21 مايو 2024, 2:04 م
إيران تُودع رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان الذين قضيا إثر تحطم طائرتهما.. وسط تشديد على الاستمرارية في السياسات العامة للبلاد ..
كان ذلك واضحاً للغاية فطهران أظهرت حالة من التماسك في بيتها الداخلي رغم الحادث المأساوي الذي شكل صدمة للجميع ..
و الآن يتصدر المشهد تساؤلات عديدة بشأن تداعيات الحادث وتأثيره على السياسة الخارجية لطهران، في خضم الملفات المعقدة والمتشابكة التي تنخرط بها وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، وصراعها مع إسرائيل و الولايات المتحدة.
يجمع معظم المراقبين في الإقليم وخارجه على أن المرحلة التالية لرئيسي لن تتغير فيما يتعلق بالنهج الذي تسلكه القيادة الإيرانية خاصة في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات محتدمة، فطبيعة النظام السياسي في إيران والذي تعود فيه الكلمة الفصل إلى المرشد الأعلى للثورة يجعل من الرئيس وطاقمه منفذين لسياسات الدولة وبالتالي من سيخلف رئيسي سيمضي على نهجه لكنه قد يعاني من بعض القيود الداخلية..
على عجل كلَّف المرشد الأعلى علي خامنئي محمد مخبر بتولي مهام الرئيس، على أن تجري انتخابات رئاسية في 28 يونيو المقبل.. مخبر ترأس اجتماعاً طارئاً للحكومة، قبل أن تعلن طهران تعيين علي باقري كني، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً للخارجية خلفاً لحسين أمير عبد اللهيان.
وبحسب محللين لن يكون هناك تغيير دراماتيكي في السياسة الخارجية، فإيران لديها مؤسسات سياسية لذلك لن تعاني من إشكالية في إيجاد خلف للمنصب لكن لا بد أن تأخذ المرحلة الانتقالية مداها .. ومن المنطقي أن تركز إيران اهتمامها داخلياً حتى تختار رئيسها التاسع الذي سيواجه نفس القيود الهيكلية التي أعاقت أسلافه، فلن يكون الصوت الحاسم في مسائل الأمن القومي ولن تكن له السيطرة الكاملة على سياسات الحكومة ..
أما إقليمياً فالتوترات لا تزال حاضرة بقوة بين إيران و شركائها من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما من ناحية أخرى و التوتر هو سيد الموقف بين إيران و إسرائيل حالياً نظرًا لأنهما لم يعودا يلتزمان بالقواعد القديمة للاشتباك ..
وماذا عن مستقبل الملف النووي ؟
كان ينظر لعبد اللهيان باعتباره رجل الدبلوماسية في البلاد الذي واجه الغرب، وقاد محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي.. وفي ذات الوقت اعتبر موقع وزارة الخارجية الإيراني أن باقري لعب دورًا محوريًا في المفاوضات النووية بين إيران والغرب خلال العامين الماضيين..
يرى خبراء أن الملف النووي يرتبط بشدة بوجهة نظر المرشد مباشرة و بالتالي فإن وزير الخارجية يناور الغرب وفقاً لرؤية خامنئي و من غير المتوقع أن يحدث أي تغيير في الموقف الإيراني.