29 مايو 2024, 11:29 م
بين أبريل و مايو زمن ٌ كان كافياً لإسقاط الاتهامات التي روجتها حكومة عبد الفتاح البرهان حول وقوف دولة الإمارات ضد مساعي إحلال السلام في السودان.
ورغم قصر المدة إلا أن الدلائل كانت واضحة لإسقاط الأقنعة عن زعيم الجيش السوداني بعد أن ظل خلال الفترة الماضية يلوّح بالاتهامات شرقاً و غرباً ضد دولة الامارات بزعم أنها تعرقل مسار السلام في بلاده دون أن يقدم أي دليل على ذلك
شهر كان كافياً ليدين البرهان نفسه بنفسه وليقدّم "البرهان" على زيف اتهاماته .. بعد أن رفض الانخراط في مباحثات السلام المرتقبة بجدة وذلك إثر مفاوضات شاقة خاضها معه وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في محاولة لإقناعه العودة لطاولة المفاوضات لكن دون جدوى ..
البرهان أعلنها صراحة .. أنه لن يشرع في أي مفاوضات أو محادثات سلام في محاولة واضحة للدفع بالأوضاع نحو مزيد من العنف و الاقتتال الأهلي مع ما يعنيه ذلك من تشريدٍ و دمار و تشويع للشعب السوداني .. في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الدعم السريع انفتاحها على أي مبادرة عربية أو دولية تدعو للتفاوض وإحلال السلام.
رفض الجيش السوداني العودة إلى محادثات السلام لا يسقط فقط مزاعمه و اتهاماته ضد الإمارات بأنها هي من تعرقل السلام بين الجيش و الدعم السريع، بل إنه بحسب خبراء و محللين يؤكد تورطه المباشر في تأجيج العنف و القتل الذي تشهده البلاد منذ أبريل 2023
وبحسب هؤلاء الخبراء فإن ما يؤكد إصرار البرهان على الهروب للأمام و رفضه الجنوح إلى السلام ، وضعه شروطا تعجيزية أمام الدعوة المصرية لحضور قمة للجماعات السياسية المدنية السودانية..حتى أن الأمر وصل به حد محاولة فرض شروطه و تحديد الجهات التي يجب أن تشارك في هذه القمة، سواء كانت محلية أو دولية
وفي خضم هذا المشهد .. الأمم المتحدة تدق ناقوس خطر الإبادة الجماعية الذي يتصاعد كل يوم في السودان جراء حرب راح ضحيتها عشرات آلاف السودانيين، وهُجر ما يزيد عن 7 ملايين شخص، فضلا عن مجاعة مرشحة لأن تكون الأكبر في العالم، بينما تستمر حكومة البرهان في ارتكاب الانتهاكات و توزيع الاتهامات وإفشال المحاولات الدولية الداعية لإنهاء الحرب في السودان و العودة إلى طاولة المفاوضات ..