الارشيف / عرب وعالم

خبراء: إسرائيل تستغل المعابر وتعطُّل الميناء الأمريكي للضغط على حماس

محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 05:13 مساءً - تثير السيطرة الإسرائيلية العسكرية على المعابر المخصصة لدخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتعطُّل الميناء الأمريكي العائم الموجود غربي مدينة غزة، تساؤلات حول كيفية استغلال إسرائيل ذلك للضغط على حركة حماس.

ومنذ الاجتياح البري لجنوب القطاع، توقف العمل في معبر رفح البري، كما أن إسرائيل تسمح بإدخال كميات قليلة من المساعدات والبضائع عبر معبر كرم أبو سالم، في حين توقف العمل بالميناء الأمريكي العائم، الذي يجري إصلاحه.

انخفاض المساعدات

وخلال الأيام الماضية، انخفضت المساعدات الإنسانية التي تدخل للقطاع بمقدار الثلثين، منذ الهجوم البري على رفح، حيث بلغ متوسط الشاحنات التي تصل لغزة 58 شاحنة في اليوم، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ووفق المكتب، فإن ذلك "مقابل متوسط يومي قدره 176 شاحنة مساعدات منذ الأول من أبريل/ نيسان الماضي وحتى السادس من مايو/ أيار الجاري، ما يمثل انخفاضًا بواقع 67%، موضحة أن هذا العدد لا يشمل بضائع القطاع الخاص والوقود"، وفق وكالة "رويترز".

كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن "الميناء العائم سيُزال مؤقتا بعد انفصال أحد أجزاء هيكله، وذلك في أحدث ضربة لجهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين"، لافتة إلى أن جزءًا من الرصيف البحري انفصل عنه.

وأوضحت أن "الرصيف سيجري قطره على مدى الـ48 ساعة المقبلة إلى ميناء أسدود في إسرائيل لإصلاحه، وأن الإصلاح سيستغرق أسبوعا قبل إعادته إلى مكانه قبالة ساحل غزة"، فيما يؤكد مسؤولون أمريكيون أن الطقس السيء يعرقل عمل الميناء.

واقع جديد

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن "إسرائيل تتعمد في الآونة الأخيرة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع بكميات قليلة للغاية للضغط على حماس من جوانب عدة سياسية، وعسكرية، وغذائية، خاصة بعد إغراق غزة بالبضائع والمساعدات".

وقال إبراهيم، لـ"الخليج الان"، إنه وقبل الهجوم البري على رفح وفي بدايته، تعمدت إسرائيل إغراق القطاع بالمساعدات والبضائع، وتوفير واقع جديد للسكان لم يكن موجودًا منذ بداية الحرب"، لافتًا إلى أن ذلك كان لتقليصها لاحقًا وخلق أزمة جديدة لهم.

وبين أن "ذلك يمكّن إسرائيل من الضغط على حماس وإجبارها على تقديم تنازلات غير مسبوقة في مفاوضات التهدئة، خاصة وأن السياسة الإسرائيلية ستؤدي لنقص حاد في الأغذية والخدمات المقدمة للنازحين وسيزيد من الاحتقان الشعبي على الحركة".

وأضاف: "إسرائيل تعمل على استغلال الأوضاع الإنسانية الصعب وتعطل الرصيف البحري لدفع حماس نحو القبول بالمقترحات الجديدة المقدمة من أجل صفقة تبادل الأسرى، والتنازل عن المطالب المتعلقة بوقف الحرب".

وتابع: "بتقديري هذه السياسة الإسرائيلية لن تنجح، خاصة وأن النازحين هم الذين يدفعون الثمن، وأن القرارات الإسرائيلية تعود بالضرر بالدرجة الأولى عليهم"، مبينًا أن ذلك يؤكد عزم إسرائيل إطالة أمد الحرب بغزة.

وزاد: "الحركة ربما تقدم بعض التنازلات الطفيفة بالمفاوضات مقابلة زيادة تدفق المساعدات، وتبدي مرونة أكبر لمنع عودة الأوضاع بغزة وشمالها لما كانت عليه قبل أشهر، وذلك من خلال تقديم معلومات عن بعض الرهائن وإدخال الأدوية لهم".

 مستويات مختلفة

وأكد الخبير بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن "إسرائيل تعمل على مختلف المستويات للضغط على حماس من أجل القبول بشروطها لإتمام صفقة تبادل أسرى وفق شروط الائتلاف اليميني الحاكم"، مبينًا أن المساعدات الإنسانية أكثر ورقة رابحة بيد حكومة بنيامين نتنياهو.

وقال جبارين، لـ"الخليج الان"، إن "ملف المساعدات هو الوسيلة الأكثر نجاحًا بالنسبة لإسرائيل بجانب الخيارات العسكرية لإجبار حماس على تقديم تنازلات بملف التهدئة، وقد يجبرها للقبول ببعض الشروط الإسرائيلية".

وأوضح أن "الضغط بملف المساعدات من قبل إسرائيل على حماس يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، معتبرًا أن تعطيل عمل الميناء العائم بالوقت الراهن يأتي لزيادة الضغوط على الحركة وإجبارها على التعاون مع مقترحات الوسطاء.

وأشار إلى أن "تل أبيب وواشنطن تعملان على إبقاء الأوضاع الإنسانية في غزة ضمن الحدود الدنيا، دون تقديم حلول جذرية لأزمات النازحين، وهو الأمر الذي يضعف حماس ويعقد قدرتها على إدارة شؤون القطاع بعد الحرب".

وأكد أن "إسرائيل ستحقق ثلاثة أهداف رئيسية من الضغط بملف المساعدات الإنسانية، أولها إجبار حماس على تقديم التنازلات، وثانيها تقليص ما تحصله مؤسسات الحركة من أموال من سكان القطاع ما يؤثر على نفقاتها التشغيلية، والثالث إضعاف حكم الحركة على المدى الراهن والبعيد".

وختم: "حماس ستكون مضطرة لتقديم التنازلات والتوصل لتوافق مع الوسطاء لزيادة معدل المساعدات الإنسانية التي تدخل للقطاع"، مشيرًا إلى أنه بدون ذلك فإن غزة ستكون أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.

Advertisements