الارشيف / عرب وعالم

خبراء: التحركات الأممية والدولية ستُحدث تحولاً في "القضية الفلسطينية"

محمد الرخا - دبي - السبت 25 مايو 2024 10:10 مساءً - أشار خبراء إلى أن التحركات الأممية والدولية بشأن فلسطين، مؤخراً، ستُحدث تحولاً في القضية الفلسطينية، مؤكدين إمكانية أن تفضي تلك التحركات للضغط على إسرائيل من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

ومن أبرز التحولات التي شهدتها الساحة السياسية الدولية والأممية، الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين، وقرارات المحاكم الدولية بشأن الحرب على غزة، والقرارات الأممية، إضافة إلى الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية.

حصول فلسطين على العضوية الكاملة، سيدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات غير مسبوقة.

المحلل السياسي محمد هواش

التحركات الأممية

مطلع الشهر الجاري، حظي مشروع قرار تقدمت به دولة الإمارات، بوصفها الرئيس الحالي للمجموعة العربية بالأمم المتحدة، بأغلبية 143 صوتاً، والذي ينص على حق الفلسطينيين بالحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

واعتُبر مشروع القرار خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين، ويعزز التحركات الفلسطينية للانضمام للمنظمات الدولية، والمطالبة بالاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية.

وأكد المحلل السياسي محمد هواش، "أن هذا القرار كان بمثابة انقلاب دولي بالمواقف المتعلقة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتأكيد رغبة المجتمع الدولي بإنهائه في إطار حل الدولتين وبعملية سياسية".

وأوضح هواش، لـ"الخليج الان"، أن "الخطوة المدعومة عربياً ستؤدي إلى حضور فلسطيني غير مسبوق بالمحافل الدولية، كما أنها ستجبر الولايات المتحدة على العمل مع أطراف أخرى من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار توافقي بعيداً عن الخطوات أحادية الجانب".

وأضاف: "حصول فلسطين على العضوية الكاملة، سيدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات غير مسبوقة، كما أنه سيكون مصحوباً بمواقف دولية جديدة ستكون بمثابة زلزال سياسي للائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو".

ستكون هناك مطالبات دولية مختلفة لمحاكمة القادة الإسرائيليين، وقرارات ملزمة لتل أبيب تتعلق بسياساتها تجاه الأراضي الفلسطينية.

المحلل السياسي محمد هواش

قرار محكمة العدل الدولية

كما اتخذت محكمة العدل الدولية سلسلة من القرارات المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على غزة، آخرها إصدار أمر بوقف العملية العسكرية ضد رفح، فيما تعتزم المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين أبرزهم بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بسبب الحرب.

وأثارت القرارات استياء إسرائيل، ودفعتها للهجوم على المحاكم الدولية وإنكار شرعيتها، خاصة وأنها تدرك أن مثل هذه القرارات ستدفع الفلسطينيين للتحرك نحو مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية للمطالبة بحقوقهم.

وأكد سعيد حسنين، "أن قرارات المحكمة الدولية ستكون مقدمة لرفع الفلسطينيين والدول المساندة لهم قضايا ضد إسرائيل بتلك المحاكم، وأن ذلك سيكون من أكثر التحولات التي تشكل خطراً على المسؤولين الإسرائيليين وتضيق الخناق عليهم".

وأضاف: "بتقديري سيكون هناك مطالبات دولية مختلفة لمحاكمة القادة الإسرائيليين، كما ستصدر قرارات ملزمة لتل أبيب تتعلق بسياساتها تجاه الأراضي الفلسطينية، مبيناً أن ذلك سيعيد للفلسطينيين جزءاً كبيراً من حقوقهم وسيعطل المخططات الإسرائيلية.

الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية ستصعّب على الأحزاب اليمينية تنفيذ مخططات ضم الضفة الغربية والاستيطان.

المحلل السياسي سعيد حسنين

اعترافات دولية

وأثار الإعلان المشترك لثلاث دول أوروبية هي أيرلندا وإسبانيا والنرويج، اعترافها بدولة فلسطين، غضب إسرائيل، مقابل ترحيب من السلطة الفلسطينية، واعتبر خطوة نحو الاعتراف الدولي بالحقوق الفلسطينية بما يجبر إسرائيل على تطبيق القرارات الدولية.

واعتباراً من 28 مايو/ أيار الجاري، ستعترف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، فيما تشير تقارير عبرية إلى أن سلوفينيا أيضاً تعتزم اتخاذ ذات القرار، بالرغم من تحذير إسرائيل من أن ذلك قد يؤدي إلى توتر.

وأكد المحلل السياسي، سعيد حسنين، أن "الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية ستصعّب على الأحزاب اليمينية بحكومة بنيامين نتنياهو تنفيذ المخططات المتعلقة بضم الضفة الغربية والاستيطان، والتي تحول دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم".

وأوضح حسنين، لـ"الخليج الان"، أن "هذا القرار سيعرض إسرائيل للعقوبات الأوروبية في حال اتخذ أي قرار أحادي الجانب، وسيدفع إسرائيل والولايات المتحدة نحو العمل من أجل إطلاق مسار سياسي للمفاوضات مع الفلسطينيين".

وأشار إلى أن "ذلك يمثل تحولاً سيدفع دولا أخرى ومنظمات دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتعامل معها سياسياً ودبلوماسياً وفق هذا القرار"، مبيناً أن تنفيذ القرار سيحدث تحولا غير مسبوق في السياسة الأوروبية تجاه الفلسطينيين.

أخبار ذات صلة

جندي إسرائيلي يهدد بتمرد عسكري في غزة.. والجيش يحقق (فيديو)

الاحتجاجات الطلابية

ومثلت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية حدثاً هاماً لتلك الدول، التي سعت للنأي بشؤونها الداخلية عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أثرت على الأوضاع الداخلية لتلك الدول، وزادت الوعي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأشار هواش إلى أن "مثل هذه الاحتجاجات ستدفع لزيادة عدد مناصري القضية الفلسطينية، وبالتالي رفع وتيرة المطالبات الشعبية والدولية لمنح الفلسطينيين كامل حقوقهم، وهو الذي يعتبر تحولاً غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن "إسرائيل ستعمل على تقديم تنازلات جديدة للفلسطينيين تؤجل أي تحرك من جانبهم بشأن الاعتراف بدولتهم، وتحول دون طرح مسار سياسي جديد للمفاوضات"، مبيناً أن ذلك سيكون بضغط من الإدارة الأمريكية.

Advertisements