الارشيف / عرب وعالم

بين قرار محكمة العدل وموافقة واشنطن.. هل توسع إسرائيل عمليتها في رفح؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 24 مايو 2024 11:13 مساءً - يواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه البطيء في عمليته العسكرية بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وسط تساؤلات فيما إذا كانت تل أبيب تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن للاستمرار بالعملية وتوسيعها، خصوصا في ظل قرار محكمة العدل الدولية المطالب لإسرائيل بوقف العملية.

وكانت الولايات المتحدة من أشد المعارضين لتنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برفح، خاصة وأنها كانت مأوى نحو مليون ونصف المليون نازح من مختلف مناطق القطاع، وطالبت إسرائيل أكثر من مرة بخطط واضحة لعملياتها بالمدينة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها: "رغم تحذيرات الإدارة الأمريكية بوقف استمرار دعمها لإسرائيل إذا اجتاحت رفح، واعتباره خطاً أحمر؛ إلا أنه وبعد مرور ما يقرب من أسبوعين على الهجوم الإسرائيلي تقول واشنطن إن تل أبيب لم تتجاوز هذا الخط بعد".

في حين نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول في إدارة بايدن قوله: "واشنطن غيرت موقفها بعد أن أطلع المسؤولون الإسرائيليون مؤخراً، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على خططهم المنقحة لمعالجة الضرر المحتمل للمدنيين وعمليات الإجلاء من رفح"؛ ما يشير إلى ضوء أخضر أمريكي لتوسيع العملية.

مواقف أمريكية

ويرى المحلل في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "المواقف التي تتخذها الإدارة الأمريكية مؤخراً إيجابية من وجهة النظر الإسرائيلية"، مبيناً أن ذلك يظهر في طبيعة المكالمة الهاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.

وقال هرئيل، في مقال تحليلي له، إن "أمريكا أكدت التزامها الصلب بأمن إسرائيل، كما أنها ترفض مذكرات الاعتقال الدولية ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين"، مبيناً أن تحفظ أمريكا على العملية الإسرائيلية برفح والخطوط الحمراء بهذا الشأن غابت عن المشهد.

وأوضح أن "التغيير حدث بعد أن اقتنع الأمريكيون بخطوات الجيش الإسرائيلي على الأرض، وأن مئات الآلاف من النازحين غادروا المدينة فور بدء العملية العسكرية برفح استجابة لتحذيرات الجيش، وهي الخطوة التي كان يُعتقد أن تستمر لأشهر".

وبين هرئيل أن "الولايات المتحدة كانت تعتقد أن إجلاء رفح من النازحين خطوة غير ممكنة، وأن تنفيذها في غضون أسبوع خفض من المعارضة الأمريكية للعملية العسكرية الإسرائيلية برفح".

وتابع: "يبدو أن الأزمة حول إرسال الأسلحة لإسرائيل خفت أيضاً بعد أن واجه الرئيس جو بايدن انتقاداً داخلياً من الجنرالات وبعض المشرعين الديمقراطيين".

واستكمل: "هذا لا يعني أن قضية رفح أصبحت خلفنا، فأي حادثة قتل جماعي للمدنيين فيها أو أي كارثة دبلوماسية أخرى، قد تثير مجدداً معارضة الإدارة الأمريكية؛ ولكن العملية مستمرة في هذه الأثناء، وهناك توجه لاحتلال رفح".

غض الطرف

ويرى الخبير في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية أنطوان شلحت، بأنه "مع التجاوزات الإسرائيلية للتحذيرات الأمريكية بشأن رفح؛ لكن بات من الواضح غض الطرف من قبل الإدارة الأمريكية عن هذه التجاوزات".

وقال شلحت لـ"الخليج الان"، إن "الولايات المتحدة غير معنية بوضع حد للتحرك الإسرائيلي في رفح؛ بل تريد ضمان عدم ارتفاع وتيرة الانتقادات الدولية والمطالبات المتعلقة بوقف الحرب بما لا يمكنها من السيطرة على الموقف وإنقاذ إسرائيل".

وأضاف: "بتقديري هناك ضغوط غير مسبوقة على إدارة بايدن لمنع أي موقف علني معارض للعملية العسكرية برفح، وهذه الضغوط تمارس من داخل الكونجرس الأمريكي وجهات سيادية بالولايات المتحدة".

وأشار إلى أن "سرعة إجلاء السكان من المدينة كانت دافعاً قوياً للولايات المتحدة من أجل تغيير موقفها من الهجوم العسكري الإسرائيلي برفح"، لافتاً إلى أن ذلك خفف من القلق الأمريكي حول إمكانية تضاعف عدد ضحايا الحرب على غزة.

وتابع: "التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن التحرك العسكري في رفح بأعلى مستوياته، وبتقديري التحفظات الأمريكية على عملية رفح لم تعد موجودة"، مشدداً على أن أمريكا ستعمل على توفير الغطاء الدولي لإسرائيل من أجل مواصلة العملية بالمدينة.

وأكد شلحت بأن الولايات المتحدة ستعمل أيضاً على تهدئة الخلافات المشتعلة بين القاهرة وتل أبيب، وستضغط للوصول إلى نقاط تفاهم بين الجانبين تحول دون تعميق الخلافات السياسية والدبلوماسية، وهو ما سيدفع إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية برفح.

ولفت إلى أن أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف العملية العسكرية في رفح، كان باهتاً ما سيسمح لإسرائيل بالمناورة والالتفاف عليه، وتهدئة الغضب الدولي من تجاهله وعدم تطبيقه.

Advertisements