الارشيف / عرب وعالم

سياسيون: "وثيقة دستورية وحكومة جديدة" مخطط البرهان لتقسيم السودان

محمد الرخا - دبي - الأحد 26 مايو 2024 12:03 مساءً - أكد سياسيون سودانيون، أن طرح قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بإعلان وثيقة دستورية جديدة وتعيين رئيس وزراء مستقل، مدفوع بمخطط تقسيم السودان، بعد إحكام سيطرة قوات "الدعم السريع"، على أكثر من 70% من أراضي البلاد.

وأوضحوا في تصريحات لـ"الخليج الان"، أن الهزائم المتتالية التي تتلقاها قوات البرهان وحلفاؤه من ميليشيات "الإخوان" وفقدان أهم المواقع، أضعفت البرهان أمام المجتمع الدولي، فجاء بهذا المخطط الذي يرغب من خلاله الحصول على "شرعية" لنظامه عبر حكومة ووثيقة دستورية جديدة، حتى لو كان الأمر في مناطق جغرافية محدودة، تسقط في يد "الدعم السريع"، يوما بعد يوم، وفق تعبيرهم.

بحث عن الشرعية

وقال السياسي السوداني، الفاضل منصور، إن هذا الطرح وراءه سيناريو لتقسيم السودان يعمل عليه البرهان ليكون له وجود أمام المجتمع الدولي؛ ما يضمن له أي إطار للسلطة ويوفر له أي ملاذ آمن، في ظل الهزائم المتكررة التي تلحق به، والتي ترفع عنه كل غطاء سياسي عربي أو دولي.

وأشار منصور في تصريحات لـ"الخليج الان" إلى أن تعيين أي حكومة في الوقت الحاضر لا يُضيف إلى واقع الحرب إلا تصعيدا دمويا، نظرا لما سيترتب عن ذلك من تقسيم للسودان حيث ستتواجد هذه الحكومة في مناطق محدودة ومتفرقة، بعد فقدانها الجزء الأكبر من الأراضي التي كانت توجد فيها".

أخبار ذات صلة

السودان.. البرهان يعتزم إلغاء "الوثيقة الدستورية" وتعيين رئيس وزراء "مستقل"

وأوضح أنّ قوات الدعم السريع سيطر على دارفور، وكردفان، والخرطوم، والجزيرة، وهي الولايات الأكثر اكتظاظا بالسكان ومعظم قاطنيها لا يرتبطون بحكومة "بورتسودان" بعد أن منعت الأخيرة عنهم جميع حقوقهم ومن بينها الرواتب والأوراق الثبوتية والخدمات، وبالتالي فإن  تشكيل أي حكومة في هذه المناطق وإحداث دستور جزئي، الغرض منه شرعنة وجوده، في ظل البحث عن أي سيناريو يتم فرضه أمام المجتمع الدولي حتى لو على حساب وحدة أراضي البلاد وسلامة الشعب السوداني، وفق قوله.

وتابع منصور أنّ "البرهان وحلفاءه عاجزون عسكريا بعد أن دُكت حصونهم ولقوا هزائم مريرة متتالية، وهو يبحث عن مخرج أو أي صيغة توفر لسلطته أي إطار جديد، بعد أن خسر محاولات عدة وصلت إلى طلبه طائرات مسيرة من الإيرانيين، والتي لم تجد نفعا لتغيير موازين الحرب في كل الجبهات، حيث فشلت في الحد من انتشار قوات الدعم السريع، ولم يكن أمامها سوى قصف أماكن مأهولة بالسكان وتدمير البنية التحتية".

سيناريو باهت

ورأى الخبير في قضايا التنمية والحكم والإدارة، نجم الدين دريسة، أن البرهان لا يمتلك السلطة التي تؤهله لتشكيل أي حكومة؛ لأن ليس لديه شرعية ولا يسيطر فعليا سوى على أجزاء محدودة للغاية، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة عبر رئيس وزراء جديد، سيناريو باهت يخاطب به المجتمع الدولي.

وأوضح دريسة في تصريحات لـ"الخليج الان" أن "البرهان لا يمتلك أي نفوذ حقيقي لتدشين "وثيقة دستورية" أو تعيين رئيس وزراء، في ظل سيطرة "الدعم السريع" على عدد كبير من الولايات تقدر بأكثر من 70 % من مساحة البلاد، كما أنه على المستوى الشعبي، ليس لديه أي شرعية بعد أن انقلب على الثورة التي قادها طيف عريض بخلفيات فكرية واجتماعية في السودان".

أخبار ذات صلة

السودان.. 1000 قتيل خلال أسبوعين من المعارك في الفاشر

وأضاف دريسة "لن يجد البرهان من يقبل أن يكون رئيسا للوزراء في هذه المرحلة إلا من خلال شخص مرتبط بتنظيم الإخوان، والأمر برمته محاولات من جانب البرهان وحلفائه من الإسلاميين المتشددين، للتواجد في السلطة التي يفتقدونها سريعا، حتى لو كان ذلك على جماجم الشعب السوداني" وفق تعبيره.

وأكد رئيس تجمع كردفان للتنمية والعدالة، الطيب الزين، أن هذه التصريحات بلا معنى أو جدوى، وهي تكشف مدى الخيبة والهزيمة وفقدان السيطرة التي يعيشها البرهان ومن معه من ميليشيات الإسلاميين المتشددين، بحسب قوله.

وأشار الزين في تصريحات لـ"الخليج الان" إلى أن مثل هذه الأطروحات خارج سياق الأحداث التي يشهدها السودان من جهه، ومن جهة أخرى، تعكس مدى النفاق الذي يمارسه البرهان لتمرير أكاذيبه حتى يواصل "مسرحية" يقدم فيها نفسه على أنه مسيطر، في حين أن الحقيقة الظاهرة للجميع، وأولهم الشعب السوداني، أنه مهزوم وفقد معظم مواقعه" وفق تقديره.

وتابع الزين قوله، إن الأحداث تجاوزت الوثيقة الدستورية وتعيين رئيس للوزراء؛ لأن السودان الآن دخل مرحلة أكون أو لا أكون، فضلا عن أن الشعب وصل إلى قناعة أن الدولة السودانية القديمة لم يعد لها أي معنى سواء كانت مؤسسات عسكرية أو حكومية، ولا بد من الذهاب إلى منصة "التأسيس" لبناء دولة جديدة.

Advertisements