محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 10:06 صباحاً - مع تراجع القوات الإسرائيلية مئات الأمتار من المحورين الشرقي والجنوبي لمخيم جباليا في قطاع غزة بعد قرابة أسبوعين من التوغل وجد سكان عائدون بعد نزوح قسري، ركاما من البيوت المدمرة.
ولم ينتظر أهالي مخيم جباليا كثيرًا قبل أن يعودوا أفواجًا إلى مناطق سكناهم بعد أن غابوا عنها قسرًا لمدة أسبوعين، فكانت الدموع والأحزان هي سيدة الموقف، فلم يبق الجيش الإسرائيلي حجرًا على حجر، وفي أحسن الأحوال كان الهدم الجزئي هو المشهد.
ويقول أهالي مخيم جباليا إن الجيش الإسرائيلي هدم آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم وذكرياتهم تحت ركام بيوتهم ولم يهدم الحجارة فقط.
وأضاف عدد من سكان المخيم في حديث لـ "الخليج الان" أنه لا يمكن وصف حجم الدمار الهائل الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي في المخيم والبنية التحتية، فلم تعد هناك ملامح لأكثر الأماكن حيوية ورمزية عند الصغير والكبير في مخيم جباليا.
لم نحتمل حياة النزوح التعيسة لأيام وأردنا أن نرجع حتى ولو إلى ركام بيوتنا
غزيون في مخيم جباليا
وتحدث سكان والدموع تغرق عيونهم، بالقول: لم يكن مخيم جباليا بالنسبة لنا مأوى فقط بل كان الملاذ الآمن الذي ولدنا وولد آباؤنا فيه وارتبطت كل تفاصيل حياتنا بشوارع وأزقة هذا المخيم.
وأشاروا خلال حديثهم إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر البيوت وحرقها، فكان صاحب البيت الأكثر حظًا هو من ترك له الاحتلال غرفة من المنزل يستطيع أن يؤوي بها عائلته لما تبقى من هذه الحرب وربما بعدها لسنوات.
وأوضح أهالي المخيم أنهم عادوا بعد دقائق من تسرب خبر تراجع الآليات والدبابات، وقالوا "لم نحتمل حياة النزوح التعيسة لأيام وأردنا أن نرجع حتى ولو إلى ركام بيوتنا، ولكن لا أحد تخيّل حجم الدمار الهائل حتى في أكثر الأحلام سوءًا"
وبيّنوا أن مخيم جباليا بات يحتاج إلى بناء آلاف البيوت من جديد وبنية تحتية كاملة بديلة عن تلك التي دمرها القصف الإسرائيلي.
وأكدوا أن المسيرات الإسرائيلية والمدفعية قامت أثناء تفقدهم منازلهم بإطلاق الرصاص الحي والقذائف تجاه تجمعات المواطنين ما أدى إلى إصابة ومقتل عدد من المواطنين "واضطررنا حينها إلى التراجع والعودة إلى أماكن نزوحنا".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يُنه العملية العسكرية البرية على مخيم جباليا وما زال يتواجد في عمق المخيم من المحور الشمالي ولكنه تراجع من المحورين الشرقي والجنوبي، وهو تراجع عسكري، بمعنى أنه يمكن أن يعود في أي لحظة.