الارشيف / عرب وعالم

محاولة انقلاب في الكونغو.. خيوط أمريكية وغموض يلف الدوافع!

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 22 مايو 2024 05:26 مساءً - تاريخ النشر: 

22 مايو 2024, 1:31 م

أجواء أمنية متوترة تعيشها جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد محاولة انقلاب فاشلة استهدفت القصر الرئاسي في العاصمة كينشاسا.. محاولة الانقلاب هزت أركان البلاد وخلقت تساؤلات غامضة حول الجهات المتورطة ودوافعها.

خاصة مع الكشف عن تورط 3 أمريكيين في هذه العملية، بينما تضاربت الأنباء حول هوية وارتباطات بقية المتورطين الذين قدّر عددهم بـ 60 شخصًا، تمت تصفية 4 بينهم زعيم المهاجمين وألقي القبض على أكثر من 40 ، بينما هناك 10 أشخاص لا تزال السلطات الأمنية تبحث عنهم.

كان واضحًا أن الصحافة المحلية في الكونغو ركزت بشكل لافت على وجود حاملي جوازات أمريكية ضمن منفذي المحاولة الانقلابية، وخصصت للقضية حيّزًا مهمًّا من التغطية؛ ما أثار حرجًا للولايات المتحدة، التي سارعت سفيرتها لدى الكونغو لوسي تاملين، للتعبير عن قلقها على منصة إكس مؤكدة تعاون بلادها مع السلطات الكونغولية.. إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت تقريرًا تضمن معلومات حول هذه المحاولة، ما زاد من الشك والريبة من الموقف الأمريكي.

المحاولة الانقلابية الفاشلة في هذا البلد الأفريقي كانت محل تنديد دولي واسع.

تصدّر المشهد قائد الانقلاب كريستيان مالانغا الذي ظهر في مقطع فيديو معلنًا انتصاره من قلب العاصمة الكونغولية قبل أن يقتل.

مالانغا هو كونغولي حاصل على الجنسية الأمريكية ويبلغ من العمر 41 عامًا.. كان جنديًّا سابقًا في الجيش الكونغولي محكومًا عليه بالسجن غيابيًّا منذ 2010، وأصدر القضاء الكونغولي مذكرة توقيف بحقه.. هرب إلى الولايات المتحدة ودخل عالم الأعمال والسياسة وأنشأ حزبًا سياسيًّا بين الشتات الكونغولي في الولايات المتحدة وأعلن نفسه رئيسًا للكونغو في المنفى ورفع شعار "تحيا زائير، ويعيش أطفال موبوتو.

في الفيديو الذي نشره المسلحون بأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وقف المهاجمون أمام علم زائير، اسم جمهورية الكونغو الديمقراطية في عهد موبوتو سيسي سيكو، الدكتاتور الذي أطيح به عام 1997.

تقارير إعلامية محلية قالت إن "السلطات تكثف من تحقيقاتها حول هوية وارتباطات وشبكة علاقات المتورطين في محاولة الانقلاب".

لكن العديد من الكونغوليين لا يزالون "متشككين للغاية" بشأن المعلومات الرسمية التي قدمتها السلطات، ويتساءل سكان كينشاسا عن نوايا الانقلابيين المزعومين، والسهولة التي تمكنوا بها من الوصول إلى قلب البلاد.

ومن بين التساؤلات التي لا تجد جوابًا حتى الآن: "لماذا هاجموا منزل الوزير، ثم استولوا على قصر الأمة؟، وهو مبنى فارغ ليلًا، بدلًا من التلفزيون الوطني مثلًا، فهل كان هناك تواطؤ؟

لا تزال دوافع الانقلابيين غامضة والعديد من الخيوط مفقودة.. بينما تُلقي محاولة الانقلاب الفاشلة بظلالها على مستقبل البلاد في انتظار إجابات حاسمة من التحقيقات الجارية.

Advertisements