الارشيف / عرب وعالم

بعد تقليص حجمه.. تشكيك أوروبي بقدرة الجيش البريطاني على القتال

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 12:03 مساءً - دقت خطة حكومية بريطانية، لخفض عدد المجندين المدربين في الجيش، أجراس الإنذار الغربية، خاصة في أوروبا، بعد تسجيل انخفاض وصف بأنه "شديد السرعة" لتعداد الجيش البريطاني.

وكشفت تقارير غربية متواترة عن إدخال "خطة التقليص" البريطانية، الأوساط العسكرية الأوروبية، في حالة من الشك والريبة من قدرات ذلك الجيش القتالية، مع تواصل خفض التقليص مستقبلاً.

ونقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن مسؤول عسكري كبير تحذيره من حالة عدم الاهتمام بالعدد في الجيش البريطاني، لافتاً إلى انخفاض تعداده إلى 73 ألف جندي مدرب، مسجلاً أدنى مستوى تاريخي.

وذكر المسؤول أن لدى فرنسا أكثر من 110 آلاف جندي بينما تعمل ألمانيا على زيادة إجمالي قواتها المسلحة لأكثر من 200 ألف فرد، في حين بات حجم الجيش البريطاني أقل من نصف نظيره الألماني.

وأكد مسؤول آخر للصحيفة أهمية "العامل الرقمي"، قائلاً: "يجب أن يكون لديك هيكل بشري، ويجب الاهتمام بالأعداد"، مضيفاً: "في أوكرانيا مثلاً، يجب أن يكون لدينا حشود لمحاربة الجيش الروسي".

وقال جنرال ثالث، إن "الجيش البريطاني لا يزال في تراجع، وفشلت التحذيرات الأخيرة من أثر تقليص تعداد الجيش في تحقيق نتيجة ملموسة بهذا الشأن"، حيث يتمسك رئيس الوزراء بخطط التقليص.

وكشفت الصحيفة عن تخفيض ميزانية الجيش، رغم تعهد ريشي سوناك بزيادة قدرها 75 مليار جنيه إسترليني للإنفاق الدفاعي بما يعادل 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.


الخطط المستقبلية

من جهتها، سلطت صحيفة "تايمز" البريطانية الضوء على الأزمة التي قد يتسبب بها هذا القرار، ومدى تأثيره على الخطط العسكرية الميدانية للدول الأوروبية في حال قررت دخول أي حرب، خاصة ضد روسيا.

وذكرت أن الشكوك تساور قادة المؤسسات العسكرية في أوروبا، حول فعالية الجيش البريطاني القتالية، بعد تخفيض تعداده من 82 ألفاً إلى 73 ألفاً بحلول عام 2025، ليسجل أدنى تعداد له منذ عصر الحروب النابليونية.

وكادت بريطانيا أن تحقق هذا الهدف بالفعل، حيث تظهر الأرقام أن حجم القوة العسكرية لها يبلغ حالياً 73190 جندياً، في وقت تواجه البلاد أزمة تجنيد؛ إذ إن عدد الجنود الذين يغادرون البلاد أكبر من عدد الذين يتم تجنيدهم.

من جهتها، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنه "مع تزايد عدد الجنود الذين يغادرون الجيش مقارنة بعدد الجنود الذين يتم تجنيدهم، تضاءلت أعداد القوات إلى أقل مستوى في تاريخه على مر العصور.

وشكك كبار الجنرالات الأمريكيين في السابق في مكانة بريطانيا كقوة قتالية رفيعة المستوى، محذرين من أن المملكة المتحدة لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة لسد الثغرات في قدراتها.

وأعرب طيف واسع من كبار الشخصيات الأوروبية عن مخاوفهم من أن الجيش البريطاني لن يكون كبيراً بما يكفي للمساهمة في تدعيم العمليات العسكرية، إذا ما تم اتخاذ قرار بمحاربة روسيا التي تشن حرباً على أوكرانيا.


الردع النووي


وأكد كبار الضباط أن أهم الأصول الدفاعية التي تمتلكها المملكة المتحدة لحلف شمال الأطلسي هي الردع النووي، مؤكدين اعتمادهم على ذلك خاصة عندما تكون هناك انتخابات أمريكية في الأفق، رغم عدم علمهم بتأثير ذلك على "الناتو".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه سيعيد التجنيد الإجباري في البلاد لمن هم في سن 18 عاماً، إذا فاز المحافظون في الانتخابات العامة المقبلة، بحسب "ديلي ميل".

لكن رئيس الوزراء متمسك بخطط خفض القوة البشرية في الجيش إلى 73 ألف جندي بحلول عام 2025 - وهو الرقم الذي اقترب بالفعل من تحقيقه بعد انخفاضه من حوالي 102 ألف جندي في عام 2006.

يأتي ذلك في وقت أشار فيه تحليل أجري في شهر يناير، بشأن تعداد الجيش البريطاني، إلى أن أعداد القوات العسكرية قد تنخفض أكثر من ذلك.

وقال أحد كبار الجنرالات الأمريكيين السابقين في ذلك الوقت إنه بينما كان يُنظر إلى المملكة المتحدة على أنها أقرب حليف لأمريكا، كان يُنظر إليها أيضًا على أنها تتمتع بقدرات متضائلة على مدى العقدين الماضيين.
وقال مايكل كلارك مدير عام "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" سابقاً، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في يناير، إن الجيش يجب أن يكون أفضل في التشجيع على التجنيد وتجاوز حاجز 100 ألف جندي، على الأقل.
وشدد الجنرال السير باتريك ساندرز رئيس هيئة الأركان العامة، على ضرورة أن يقوم الوزراء بـ "تعبئة الأمة"، حسب تعبيره، في حال نشوب صراع أوسع ضد روسيا في خضم حربها على أوكرانيا.

Advertisements