الارشيف / عرب وعالم

تهديدات وتجسس.. الموساد يلاحق قضاة "الجنائية الدولية"

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 02:09 مساءً - قالت وسائل إعلام عبرية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان متوجسًا من "الجنائية الدولية" في مدينة لاهاي الهولندية، فعَّل أدوات بلاده الاستخبارية ضد قضاة تلك المحكمة منذ سنوات.

وقالت قناة "الأخبار الـ12" العبرية، نقلًا عن تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، المقرب من عائلة نتنياهو، هدَّد ومارس ضغوطًا على المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية فاتوا بنسودا.

وكانت التهديدات ضمن محاولة لمنعها من فتح تحقيق ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الضفة الغربية، بحسب الصحيفة.

ولفت التحقيق إلى أن كوهين التقى المدعية السابقة بشكل سري بضع مرات، وهددها ومارس عليها ضغوطًا للتراجع عن اتهامها لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر أمني سابق أخبر الصحيفة "معلومة تعد خطيرة"، مفادها هدف كوهين، الذي كان رئيسًا للموساد آنذاك هو "تجنيد" بنسودا لصالح إسرائيل وإجبارها على العمل وفق ما يطلبه منها الموساد.

وفي حوار بين كوهين وبنسودا، من غير المعروف كيف وصل للصحيفة، أبلغها رئيس الموساد ما يلي: "عليك مساعدتنا وتركنا نهتم بك، بالطبع لا ترغبين في التورط في أمور يمكنها أن تهدد أمنك وأمن عائلتك".

مصدر آخر انتقد المحاولات التي بذلها كوهين وتهديده ومطاردته للمدعية، وأكد أن رئيس الموساد حينذاك، فشل في محاولاته لتجنيد المدعية العامة السابقة للمحكمة.

التجسس على الهواتف

وحصلت الاستخبارات الإسرائيلية على مراسلات وتفاصيل كثيرة من أجهزة الهاتف النقال لمسؤولين وقضاة كبار بالمحكمة عبر التسلل إليها، بما في ذلك حول المدعي العام الحالي كريم خان، والذي أوصى الأسبوع الماضي بإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.

المعلومات المسروقة من هواتف قضاة المحكمة في السنوات الأخيرة، أسهمت في وضع تقييم للموقف في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن نوايا كريم خان، بمعنى أن تل أبيب كانت على علم بأنه يعتزم المطالبة بإصدار أوامر الاعتقال.

وأظهرت المعلومات المسروقة أيضًا أن خان كان تحت ضغوط أمريكية هائلة للكف عن خطواته ضد إسرائيل، فيما كان نتنياهو منخرطًا بشكل شخصي في مسألة تكليف استخباراته بجمع المعلومات.

القضاة على علم

وكشف تحقيق الصحيفة البريطانية، أن الرصد الإسرائيلي جرى بالتعاون بين جهازي "الموساد" و"الشاباك"، وانضمت إليهما وحدة الحرب السيبرانية 8200، ذراع الاستخبارات العسكرية العاملة في هذا المجال.

وعُمِّمت بعض المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية على وزارات، مثل: القضاء، والخارجية، ووزارة الشؤون الإستراتيجية.

ونوهت الصحيفة إلى أن الناطق باسم محكمة العدل الدولية في المدينة الهولندية أبلغ "الغارديان"، أنه على علم بعمليات تجسس نشطة قامت بها بضع وكالات استخبارية ضد مسؤولي المحكمة.

وأخبرها أنه رغم ذلك، تواصل المحكمة عملها، وأن عمليات التسلل الاستخباري لم تطل أبدًا المحكمة ذاتها أو قواعد بياناتها أو الدلائل التي تحتفظ بها وتؤمنها جيدًا.

وتحدث مصدر استخباري سابق في إسرائيل، للصحيفة البريطانية، وذكر لها أن كل السلطات العسكرية والسياسية في إسرائيل حُشدت لشن هجوم ضد المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن هذه الحرب تُدار منذ 2105، بعد أن صادقت المحكمة على عضوية السلطة الفلسطينية.

Advertisements