محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 28 مايو 2024 11:13 صباحاً - كشف المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، أن 71 طالبًا وطالبة، فقدوا حياتهم، وأصيب 234 آخرون بجراح متفرقة، في محافظة تعز وحدها، جراء الألغام الأرضية المزروعة من قبل ميليشيا الحوثي.
وقالت مديرة العلاقات العامة ومسؤولة الشؤون الإعلامية بمشروع "مسام" سمية المحمود لـ"الخليج الان"، إن عدد المدارس المتضررة بالألغام والعبوات الناسفة "التي زرعت بوحشية"، بلغ 84 مدرسة في محافظة تعز، بين متضررة كليًا أو جزئيًا.
وأشارت إلى أن ميليشيا الحوثي، "تعمّدت زراعة ألغام مموهة في المدارس، تحاكي الأقلام وألعاب الأطفال، إضافة إلى العبوات الناسفة غير التقليدية والمموهة وبدائية الصنع، بأشكال غير متوقعة وغير مألوفة، تمت زراعتها في أرضيات المدارس ومحيطها والطرق المؤدية إليها، دون مراعاة لقواعد القانون الدولي الإنساني؛ ما تسبب في وفاة وإصابة العديد من الطلاب، بسبب هذه الفخاخ الملغومة والمهلكة".
وأضافت إن عددًا من الطلاب والمربين، فقدوا أطرافهم في حوادث مأساوية بعدد من مديريات محافظة تعز، البالغ عددها 18 مديرية ملوثة بالألغام والذخائر غير المتفجّرة والعبوات الناسفة، من أصل 23 مديرية.
عائق في وجه التعليم
وأكدت أن حجم الدمار الذي خلفته الألغام والعبوات الحوثية على القطاع التربوي "مأساوي، من حيث التأثير على البنية التحتية للمباني والمدارس، وانهيار هذه الصروح التعليمية بشكل كامل أو تهاوت أجزاء كبيرة منها".
وأضافت مديرة العلاقات العامة ومسؤولة الشؤون الإعلامية بمشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن، أن ذلك كان له تأثير كبير على انقطاع الطلاب عن المدارس، وامتناع الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، "خوفًا وحذرًا مما قد يتربص بهم، ويشكل خطرًا على حيواتهم".
وقالت سمية المحمود لـ"الخليج الان"، "إن هذه التحديات أثرّت على خط سير التعليم، وشكّلت عائقًا أمام العملية التعليمية، منذ أول استهداف للمدارس؛ إذ أصبحت الألغام خطرا يحرم أبناء اليمن من التعليم الآمن".
وبينت أن ميليشيا الحوثي ومن خلال زرع ألغامها وعبواتها الناسفة في مختلف المدن والمحافظات اليمنية، هدفت إلى قتل أكبر عدد من المدنيين والأبرياء العزّل، وإحداث أكبر قدر من الدمار، ونشر الذعر والخوف بين المواطنين في المناطق المستهدفة، وتضييق سُبل العيش، وإعاقة مسيرة التنمية في البلد، عبر أسلوب منهجي يركّز على المناطق الحيوية وذات الكثافة السكانية.
تأمين عدد من المدارس
وحول دور المشروع في مساندة اليمنيين لاستعادة حياتهم الطبيعية والتخلص من مخاطر الألغام؛ قالت سمية المحمود، إن "مسام" تعامل بمهنية عالية واستجابة كبيرة أمام هذا الوضع الإنساني الكارثي.
وتابعت أن المشروع "قام بتأمين العديد من المدارس المزروعة بكثافة عالية من الألغام، وقد تمكّن (الفريق 22) التابع للمشروع من القيام بإنجازات إنسانية، بعد اكتشافه العديد من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة في العديد من المدارس بمحافظة تعز، منها مدرسة الشعب عكاد في جبل حبشي، وفي مدرسة قطيبة، ومدرسة الشهيد الزبيري في جبل حبشي، ومدرسة الثورة في المعافر، ومدرسة عقبة بن نافع في صالة، ومدرسة إبراهيم بن عقيل في مديرية صبر الموادم".
ولفتت إلى أن كل هذا الدمار الذي طال القطاع التعليمي في تعز "بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، وإلى العمل الدؤوب لتطهيرها وتأمينها من هذه المخلفات، لإعادة استئناف المسيرة التعليمية، التي تمثّل أهمية حيوية ورئيسة في الداخل اليمني".
وبحسب إحصائية سابقة نشرها مشروع "مسام"، مطلع العام الجاري، فإن 344 مدرسة في محافظات تعز، ومأرب، والحديدة، وشبوة، وحجة والجوف، تضررت من ألغام مليشيا الحوثي؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الطلاب والمعلمين، وتعطيل عملية التعليم في تلك المناطق المستهدفة.