الارشيف / عرب وعالم

هجمات "حزب الله" على إسرائيل.. تحوّل في نوعية السلاح وفعاليته

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 03:07 مساءً - كشف خبراء إسرائيليون عن تحول "تدريجي ومحسوب"، يحدث في نوعية الأسلحة التي تدفع بها ميليشيا حزب الله إلى ميدان المعركة بينها وبين الجيش الإسرائيلي.

وبدأت موجة التصعيد الحالية مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قبل أكثر من 7 أشهر، عقب هجوم حماس على مستوطنات الغلاف، وشهدت استخدام أنواع من المسيرات الهجومية والصواريخ من جانب "حزب الله".

ونقلت قناة "الأخبار 12" العبرية، عن بوعاز شابيرا الباحث بمركز "عالما" لتحديات الأمن الإسرائيلي في الشمال قوله، إن الميليشيا اللبنانية دفعت مؤخرًا بمسيرة انتحارية تحمل على كل جناح صاروخًا من طراز (S5) بطول 1.4 متر، يزن 5 كيلوغرامات، وبمدى إطلاق يصل إلى 4 كيلومترات، استهدفت موقعًا عسكريًا في بلدة المطلة بالجليل الأعلى.  

وأشار إلى أنه على خلاف المُسيَّرة "أبابيل" التي استخدمها "حزب الله"، فإن المُسيَّرة الجديدة مزودة بكاميرات، تبث مباشرة ما يدور، الأمر الذي ساعد مشغلي المسيرة في توجيهها بدقة نحو الهدف قبل قصفه بصاروخين.

ووجد الباحث الإسرائيلي أن شهر آذار/ مارس الأخير شهد 24 واقعة تسلل لمُسيَّرات من الجانب اللبناني، ارتفعت إلى 42 في الشهر التالي، وبلغت منذ مطلع أيار/ مايو الجاري 20 عملية تسلل، تشمل عمليات بغرض جمع معلومات استخبارية.  

أسباب الفشل الإسرائيلي

وأكد أن زيادة وتيرة استخدام المسيرات من جانب الميليشيا اللبنانية في الشهور الأخيرة، فضلًا عن تحول الهجمات بالمسيرات إلى أكثر فتكًا، يؤشر إلى مدى الصعوبات التي تواجهها إسرائيل في التصدي لهذا النوع من العدائيات.

وأحصى أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في التصدي للهجمات المُسيَّرات قائلًا، إن حجمها الصغير وتحليقها البطيء نسبيًا يُصعِّبان اكتشافها عبر الرادارات الإسرائيلية، أضف إلى ذلك الظروف الجغرافية والتضاريس الجبلية التي تضع صعوبات أكثر أمام عمل الرادارات.

وأوضح أن أسلوب عمل "حزب الله" يعتمد على كشف نقاط الضعف في نظم الدفاع الإسرائيلية، ونشر مسيراته في مواقع إطلاق كثيرة للغاية، فضلًا عن طريقة إطلاق المُسيَّرات نحو الهدف.

دراسة الميدان وحرب حقيقية

وبيَّن أن المُسيَّرات التي تطلقها المنظمة اللبنانية تختبر طوال الوقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من خلال إطلاقها إلى مسارات مختلفة وعلى ارتفاعات متباينة؛ من أجل تحديد نقاط الضعف.

ومن بين أساليب عمل ميليشيا "حزب الله"، نشر أكبر عدد من منصات إطلاق المسيرات في مواقع مختلفة وإخفائها جيدًا بحيث يكون على مشغليها تقليص زمن الإعداد والإطلاق لعدم كشفها.

كما يمكن تغذيتها بالمعلومات بشأن الهدف ومسافة الوصول إليه وغير ذلك عبر البرمجة المسبقة، ومن ثم تعمل المسيرة بشكل ذاتي.

من جانبه، ذكر طال بيئيري، مدير قسم البحوث بالمركز ذاته للقناة، أن حزب الله يستغل التصعيد لدراسة قدرات الجيش الإسرائيلي سواء الهجومية أو الدفاعية.

وأردف أن المنظمة تقارن قدراتها الذاتية مقابل قدرات الجيش الإسرائيلي، وعد الأمر من زاوية استخلاص الدروس وكسب الوقت ضمن عمليات استنزاف.

ورأى أن "حزب الله" سيستغل خلاصات هذه الدروس خلال حرب شاملة محتملة مع إسرائيل، وقال إن أداء تلك المنظمة يبرهن أنها تستعد لحرب حقيقية مع إسرائيل.

Advertisements