22 مايو 2024, 7:09 م
تتسارع وتيرة التطورات السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على نحو قد يأخذه إلى وجهة غير مسبوقة، بعد إعلان دول أوروبية نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية.
سبق ذلك بقليل طلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر توقيف بحق بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت؛ بسبب الحرب على غزة.
أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا اعترافها رسمياً بالدولة الفلسطينية اعتباراً من 28 مايو 2024، مما لاقى ترحيباً فلسطينياً وعربياً، لكنه أثار غضباً وزلزالاً سياسياً في إسرائيل، على نحو يُنذر بحرب سياسية ودبلوماسية.
جاء تعليقٌ من خارجية فرنسا يراه البعض إيجابياً، أكد فيه وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس مستبعداً، لكن الظروف ليست مواتية حالياً.
قرارات الدول الثلاث جاءت متزامنة؛ إذ قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي لدعم خطة شاملة للسلام الإقليمي.. وأكد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لضمان سلام عادل ودائم، كما أعلن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين، مع تكليف القنصل العام في القدس بتمثيلها لدى الحكومة الفلسطينية.
تقول مصادر إسبانية مطلعة إن دولاً أوروبية أخرى قد تقدِم على إعلان خطوات مماثلة بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل.
ثمّة من يرى أنه أصبحت للقضية الفلسطينية ذخيرة سياسية جيدة قد يكون لها دور فعال لا يستهان به في قادم الأيام.
ردت إسرائيل بغضب، مستدعية سفراءها من النرويج وأيرلندا وإسبانيا للتشاور، واستدعت سفراء الدول الثلاث لديها للتوبيخ..
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن إلغاء قانون فك الارتباط في شمال الضفة الغربية، وأعاد المستوطنات التي تم تفكيكها عام 2005.. كما دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى وقف تحويل أموال المقاصة الفلسطينية للنرويج، واتخاذ خطوات فورية ضد هذه الدول.
واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى مع عدد من مرافقيه، بعد إعلان الدول الأوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية؛ ما أثار توتراً في المنطقة.
تعدّ التطورات السياسية والدبلوماسية التي تشهدها القضية الفلسطينية ذات وزن سياسي يضع إسرائيل في مأزق.. فتل أبيب عملت على مدار عقود على حصر القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة كراعٍ وحيد لعملية السلام، وهذه التطورات كسرت التفرد الأمريكي.. وبالتالي فإن إسرائيل وقعت في ورطة، وربما لا تعرف تبعاتها على الساحة الدولية.