الارشيف / عرب وعالم

خطة انقلاب أمريكية في الكونغو.. ما الذي تريده واشنطن؟

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 10:10 مساءً -  يسلط إعلان حكومة الكونغو الديمقراطية، الثلاثاء، ضلوع 3 أمريكيين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد الأحد الماضي، الضوء على الدور الأمريكي في المحاولة وأسباب هذا الدور.

وأكثر البارزين من بين كونغوليين وأجانب شاركوا في محاولة الانقلاب، شخص يدعى كريستيان مالانغا لقي مصرعه إثر محاولة الانقلاب الفاشلة، وهو رجل يبلغ من العمر 41 عامًا، يحمل الجنسية الأمريكية، وأنشأ منظمة سياسية بين الشتات الكونغولي في الولايات المتحدة، وأعلن نفسه رئيسًا للكونغو في المنفى.

وهذا ما يسلط الضوء، على دور أمريكي "بارز" في محاولة الانقلاب، ستكون له تداعيات على العلاقات الكونغولية الأمريكية.

وأُحبطت، الأحد، في كينشاسا "محاولة انقلاب" شارك فيها "أجانب وكونغوليون"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلّحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال الجنرال سيلفان إيكينجي في رسالة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي: "أحبطت قوات الدفاع والأمن محاولة انقلاب في مهدها".

وأضاف: "هذه المحاولة شارك فيها أجانب وكونغوليون".

وأشار إلى توقيف نحو 40 شخصًا فيما حيّدت قوات الأمن 4 آخرين بينهم قائدهم "كريستيان مالانغا وهو كونغولي يحمل الجنسية الأمريكية".

عراب الخطة الأمريكية

كريستيان مالانغا موسوماري، ولد العام 1983، وتوفي مقتولاً، في مايو 2024، وهو سياسي ورجل أعمال وأصبح ضابطًا عسكريًا كونغوليًا يحمل الجنسية الأمريكية.

كان زعيمًا للحزب الكونغولي المتحد، وهو حزب شكله بعد تجاربه الانتخابية في البرلمان، وآخرها انتخابات، العام 2011، التي شهدت الكثير من اللغط والنزاعات.

وفي العام 2017 أسس حكومة كنغولية جديدة في المنفى  "الولايات المتحدة"،  وأعلن نفسه رئيسًا عليها.

كريستيان مالانغا في القصر الجمهوري أثناء محاولة الانقلاب الفاشلةأ ف ب

في العام 1993، انتقلت عائلة مالانغا إلى سوازيلاند كلاجئين سياسيين ذهب مالانغا إلى المدرسة الابتدائية في مدرسة سانت بول الميثودية الابتدائية في سوازيلاند. 

في العام 1998، انتقل مالانغا إلى مدينة سولت ليك بولاية يوتا في الولايات المتحدة كلاجئ سياسي يتمتع بوضع اللجوء، قبل منحه الجنسية . 

كان يمتلك العديد من الشركات الصغيرة حتى العام 2006، عندما شارك في تأسيس جمعية خط المساعدة الأفريقية غير الربحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كان لدى مالانغا ابن واحد، مارسيل، من بريتاني سوير.

أثناء إقامته في الولايات المتحدة، أدين مالانغا، في العام 2001، بتهمة الاعتداء بسلاح ناري وحكم عليه بالسجن لمدة 30 يومًا و 3 سنوات من المراقبة.

كما واجه اتهامات بالعنف المنزلي، وزعزعة السلام والتي تم رفضها. وأظهرت السجلات القانونية أيضًا أنه كان متورطًا في نزاع حول الحضانة، وإعالة طفل.

ما الذي تريده واشنطن

تكتسب دولة الكونغو الديمقراطية أهمية جيوسياسية عظيمة، كونها بلدًا أفريقيًا كبيرًا يتوسط القارة السمراء، وهو ما جعلها هدفًا لواشنطن لتكون ساحة لتعزيز نفوذها وجلبها بعيدًا عن المعسكر الشيوعي.

وعندما كانت تسمى البلاد باسم زائير، كانت العلاقات التي تربط بين الولايات والمتحدة وهذا البلد، وثيقة للغاية كون رئيسها آنذاك موبوتو سيسي سيكو، مناوئًا للمعسكر الشيوعي ووجد لدى الأمريكان ضالته.

كما وجدت الولايات المتحدة في ترسيخ نفوذها في زائير، وسيلة ضرورية لمجابهة الماركسية ومنع تمددها في أفريقيا .

في العام 1991، بدا لواشنطن أن الدور الذي قامت به زائير في محاربة معسكر الشيوعية، لم يعد له دور مؤثر مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ما أدى لتراجع العلاقات بين البلدين، وتراجع المساعدات الأمريكية المقدمة لزائير.

في العام 2006، أجريت أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في البلاد، ومنذ ذلك الوقت عادت الكونغو الديمقراطية لدائرة الاهتمام الأمريكي.

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيديرويترز

وبعد فوز رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، بولاية ثانية، في يناير 2024، بدأت واشنطن ترسل للزعيم الأفريقي رسائل تشي بعدم الارتياح.

وحتى بان ذلك في رسائل التهنئة الأمريكية، التي كانت تطالب تشيسيكيدي، بمعالجة المخاوف الانتخابية بعد أدائه اليمين لولاية رئاسية  جديدة.

ورغم عدم ظهور عداء مباشر بين واشنطن و تشيسيكيدي، حيث أبقت الأولى على تواصلها الدائم معه، إلا أن "خطة الانقلاب" التي قال مراقبون إنها "أمريكية خالصة"، تلقي الضوء على مطامع بوصول رجال يدينون بالولاء لواشنطن إلى السلطة والسيطرة على هذا البلد الأفريقي الهام، لا سيما أن خطرًا مماثلاً للمعسكر الشيوعي أيام "زائير" بدأ يتشكل في أفريقيا، بقيادة المعسكر الشرقي "الصين وروسيا".

Advertisements