محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 11:18 صباحاً - تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف العملية العسكرية على مدينة رفح، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف أدى إلى مئات الضحايا، ونزوح مئات الآلاف إلى المناطق الغربية ومحافظتي خان يونس ووسط القطاع.
ورغم قرارات محكمة العدل الدولية والمطالبات والتحذيرات الدولية من النتائج المترتبة على العملية العسكرية، إلا أن الجيش الإسرائيلي يضرب عرض الحائط كل هذه التحذيرات، مرتكبًا مجازر مروّعة بحق مئات النازحين داخل الخيام، أودت بحياة العشرات منهم.
أخبار ذات صلة
واشنطن: إسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر في رفح
الدعم الأمريكي
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة منصور أبو كريًم، إن "مجلس الحرب الإسرائيلي لا يلقي للمطالبات الدولية بالًا، ويستمر في عملياته العسكرية وارتكاب المجازر وجرائم الحرب، معتمدًا على الدعم الأمريكي المطلق وغير المشروط".
وأضاف أبو كريّم لـ"الخليج الان"، أن "مجلس الحرب الإسرائيلي يسعى دائمًا للمناورة والتحجج من أجل كسب وقت إضافي يتيح له تحقيق أهدافه الاحتلالية، من خلال العمليات العسكرية، لا سيما الإستراتيجية منها مثل إعادة احتلال معبر رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا".
واستبعد أن يوقف مجلس الحرب الإسرائيلي العملية العسكرية على رفح في الوقت الراهن، لا سيما وأنه يملك ضوءا أخضر أمريكيا.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن "إسرائيل لم تعد تعنى كثيرًا بصورتها أمام العالم، وهذا بسبب سياسة نتنياهو الذي يرفض أي تقدم في المفاوضات ويعرقلها بشتى الطرق، ويريد أن يمضي قدمًا في الحرب مرتكبًا جرائم الإبادة الجماعية".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب محرقتين بحق المدنيين في أقل من 24 ساعة، أودتا بحياة العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال".
أخبار ذات صلة
"ذخائر مخزنة".. الجيش الإسرائيلي يعلّق على مجزرة رفح
"لا مبالاة"
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن "إسرائيل تعيش عزلة دولية غير مسبوقة خلال حربها على قطاع غزة، ويتم اتهام زعماء هذه الحرب بارتكاب جرائم إبادة جماعية وسط لا مبالاة مستهجنة".
وأضاف قاعود لـ"الخليج الان"، أن "حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة مستمرة منذ قرابة 8 أشهر جرى خلالها المصادقة على عدة عمليات عسكرية واسعة تسببت في مئات الجرائم الموثقة وعمليات التطهير العرقي، التي لم تثنِ مجلس الحرب الإسرائيلي عن الاستمرار في الحرب".
وتابع: "برغم تزايد الضغوط الدولية واعتراف عدد من الدول الأوروبية رسميًا بفلسطين، إلى جانب صدور قرار رسمي من محكمة العدل الدولية بوجوب وقف العملية العسكرية على مدينة رفح، إلا أن مجلس الحرب تجاهل كل ذلك واستمر في عمليته بل قام بتوسيعها".
ولفت الباحث السياسي، إلى أن "المجلس لم يكتفِ بذلك فقط، بل صادق على ارتكاب مجازر مروّعة بحق المدنيين في خيام رفح، وقاموا باستهداف الخيام بالصواريخ؛ ما أدى إلى موت عشرات المدنيين حرقًا أمام عدسات الكاميرات".
ورأى قاعود، أن "نتنياهو يقوم بتصدير أزماته الخاصة على حساب السياسة العامة الإسرائيلية، وهذا ما أكدته القناة 12 الإسرائيلية بالأمس، بأن هناك توافقا بين وزراء الحرب والأجهزة الأمنية بوقف هجوم رفح وإعطاء الأولوية لصفقة تبادل، إلا أن نتنياهو عارض ذلك".