقول، لـ"الخليج الان": "التحجّج بالتصدير، دليل إدانة. ويفترض بالحكومة دراسة احتياجات السوق المحلية قبل تصدير الأغنام للخارج. الحكومة مشغولة بتأمين عائدات التصدير، والمواطن يدفع الثمن".
وتبعًا لتقرير الأمم المتحدة، الصادر في أبريل 2024، هناك 12.9 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما تدنى راتب الموظف إلى ما يقارب 20 دولارًا في الشهر، وبالتالي فإن تأمين سعر الأضحية يعتبر مستحيلًا بالنسبة إليه.
ويقول الباحث الاقتصادي، هني الحمدان، لـ"الخليج الان": "المواطن غير قادر على شراء الألبسة الجديدة لأبنائه بمناسبة العيد. فكيف يمتلك القدرة على شراء الأضحية. إذا استطاع المواطن شراء "أوقية" لحمة في الشهر، فهذا إنجاز اقتصادي كبير".
التضخم يأكل كل شيء
ويعزو الباحث شهدا، الأمر إلى التضخم الذي انعكس على شكل غلاء طال جميع المواد. ويضيف: "هذه نتيجة حتمية للتضخم وارتفاع التكاليف، هناك ارتفاع في الأعلاف والكهرباء، ينعكس على الأسعار. 6 ملايين أي 400 دولار، مبلغ كبير، وأعتقد أن معظم الناس لن تضحي في العيد، وسيقتصر الأمر على أصحاب المال".
ويرى شهدا، أن هناك سوءًا في التخطيط المتبع لمعالجة الوضع الاقتصادي في البلد. ويضيف: "التضخم ناتج عن سوء القرارات الحكومية ورفع أسعار الخدمات والسلع، تنفيذًا لسياسة الخروج من العقد الاجتماعي بخصوص الدعم. وسترتفع الأسعار أكثر إذا ظلت الحكومة تمشي على هذه القرارات".
ويرى الباحث حمدان، أن تفاقم ارتفاع الأسعار يرتبط دائمًا مع الأعياد. لكن المواطن يعاني منها منذ سنوات طويلة. ويضيف: "دخل المواطن الشهري، لا يسد احتياجات يومين في الأسبوع. وهناك أناس لا تقدر على تأمين الطعام. فكيف بشراء أضحية يجب أن يكون وزنها أكثر من 50 كيلوغرامًا حسب الشرع؟".
ويعترف رئيس جمعية اللحامين محمد الخن، بأن فتح باب تصدير الأغنام كان وبالاً على المواطن، وإيجابيًّا بالنسبة للمربين. ويضيف: "هناك فرق كبير بين التسعيرة التموينية والأسعار الحقيقية للحوم، ونتوقع أن تكون هناك تسعيرة جديدة بعد العيد".
ووصل سعر كيلوغرام لحم الغنم، 0% دهن، إلى حوالي 280-300 ألف، واللحم 25% دهن إلى 240-250 ألف، أمّا المسوّفة، 50% دهن فسعرها بين 160-170 ألفاً، تبعًا لتصريحات رئيس جمعية اللحامين.
وبناء على تلك الأرقام، فإن كامل راتب الموظف الشهري، يشتري أقل من كيلو ونصف لحمة هبرة.. فكيف يضحّي في العيد؟.