الارشيف / عرب وعالم

بعد استخدام نتنياهو آخر أوراقه.. اجتياح رفح يرفع سقف مطالب حماس للتهدئة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 06:07 مساءً - رفع الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي بدأ قبل عدة أسابيع سقف مطالب حركة حماس فيما يتعلق بالتهدئة مع إسرائيل في غزة، خاصة بعد استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو آخر أوراقه للضغط على الحركة.

ويمثل اجتياح رفح الورقة الأخيرة بيد نتنياهو للضغط على حماس للقبول بشروطه بشأن إتمام صفقة تبادل أسرى ومحتجزين، والتوصل لاتفاق تهدئة برعاية الوسطاء، والتي فقدها بتحرك الجيش الإسرائيلي عسكرياً بالمدينة.

مطالب حماس

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الجمعة، أن "حركته أبلغت الوسطاء أنها لن تتنازل عن القواعد الراسخة لموقف الفصائل"، مضيفاً: "القواعد هي وقف دائم للعدوان وانسحاب الاحتلال من غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار وصفقة مشرفة للتبادل".

وسبق ذلك، إصدار حركته بياناً أكدت فيه أنها "مستعدة للتوصل لاتفاق كامل بصفقة تبادل شاملة مع إسرائيل حال أوقفت الأخيرة حربها على غزة"، مبينة أنها أبلغت وسطاء التهدئة أنها مستعدة للتوصل لمثل هذا النوع من الاتفاق.

وقال البيان: "الاحتلال الإسرائيلي استخدم هذه المفاوضات غطاءً لاستمرار العدوان والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، ورد على موقفنا الإيجابي باجتياح رفح واحتلال المعبر، وقدم ملاحظات عطلت جهود الوسطاء".

وأضاف: "حماس والفصائل الفلسطينية لن تقبل أن تكون جزءاً من هذه السياسة باستمرار المفاوضات في  ظل عدوان وقتل وحصار وتجويع وإبادة جماعية لشعبنا"، متابعاً: "أبلغنا الوسطاء موقفنا الواضح باستعدادنا التوصل لاتفاق كامل يتضمن صفقة تبادل شاملة في حال أوقف الاحتلال حربه وعدوانه".

رد إسرائيلي

ورداً على ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن عضو بارز في فريق التفاوض الإسرائيلي، قوله، إنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة بدون اتفاق على إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس".

وأضاف: "نحن مستمرون بالقتال في غزة بكل قوتنا، وإذا كانت حماس تريد وقفاً لإطلاق النار؛ فيجب أن يكون ذلك فقط جزءاً من صفقة إطلاق سراح الرهائن"، متابعاً: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار إلا بهذه الطريقة".

ووفق الصحيفة العبرية، فإن حماس لن تعود للمفاوضات مع إسرائيل برعاية الوسطاء إلا في حال وقف الحرب، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق ما يعني أن وتيرة القتال بالقطاع وتحديداً برفح سترتفع خلال الأيام المقبلة.

كما ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله، إن "هناك اقتراحاً جديداً لهدنة مع حماس في غزة"، مؤكداً أنه إذا لم يتم الرد عليه من قبل الحركة فإن إسرائيل ستمضي في حرب مكثفة بقطاع غزة.

انسحاب غير معلن

ويمثل رفع حماس لسقف مطالبها للتهدئة مع إسرائيل، إشارة من الحركة بالانسحاب بشكل غير معلن من المفاوضات غير المباشرة، وتهرب من الضغوط التي تُمارس عليها من قبل الوسطاء، وفق ما يرى المحلل السياسي أيمن يوسف.

وقال يوسف، لـ"الخليج الان"، إن "نتنياهو فقد ورقته الأخيرة التي ضغط بها على حماس على مدار الأشهر الماضية عقب اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح"، مبيناً أن تجاوب الحركة مع الوسطاء خلال الفترة الماضية كانت للحيلولة دون اجتياح المدينة.

وأضاف: "يبدو أن الاجتياح البري لرفح دفع حماس لتغيير استراتيجيتها بالتفاوض مع إسرائيل عبر الوسطاء، ومنحها نوعاً من الحرية للتخلص من الضغوط التي تُمارس عليها"، مبيناً أن الحركة ستتخذ مواقف أكثر تشددا بالمفاوضات.

وبين أن "التقدم العسكري المتدرج للجيش الإسرائيلي برفح سببه مراوغة حماس ومواصلة الضغط عليها، باعتبار أن هذه الورقة الرابحة بيد نتنياهو؛ إلا أن إعلان الحركة سيدفع إسرائيل لاتخاذ قرارات عسكرية أكثر قوة".

وتابع: "طرفا القتال في غزة سيكونان أمام خيار واحد يتمثل في تغيير الاستراتيجيات السياسية والعسكرية المتعلقة بالحرب، كما أننا سنشهد موجة من القتال هي الأعنف منذ أشهر، خاصة وأن إسرائيل ستتذرع برفض حماس التفاوض على صفقة تبادل".

وأشار إلى أنه "من الواضح أن موقف حماس يأتي بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية الموالية لها بغزة، كما أنه يأتي مدعوماً من حلفائها الإقليميين بالمنطقة وتحديداً إيران، التي لا ترغب بوقف الحرب، وتعمل لإطالة أمدها".

مهمة معقدة

ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن "إعلان حماس يُعقد مهمة الوسطاء بالتوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة"، مبيناً أن الحركة ربما تعلن رسمياً خلال الأيام المقبلة انسحابها رسمياً من مفاوضات التهدئة مع إسرائيل.

وقال هواش، لـ"الخليج الان"، إن "مثل هذا الإعلان سيدفع القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن العملية العسكرية برفح؛ إلا أن ذلك لن يؤثر على قرار الحركة التي ترى في الهجوم على رفح مخرجاً من مواصلة العملية التفاوضية".

وأشار إلى أن "حماس تدرك أن نتنياهو لن يتجاوب مع مطالبها بشأن وقف الحرب، وأنها تعمل الآن على وضع شروط تعجيزية لحكومته، مستغلة المواقف الدولية والأممية الرافضة للعملية العسكرية برفح والمطالبة بوقفها".

وأضاف: "حماس تريد أن يؤدي تعمق الجيش الإسرائيلي بعمليته العسكرية لتعرض تل أبيب لانتقاد دولي حاد، ما يدفع العالم للتحرك لوقف القتال بالمدينة، وهو ما يجنبها تقديم أي تنازلات لحكومة نتنياهو مقابل وقف عملية رفح".

وحسب المحلل السياسي، فإن "نتنياهو لا يمكن له بالوقت الراهن الضغط على حماس، وأن أي مفاوضات مقبلة ستُبنى وفق سياسات مختلفة تماماً عن الأشهر السابقة"، مبيناً أن الحرب بغزة ستزداد عنفاً لحين قبول الطرفين بالعودة للمفاوضات.

Advertisements