الارشيف / عرب وعالم

حرق مزارع ومنازل.. ميليشيا الحوثي تبدأ خطة لإخلاء بلدات في شرق صنعاء

محمد الرخا - دبي - الأحد 26 مايو 2024 10:10 صباحاً -  أكدت مصادر مطلعة لـ"الخليج الان" أن ميليشيا الحوثي بدأت بتنفيذ خطة لإخلاء بلدات في شمال شرق صنعاء، تتضمن حرق المنازل والمزارع في تلك المناطق، لمنع سكانها من العودة إليها.

وشنت ميليشيا الحوثي في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، شمالي البلاد، حملة ضد المدنيين في بعض بلدات مديرية نِهم، شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت مصادر حكومية لـ"الخليج الان"، إن ميليشيا الحوثي أحرقت عددا من منازل المواطنين ومزارعهم الأسبوع الماضي، في بلدتي "قَروَد" و"الفرضة" بمديرية نِهم المتاخمة لمحافظة مأرب، بينها منازل مناصرين لها ومقاتلين كانوا في صفوفها.

وأشارت المصادر، إلى أن الحوثيين يمنعون سكان هذه المناطق من العودة إلى منازلهم ومزارعهم، نتيجة عدم ثقتهم بمناصريهم، وخشيتهم من إثارة أي أفعال قد تربك حسابات الميليشيا، كون هذه المناطق تعدّ المدخل الشرقي إلى العاصمة صنعاء، والتي سبق أن وصلت إليها قوات الحكومة الشرعية في العام 2016، وسيطرت على بعض مناطقها أربعة أعوام متتالية.

وقالت مصادر حقوقية يمنية لـ"الخليج الان"، إن الحوثيين يواصلون عمليات تهجير المواطنين من مناطقهم، تمهيدًا للاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، في مشهد تكرر على مدى السنوات الماضية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

مشيرة إلى تعزيزات عسكرية أرسلتها ميليشيا الحوثي، قبل أمس، من أمانة العاصمة صنعاء، إلى مديرية نهم، بهدف إرهاب المواطنين وثنيهم عن التفكير في العودة إلى مناطقهم.

وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه عدد من الموالين لمليشيا الحوثي من سكان بلدتي "قَروَد" و"الفرضة" بنهم، يشكون قيام عناصر الحوثيين بإحراق منازلهم ومزارعهم، على الرغم من قتالهم إلى جانب الحوثيين في عدة جبهات.

وذكر أحد أبناء قبائل "القرعان"، أن بلداتهم تبعد عن مناطق التماس والقتال بنحو 150 كيلو مترًا، وإنهم لا يجدون مبررًا لمنع عودتهم إلى منازلهم بعد تجرعهم المرّ، ولم تعد لديهم القدرة على دفع إيجارات لمساكن بديلة.

وقال آخر، إن ما قام به عناصر الحوثيين، هو "عمل تخريبي وغير إنساني وغير ديني، وباطل وظلم". مطالبًا بإنصافهم وإعادتهم إلى مناطقهم.

وتأتي هذه الحملة ضد المدنيين، بعد سلسلة من الحملات التي طالت مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بهدف الاستحواذ على ممتلكات المواطنين والبطش بأراضيهم تارة باستخدام القوة، وتارة أخرى عبر استصدار أوامر قضائية من قضاة موالين لهم، والتنكيل بمن يرفض أو يحتج.

مصادرة قوة القبائل

ويرى رئيس منظمة "سام للحقوق والحريات"، توفيق الحميدي، أن عمليات البطش والنهب التي تطال ممتلكات المواطنين وأراضيهم، تتجدد اليوم في اليمن؛ لأن "هناك قوى صعدت من القاع إلى السطح، وتريد أن تمتلك نفوذ القوة الذي غالبًا ما يرتبط في اليمن بالسيطرة على الأراضي".

وقال في حديثه لـ"الخليج الان"، إن جماعة الحوثي من هذا المنطلق "شرعت منذ البداية باتخاذ مجموعة من الخطوات لإعادة ترتيب هيئة أراضي وعقارات الدولة، ومنعت التوثيق من عقال الحارات، إلا عبر مشرفيها المحددين والمرتبطين بالقيادي محمد علي الحوثي".

وأشار إلى أن ما يجري اليوم من تضييق كبير، يهدف إلى مصادرة القوة لدى القبائل، وإعادة تشكيل بناء المجتمع والدولة وفق منظومة جديدة جدًا، تكون قوتها الاجتماعية لصالحهم، من أجل الثبات وبقاء سيطرتهم فترة طويلة، إضافة إلى مزاعمهم باستعادة أملاك حميد الدين، في إشارة إلى والد مؤسس المملكة المتوكلية في شمال البلد.

أخبار ذات صلة

ما دلالات تصنيف أستراليا ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية؟

وأضاف الحميدي، أن مشكلة الأراضي في اليمن، غالبًا ما ترتبط بالصراعات على مدى تاريخ البلد، "والحوثيون يستغلون الكثير من الثغرات الموجودة في القوانين، إلى جانب غياب الدور الاجتماعي والحقوقي في هذا الجانب، رغم أن قضايا الملكية الخاصة تعتبر من القضايا المقدسة المنصوص عليها في الدستور اليمني".

انتهاكات جسيمة ومروعة

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت كل من محافظات: الحديدة، إب والجوف، غرب وشمال البلاد، عمليات قمع وتنكيل ضد المدنيين، بهدف مصادرة أراضيهم وتهجيرهم من بلداتهم، بزعم صدور أوامر قضائية، وادعاءات بملكية بعضها لنافذين حوثيين.

من جهته، قال الناشط الحقوقي، رياض الدبعي، إن ميليشيا الحوثي تمارس بحق اليمنيين جملة من الانتهاكات الجسيمة والمروعة، من عمليات اقتحام للبيوت وقتل النساء أمام أطفالهن، واختطاف واعتقال ونهب ومصادرة الممتلكات وتفجير منازل خصومها، فضلًا عن منع الناس عن حقهم في التجمهر السلمي أو التعبير عن الاحتجاج.

وذكر الدبعي في حديثه لـ"الخليج الان" أن الهدف من هذه الممارسات هو إخضاع المجتمع، ونقل رسالة واحدة "وهي أنه يجب على الناس السكوت وعدم الانتقاد أو الاحتجاج، وهذه الرسالة وصلت بالفعل إلى كثير من المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، منها صنعاء وعمران وصعدة".

مبيّنًا أن هناك الكثير من الانتهاكات المرتكبة لا تخرج إلى العلن، بسبب أن بعض المناطق مغلقة تمامًا من قبل الحوثيين، ولا يوجد فيها إعلام ولا صحفيون ينقلون الصوت الآخر، ولا أحد يلتفت إليها، "وأعتقد أن ما يتم نشره هو فقط نزر يسير مما يحدث".

Advertisements