28 مايو 2024, 2:54 ص
"طالبان" تمثل السلطة الفعلية بأفغانستان، بلد لا يمكننا تجاهله.. تصريح لافت لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يمهّد لإعلان بلاده رفع حركة طالبان من "قائمة المنظمات الإرهابية" في روسيا.
فمنذ تولي طالبان السلطة عام 2021 وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد حرب استمرت 20 عاماً، تؤسس روسيا بوتيرة بطيئة لعلاقات مع طالبان على الرغم من أن الحركة لا تزال محظورة رسمياً في روسيا.
فحركة طالبان مدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية في روسيا منذ عام 2003، لكن ذلك لم يمنع موسكو من صياغة خيط رفيع في العلاقات معها لأسباب متعددة، وقد استقبلت مبعوثيها في مناسبات مختلفة.
يبدو أن موسكو تتبنى موقفًا أكثر تساهلاً تجاه الحركة منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان، وذلك في ضوء وعود الحركة بعدم السماح لمنظمات أكثر تطرفًا بالاستقرار في البلاد. فيما قدر رئيس أجهزة الأمن الروسية ألكسندر بورتنيكوف، أن "طالبان ستتمكن من إعادة ترتيب أمورها الداخلية إذا لم تمنعها جهات خارجية".
يعتقد خبراء أن روسيا تشعر بالقلق إزاء أمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى المتاخمة لأفغانستان، وتخشى من ظهور جماعات جهادية جديدة قد تكون مدعومة من طالبان. ويسعى الكرملين أيضًا لتجنب تدفق اللاجئين والمخدرات على المستوى الإقليمي بالإضافة إلى طفرة جديدة في تهريب الأفيون والهيروين.
و في خطوة تعكس تغييرًا في المواقف، دعت موسكو ممثلين عن حركة طالبان للمشاركة في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ، وهو اجتماع سنوي كبير للأعمال في روسيا يعقد في بداية يونيو. وقد شهد منتدى سان بطرسبرغ تغييرات كبيرة في ظل حرب أوكرانيا التي أدت إلى أزمة في علاقات روسيا مع الغرب. فبدلاً من المستثمرين الغربيين الذين كانوا يسعون من قبل للاستثمار في موارد روسيا وثرواتها الواسعة، بدأ الاهتمام يأتي من الصين والهند وإفريقيا والشرق الأوسط.