الارشيف / عرب وعالم

"هناك قناص" إحدى مآسي سكان مخيم جباليا.. ما قصتها؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 26 مايو 2024 10:10 صباحاً - تحوّل مخيم جباليا في قطاع غزة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق أشباح تخلو من السكان والحركة إلا من اشتباكات عسكرية هنا وهناك، وعمليات قصف وتدمير للبنى التحتية، فيما برزت لافتة انتشرت في أرجائه تحمل إحدى مآسي سكانه كتب عليها "ممنوع الاقتراب هناك قناص".

يقول الناشط المجتمعي الموجود بالقرب من مخيم جباليا طارق الدقس: "لم أخرج من مخيم جباليا أبدًا، منذ بداية الحرب الإسرائيلية سوى قبل أربعة أيام، بعد اشتداد الخناق في عمق المخيم ؛ حيث لم تعد المعركة على المخيم بل على منطقة محددة داخله".

وأضاف الدقس في حديث لـ"الخليج الان": "عندما شعرت أنا وعائلتي وجميع سكان المخيم بالخطر الشديد اضطررنا للنزوح إلى منطقة الصفطاوي، والجلاء إلى الغرب من المخيم؛ ما جعل المخيم خاويًا على عروشه إلا من عدد قليل جدًا يكاد لا يذكر من السكان".

وتابع: "تحوّل المخيم حرفيًا إلى مدينة أشباح، حيث لا يسمع سوى أصوات القصف والدمار والاشتباكات العنيفة، بالإضافة إلى جثث المواطنين في الشوارع وعلى جوانب الطرقات تركت دون دفن، ومستشفيات خالية من المرضى والطواقم الطبية والإسعافية".

وأوضح الناشط، أن أخطر ما رآه في مخيم جباليا في عدة مناطق قبل مغادرته هو لافتات كان يضعها أحد المواطنين بمجهود شخصي كتب عليها "ممنوع الاقتراب، هناك قناص" موضوعة على ناصية كل شارع، عرف ذلك بعد قنص عدة مواطنين وقتلهم على الفور دون التمكن من سحب جثامينهم.

وكشف الدقس، أن مخيم جباليا تعرض إلى عملية تطهير عرقي وتهجير لسكانه، فضلًا عن تدمير معظم أحيائه السكنية والبنى التحتية وتجريف الشوارع والبيوت، فيما أعدمت إسرائيل كل سبل الحياة بداخله حتى وإن سمحت لنا بالعودة، "فبرأيي أصبح غير صالح للحياة نهائيًا".

من جهته، قال المواطن سمير صالحة من مخيم جباليا: "لا يمكن وصف حجم وهول المجزرة والإبادة التي تعرضنا لها في المخيم، لقد عشنا أهوال يوم القيامة، قبل أن ننجو أنا وعائلتي من الموت بالقصف ورصاص القناصة المنتشرة في كل مكان".

وأضاف صالحة في حديثه لـ"الخليج الان"، هذا النزوح الأول لي أنا وعائلتي وعدد من جيراني منذ السابع من أكتوبر، حيث إن كل ما تعرضنا له منذ بداية الحرب شيء، ومنذ بدء العملية العسكرية، قبل عدة أيام شيء آخر تمامًا، وهي ما أجبرت جميع سكان المخيم دون استثناء على النزوح باتجاه منطقتي الصفطاوي والجلاء على أطراف المخيم من الجهة الغربية.

وتابع: "أبشع ما عشته خلال الحرب مشهد لن أنساه طيلة حياتي، حيث كان هناك شاب يبكي بحرقة على ناصية أحد الشوارع وهناك عدد من المواطنين حوله وعندما اقتربت وجدت لافتة كتب عليه "ممنوع الاقتراب، هناك قناصة"، وإذ به يبكي شقيقه الممدد وسط الشارع والمقتول برصاص قناصة وهو لا يستطيع حتى سحب جثمانه".

ولفت المواطن إلى أن النازحين يعيشون ظروفًا معيشية قاسية ولا يوجد هناك أي مراكز للإيواء في تلك المناطق ويتواجد معظمهم على جوانب الطرقات وفي الشوارع ولا سيما وأنه ليس لديهم خيام ولم يتم توزيع الخيام عليهم أو بيعهم إياها كما حدث في مناطق جنوب القطاع.

Advertisements